العدل بين الزوجات صعب للغاية. لذا فقد قال تعالي: "ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة وإن تصلحوا وتتقوا فإن الله كان غفورا رحيما" النساء: .129 وقال تعالي: "فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم" النساء: 3 فالمبدأ العام ان الرجل يتزوج امرأة واحدة ولكن قد تضطره الظروف أن يتزوج علي امرأته امراة أخري لعذر قاهر أو لمرض. أباح الله تعالي له ذلك علي أن يعدل بين الزوجتين. إن كان في استطاعته ذلك وقد ذكر الله تعالي هذا الأمر وذكر انه من الصعب تحقيقه - كما ذكرنا في الآية السابقة "النساء: 129". وقد كان الزواج بأكثر من واحدة قد نزل بصفة خاصة في يتامي النساء يقول تعالي: "وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامي فانكحوا ما طالب لكم من النساء مثني وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدني ألا تعولوا" النساء: 3 علي أن يعطوهن صداقهن كاملا ولا يبخسوهن حقهن. وأما إذا كان عند أحد الرجال يتيمة فيخاف أن يعطيها مهر مثلها فليعدل إلي سواها فإنهن كثير ولم يضيق الله عليه "تفسير ابن كثير عند هذه الآية". كما ذكر عن عروة بن الزبير انه سأل عائشة أم المؤمنين - رضي الله عنها - عن قوله تعالي: "وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامي" قالت: يا ابن أخت هذه اليتيمة تكون في حجر وليها تشركه في ماله ويعجبه مالها وجمالها. فيريد وليها أن يتزوجها بعد أن يقسط في صداقها فيعطيها مثل ما يعطي غيره. فهو أن ينكحوهن إلا أن يقسطوا إليهن ويبلغوا بهن أعلي سنتهن في الصداق "تفسير ابن كثير عند هذه الآية وأيضا صحيح البخاري. كتاب النكاح. باب الترغيب في النكاح". ثم أضاف تعالي إلي ذلك قوله: "فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم" كما قال تعالي: "ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم" النساء: .129 فمن خاف من ذلك فليقتصر علي واحدة.. قال تعالي: "ذلك أدني ألا تعولوا" النساء:3 أي أدني ألا تجوروا أو تميلوا "تفسير ابن كثير عند هذه الآية النساء: 3" علي أن الإسلام أباح التعدد في ظروف خاصة مثل مرض الزوجة أو عقمها أو تزايد عدد النساء علي عدد الرجال أو لظروف أخري حفاظا للعفة الزوجية إلا انه كان بشرط العدل بين الزوجات في الظاهر أما الباطن والقلب فهو غير محاسب عليه في ميله. فيجب العدل في الانفاق والعلاقة الزوجية حتي الابتسامة والود المطالب به كل هذا يحفظ للمرأة حقها ولا يجعل للغيرة طريقا إليها. يقول رسول الله - صلي الله عليه وسلم - في وصاياه العديدة لمن كان يجمع أكثر من امرأة في بيته من ذلك قوله: "من كان له امرأتان فمال إلي إحداهما دون الأخري جاء يوم القيامة وشقه مائل" وفي حديث لأبي هريرة "وشقه ساقط" أخرجه الترمذي والنسائي وابن ماجة.