مما يجمل ذكره صلي الله عليه وسلم, أسلوب حياته ونمط عيشه في بيته مع أهله, فقد كان أزهد الناس بمتع الحياة ولذائذ العيش. لا يأخذ من ذلك إلا ما لا بد منه ولا غني عنه. وبمقدار ما تدعو إليه الضرورة. وهو أمر قد ذاعت شهرته. وعرف عنه لدرجة تدعو إلي العجب والتأمل!! عن عروة عن عائشة أنها كانت تقول: "والله يا ابن أختي إن كنا لننظر إلي الهلال. ثم الهلال. ثم الهلال ثلاثة أهله في شهرين. وما أوقد في أبيات رسول الله" نار. قلت: يا خالة فما كان يعيشكم؟ قالت: الأسودان. التمر والماء. إلا أنه كان لرسول الله "جيران من الأنصار وكانت لهم منائح. وكانوا يرسلون إلي رسول الله " من ألبانها فيسقينا" "متفق عليه" وقول السيدة عائشة أمر بديهي. يقبله العقل السليم. إذ كيف يترك الصحابة الكرام رسول الله "يوقد في بيته نار؟ فكانوا رضي الله يجهزون الطعام في بيوتهم ويقدمونه لرسول الله " أدباً معه. وطمعاً في رضا الله تعالي ورسوله عنهم. ولعل ذلك كان أمراً خاصاً ببيت السيدة عائشة رضي الله عنها دون سائر نسائه " . مصداقاً لما أخرجه البخاري ومسلم والنسائي والترمذي عن عروة قال: كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة. قالت: فاجتمع صواحبي إلي بيت أم سلمة فقالوا: يا أم سلمة إن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة. وإنا نريد الخير كما تريد عائشة. فمري رسول الله أن يأمر الناس أن يهدوا إليه حيثما كان. قالت: فذكرت ذلك أم سلمة للنبي . قالت: فأعرض عني. فلما كان في الثالثة ذكرت له ذلك فقال: يا أم سلمة لا تؤذينني في عائشة فإنه والله ما نزل عليَّ الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها. ولم يكن تقشفه عن فقر وقلة مال. فقد فتح له من الأرض. وجاءته الغنائم وكثرت لديه الأموال. وأشبع أفقر الناس. وفاضت يداه بالعطاء السخي. عن جابر : ما سئل رسول الله "شيئاً قط فقال لا" متفق عليه وعن أنس قال: ما سئل رسول الله "علي الإسلام شيئاً إلا أعطاه. ولقد جاءه رجل فأعطاه غنماً بين جبلين. فرجع إلي قومه فقال: يا قوم أسلموا فإن محمداً يعطي عطاء من لا يخشي الفقر. وإن كان الرجل يسلم ما يريد إلا الدنيا فما يلبث إلا يسيراً حتي يكون الإسلام أحب إليه من الدنيا وما عليها أخرجه مسلم .