سجلت الصادرات الصينية ارتفاعا الشهر الماضي رغم الحرب التجارية مع الولاياتالمتحدة، على ما أظهرت بيانات رسمية الجمعة وذلك قبيل محادثات تهدف إلى خفض حدة الأزمة بين أكبر اقتصادين في العالم. ورأى خبراء أن ارتفاع النمو بنسبة 8,1% والذي فاق التوقعات، يشير إلى أن بكين تعيد توجيه مسار تجارتها إلى جنوب شرق آسيا للتخفيف من أثر رسوم جمركية أمريكية تصل إلى 145% على السلع المستوردة من الصين والتي فرضها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب. اقرأ أيضًا| حرب الرسوم الجمركية.. ما الذي ينتظر أمريكاوالصين في صراعهم الاقتصادي؟ وتراجعت التجارة بين أكبر اقتصادين في العالم مذ فرض ترامب التعرفات الجمركية - وتصل بعض الرسوم التراكمية إلى 245% - فيما ردت الصين بفرض رسوم بنسبة 125% إضافة إلى تدابير أخرى. وكان الارتفاع السنوي في الصادرات البالغ 8,1% في نيسان/أبريل أعلى بكثير من توقعات المحللين الذين استطلعت بلومبرج آراءهم الشهر الماضي وبلغت 2%. وأظهرت بيانات مكتب الجمارك الصيني أن الصادرات إلى تايلاند وإندونيسيا وفيتنام ارتفعت بمعدلات ذات أرقام مزوجة، في ما وصفه أحد المحللين ب"إعادة تموضع هيكلي" للتجارة. وكتب ستيفن إينس من شركة "إس بي آي" لإدارة الأصول في مذكرة أن "سلاسل التوريد العالمية يعاد توجيهها فعليا في الوقت الحقيقي". وأضاف أن "فيتنام تبدو في طريقها لأن تصبح منفذا خارجيا للصين لتصدير السلع الموجهة نحو السوق الأمريكية". وتابع موضحا أن "العملاق الصناعي الصيني يعيد توجيه تدفقات الإنتاج نحو مناطق لا تطاله فيها تداعيات الرسوم الجمركية". وانخفضت الصادرات إلى الولاياتالمتحدة بنسبة 17,6% على أساس شهري. وشهدت الأسواق العالمية تقلبات منذ أن أطلق ترامب حرب الرسوم الجمركية الهادفة بحسب البيت الأبيض إلى إعادة عمليات التصنيع إلى الولاياتالمتحدة، وفيما جمّد ترامب لمدة 90 يوما العديد من الرسوم الأكثر عبئا، فإن الرسوم المفروضة على الصين ظلت قائمة. لكن الأسواق شهدت انتعاشا مدفوعا بالتفاؤل إزاء اجتماعات مقررة في جنيف نهاية الأسبوع بين مسؤولين أمريكيين وصينيين، في أول محادثات بين القوتين الاقتصاديتين منذ بدء حرب ترامب التجارية. وقالت واشنطن إنها تأمل أن تسهم هذه المحادثات في "نزع فتيل" التوترات، بينما تعهدت بكين التمسك بمواقفها والدفاع عن مصالحها. اقرأ أيضًا| الصين تتكيّف مع حرب ترامب التجارية بخطة إنعاش اقتصادية متعددة المسارات