الاعتكاف لغة: هو لزوم الشيء. وحبس النفس عليه. والمقصود به هنا "أي إصطلاحاً" لزوم المسجد والاقامة فيه بنية العبادة. وكان رسول الله صلي الله عليه وسلم يعتكف بالمسجد عشرة أيام خلال شهر رمضان وقد اعتكف في العام الذي قُبض فيه عشرين يوماً. واستمر صحابة رسول الله رضوان الله عليهم يعتكفون بعده. والاعتكاف اجتهاد في العبادة والتعبد لله سبحانه وتعالي. ولذلك يستحب الاعتكاف في العشر الأواخر من شهر رمضان. وعلي المعتكف أن يكثر من نوافل العبادات. ويشغل نفسه بتلاوة القرآن والصلاة. والتسبيح. والتهليل. والتكبير. والاستغفار. والصلاة علي النبي عليه الصلاة والسلام. ويكثر المعتكف من الدعاء حيث الدعاء مخ العبادة. كما يكثر من المعتكف من الطاعات. ويستحب أن يدخل المعتكف المسجد الذي يعتكف فيه وهو يلبس الملابس النظيفة. وتكون أظفاره مقلمة. ويكون شعره حليقاً ويباح للمعتكف التطيب بالطيب. كما يباح له أيضاً أن يأكل ويشرب بالمسجد. وينام فيه مع المحافظة علي نظافته. وكذلك يباح للمعتكف الخروج من المسجد للضرورة دون أن يفسد ذلك الخروج اعتكافه ما لم يطل فيه. وفي اللغة أيضاً عكف علي الشيء أقبل عليه مواظباً. ومن أهم أهداف الاعتكاف وبخاصة في شهر رمضان التقرب إلي الله بالطاعات المختلفة كقراءة القرآن والدعاء والصلاة حتي يحقق المعتكف تقوي الله. وهي الغاية من الصيام قال الله تعالي: "يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام. كما كتب علي الذين من قبلكم لعلكم تتقون" "183 البقرة". وتقوي الله هي غاية الغايات وأسمي الدرجات التي يسعي إليها المؤمن ويرجوها فتكون سياجاً واقياً له من الانحراف والانجراف نحو المعاصي. كما تكون له أيضاً حماية ووقاية من الابتعاد عن كل ما نهي الله عنه من موبقات كالغش في المعاملات. والكذب وغيره من المحارم. وبتقوي الله يكون المسلم سباقاً للخير الذي ينفع الناس فخير الناس أنفعهم للناس فهيا إلي الاعتكاف في شهر رمضان لكل من يستطيع ذلك حتي يجني هذه الثمار الطيبة.