شهدت محافظة الدقهلية احتفالية كبري بمناسبة مرور 16 عاماً علي رحيل إمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوي شارك فيها محبو الإمام من داخل مصر وخارجها وكبار القراء والمبتهلين والمنشدين. بدأت الفعاليات التي استمرت يومين بنقل شعائر صلاة الجمعة من مجمع الشعراوي بدقادوس وحضرها رئيس مركز ومدينة ميت غمر د. مصطفي الطوخي نائبا عن الإمام الأكبر والدكتور عبدالعزيز عبدالمجيد وكيل الوزارة لقطاع المعاهد الأزهرية وتحدث د. عبدالله الصبان الأستاذ بجامعة الأزهر عن فيوضات وكرامات أولياء الله الصالحين وكيف كان فضيلة الإمام الشيخ الشعراوي من أولياء الله والفيوضات الروحانية التي منَّ الله عليها بها. كما تألق الشيخ جمعة الكومي صاحب الصيحة الشهيرة "علشان خاطر المشيرة الكريمة العظيمة السيدة زينب".. مما جعل الحضور يتفاعل مع هذه الصيحة. ووفاء من الإذاعة فقد قام رئيس الإذاعة بإرسال وفد للمشاركة منهم الإذاعي محمد عوض مقدم خواطر الشيخ الشعراوي والإذاعي حسن سليمان والمذيع محمد راجح وعبدالعزيز عمران- مدير عام الإذاعات الخارجية والتراث بالتليفزيون. ثم بدأت احتفالية أخري بالسرادق المقام أمام مجمع الشعراوي وشهدت تنافساً شريفاً بين المشاركين من قراء القرآن الكريم والشعراء والمبتهلين. وقال د. عصام القطقاط- صهر الإمام الشعراوي أن العلماء أجمعوا علي أن الأمة الإسلامية في حاجة ماسة لشعراوي جديد يأخذ بيدها إلي بر الأمان بعلمه الذي أثر في النفس ولا يزال هادياً رغم رحيله منذ 16 عاماً. وقال الشيخ سامي الشعراوي: من أهم نجاح الشعراوي أنه كان نتاج والده ذلك الرجل الأمي الذي كان يتمتع بفطرة خالصة ورغم أنه كان أمياً لا يقرأ ولا يكتب إلا أنه كان معلما كبيراً. أضاف أن الشيخ الشعراوي كان يوفر العلماء وكان ممدوداً بمدد إلهي وأن بيت جدي لم يخل يوماً من يتيم يربيه الشيخ الشعراوي. ويري الشيخ سامي- طرفة من طرائف الشيخ قائلاً: حين أراد والدي إلحاقي بالأزهر فوجئ برفض أوراق الالتحاق لحاجتي إلي استثناء من شيخ الأزهر الشيخ دراز لكون سني ناقصاً تسعة أيام مما يخالف شروط التقديم فأخذ والدي الأوراق وذهب إلي الشيخ دراز وطلب منه الموافقة فدهش الشيخ دراز أن الشعراوي معه ابن يقاربه في السن.. فقال الشعراوي إن عايز ابني يطلع ديني- أي عالم دين- فأخذ الشيخ دراز المعني الثاني وضحك طويلاً وتمر الأيام والسنون وأتخرج في الأزهر وأتولي المناصب وأصبح رئيساً للبعثة الأزهرية.. وعند عودتي أثناء ركوبي السيارة مع والدي قابلنا الشيخ دراز يمشي سيراً علي الأقدام فأمر والدي بتوقف السيارة ونزل منها وهرول ناحية شيخه وقبل يده وهو وزير للأوقاف.. وسأل الشيخ دراز من هذا يا شعراوي.. فقال له سامي الذي وافقتم علي دخوله الأزهر بالاستثناء.. فضحك الشيخ دراز وقال "وطلع ديني" زي ما كنت تريد. وقال عماد غنيم- مدير عام البرامج الدينية بإذاعة وسط الدلتا إن الأمة الإسلامية في حاجة ماسة لمثل هذا الرجل العظيم حتي يجمعها علي خير. فقد كان رحمه الله ملهماً من ربه عادلاً في حياته التي كانت لا تعرف الهزل وكان يحمل قلباً يسع جميع الناس فقد كان عالم القرن بحق ولو عاش في أيامنا هذه كانت قد اختلفت الدنيا. ويقول الدكتور عبدالعزيز عبدالمجيد- وكيل وزارة الأزهر بالدقهلية إن الشعراوي أجمعت عليه الأمة نظراً لوسطيته واعتداله وغزارة علمه ورجاحة عقله. وأعتقد أن ما كان يقوم به في تفسيره للقرآن المسمي بالخواطر رزق ساقه الله لمستمعيه وأزعم أنه كان رحمة ومحبوباً من جميع المصريين حتي من غير المسلمين. ويترحم الشيخ محمد شرف الكراديسي طويلاً علي الشيخ ويقول: أكرمني ربي بالهداية علي يدي الشيخ الشعراوي حيث ذهبت إلي مجمع الشعراوي للعلاج لإجراء بعض الفحوصات الطبية وكنت وقتها أعمل مطرباً ومغنياً وعند مقابلة الإمام قلت لفضيلته بما توصيني يا مولانا.. فقال لي استقم كما أمرت فاسيتقظ ضميري عند سماع هذه النصيحة وتحول مساري من مطرب إلي داعية وأصبح لدي 14 مؤلفاً.. وما كان يحدث هذا إلا بدعاء وبركات مولانا الشعراوي. وقال د. عبدالله الصبان: إن الشعراوي ألهمه الله بأن ينطق بالكلمات التي حيرت القلوب والأفهام فقد تابعناه وهو يتحدث عن ثورة مصر وكأنه مازال حياً بيننا ويوجه شعب مصر ويطالبهم بأن يهدأوا لكي يبنوا الأمجاد.