* يسأل سعيد - م. ع من الشرقية: إن الله سبحانه وتعالي أنعم علي بنعم كثيرة ومن هذه النعم أنه ما قصدني إنسان في حاجة وسعيت معه إلا قضيت الحاجة بتوفيق الله. ولكن زوجتي تعاتبني علي أنني أكثر من مثل هذا الخير والتعاون مع الناس فهل هي علي حق من موقفها معي؟ ** يقول د. صبري عبدالرءوف استاذ الفقه بجامعة الأزهر: عن سيدنا عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: إن رجلا جاء إلي النبي صلي الله عليه وسلم فقال: يارسول الله. أي الناس أحب إلي الله تعالي؟ وأي الأعمال أحب إلي الله تعالي؟ فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: أحب الناس إلي الله تعالي انفعهم للناس. وأحب الأعمال إلي الله تعالي سرور تدخله علي قلب مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دينا أو تطرد عنه جوعا ولأن أمشي في حاجة مع أخ أحب إليَّ من أن اعتكف في هذا المسجد شهراً ومن كف غضبه ستر الله عورته ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه وجاء يوم القيامة ومن مشي مع أخيه في حاجة حتي يتهيأ له اثبت الله قدمه يوم تزول قدمه وهذا الحديث النبوي الشريف يبين لنا خصال الخير وان أفضل ما يتقرب به الإنسان إلي ربه أن يكون مفتاحا للخير مغلاقاً للشر فالمؤمن الحقيقي من عاش لينتفع به الناس لا لينتفع من الناس. وبالنسبة لهذه الزوجة التي تعترض علي تصرفات زوجها لأنه وهب نفسه لخدمة الناس فإن الله سبحانه وتعالي يقول في سورة المائدة: "وتعاونوا علي البر والتقوي ولا تعاونوا علي الأثم والعدوان" وهذه الآية الكريمة قد جمعت كل خصال الخير وان المطلوب من المسلم أن يعين غيره ما استطاع. جاء في صحيح البخاري عن أبي موسي الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "علي كل مسلم صدقة. فقالوا يارسول الله من لم يجد؟ قال يعمل بيده فينفع نفسه ويتصدق قالوا: فإن لم يجد؟ قال: فليعمل بالمعروف وليمسك عن الشر فإنها له صدقة. وهذا الزوج لم يخطئ في شيء لأن الله سبحانه وتعالي استعمله في الخير وهذا من فضل الله عليه فنسأل الله ان يجعلنا من المتعاونين علي مثل هذا الخير وأن يوفقنا إليه.