أثارت دعوة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان. عضو هيئة كبار العلماء. الجهات المسئولة إلي تحطيم آلات التصوير المحمولة مع بعض قاصدي البيت الحرام للتصوير جدلاً حيث يري بعض العلماء أن فيها تشدداً. وكان الشيخ الفوزان قد وصف فعل القائمين بالتصوير في الحرم بالمنكر الذي لا يجوز فعله. وأنهم آذوا المسلمين ولهذا فإن التصوير في المسجد الحرام منكر يجب منعه. خاصة أن بعض الزوار حضر للمسجد الحرام للأذي وفعل المنكرات وليس للعبادة. ولم يخف عضو هيئة كبار العلماء غضبه وضيقه من هذه التصرفات ما جعله يقطع درسه المقرر بالمسجد الحرام. وينبه عن هذا الفعل. حيث قال: إنه لا يجوز إقرار المنكر بأي مكان فكيف بحرم الله؟ ياإخواننا. أشوف تصوير في الحرم. تصوير في الدور الثاني. هذا حرام ومنكر لا يجوز. يجب أن يمنع هؤلاء وتؤخذ الآلات التي معهم وتحطم. من جهتها قررت الجهات الأمنية بالحرم منع إدخال آلات التصوير إلا بتصريح رسمي. كما أنها لا تسمح بالتصوير. وذلك لعدم مضايقة الزوار والحفاظ علي الخصوصية. لا مانع من القليل من جانبه أكد الدكتور محمد عبداللطيف قنديل. الأستاذ بكلية الدراسات الإسلامية بالإسكندرية. أن الشيخ الفوزان محق في أنه يجب الحفاظ علي حرمة المساجد عامة والحرمين الشريفين خاصة من أن تتحول إلي مكان للتصوير لا العبادة وخاصة في ظل قوله تعالي: "وإن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً" وبالتالي لا يجوز الانشغال في هذه الأماكن المقدسة والطاهرة بغير العبادة. أشار د. قنديل. إلي أنه من الأفضل عدم التصوير ومع هذا إذا تم أخذ صورة أو صورتين تعبيراً عن الاعتزاز بالوجود في هذه الأماكن المقدسة فلا أري في هذا مانعاً شرعاً أو أنه يؤثر علي قبول العمرة أو الحج. أوضح. أنه رغم هذا الجواز المشروط إلا أنه يظل استثناء من قاعدة أفضلية عدم التصوير والتفرغ والتركيز في العبادة لأن الشيء إذا زاد عن حده انقلب إلي ضده. ولهذا إذا أصر المعتمر أو الحاج علي أخذ صورة واحدة أو اثنتين فقط فهذا أفضل وليس الإسراف أو الإكثار من التصوير وكأننا في متحف أو مكان أثري فهذا يتنافي مع جلال وقدسية تلك الأماكن المقدسة. جدل الكتروني ولم يقف رد الفعل علي فتوي الشيخ الفوزان. عند هذا الحد بل إنها أحدثت صدي بين المغردين في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر". حيث تباينت الآراء في محتوي الفتوي. بين مؤيد ومعارض. حيث رأي بعضهم أن الشيخ أحسن في التنبيه. خاصة مع مبالغات بعض الزوار بالتصوير. ما أسهم في إلحاق الأذي بزوار بيت الله الحرام. وقد أورد المؤيدون عدداً من الفتاوي الموافقة للشيخ الفوزان. كفتوي الشيخ عبدالعزيز بن باز مفتي السعودية السابق حيث قال: "إن التصوير لا يجوز إذا كان لذوات الأرواح. سواء كان من بني آدم أو غير بني آدم". لقول النبي - صلي الله عليه وسلم: "أشد الناس عذاباً يوم القيامةالمصورون". ولأنه عليه الصلاة والسلام لعن آكل الربا وموكله ولعن المصور. كما جاء صحيح البخاري. وأوضح ابن باز أن تصوير ذوات الأرواح من بني آدم أو من غيرهم أمر لا يجوز. لكن عند الضرورة التي ليس للإنسان فيها اختيار. إنما ضرورة كتصوير المجرمين الذين يطلب إمساكهم حتي لا يضروا المسلمين. أو تصوير من يعطي الجنسية يعني تابعي الحفيظة إذا دعت الحاجة إلي ذلك فلا حرج عليه إذا لم تحصل له إلا بالصورة. لأن هذا المقصد معروف وهو تمييزه ومعرفته عن غيره. فالمقصود إذا كانت الصورة لها حاجة ضرورية مثل ما ذكرنا فلا بأس للحاجة.