نواصل ما بدأه العدد الماضي حول الحديث عن الاسراء والمعراج وحقائق القرآن حول طغيان اليهود والصهاينة فنقول: - أن عدونا لايرعي في مؤمن إلا ولا ذمة .. بل إنه تدرج في الاجتراء علي الحرمات والمقدسات وبدأ الطعن في الذات العلية حيث قالوا: "إِنّ اللّهَ فَقِيرى وَنَحْنُ أَغْنِيَآءُ" "سورة: آل عمران - الآية: 181".وقالوا: "يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةى" "سورة: المائدة - الآية: 64". ولأنهم لا يملكون إزاء الذات العلية إلا ما تلفظه ألسنتهم من سباب وزور وبهتان .. انتقلوا إلي أنبياء الله ورسله يسفكون دماءهم بغير حق أو حياء. "يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ الأنْبِيَآءَ بِغَيْرِ حَقّ" "سورة: آل عمران - الآية: 112". ثم استطالوا بعد الأنباء عل الزعماء والمصلحين والدعاة إلي العدالة والنزاهة والإخلاص: "وَيَقْتُلُونَ الّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النّاسِ" "سورة: آل عمران - الآية: 21". فهم لا يتورعون عن التصفية الجسدية لكل من يرونه مجمعًا لطاقات الأمة. - أن عدونا مغرم بإشعال الحروب في العالم. والاستفادة من هذه الحروب ماديًا. وإشاعة الفساد في شتي بقاع الأرض. قال تعالي: "كُلّمَآ أَوْقَدُواْ نَاراً لّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأرْضِ فَسَاداً وَاللّهُ لاَ يُحِبّ الْمُفْسِدِينَ" "سورة: المائدة - الآية: 64". -أن عدونا يجيد فن التفرقة بين المسلمين . ويختار الضحية عن دراسة عميقة المدي إمكانياته وطاقاته في تسخيرها بالوسائل المناسبة لها. وقد جربوا ذلك كثيرًا. فنجحوا أحيانًا وفشلوا حين كان في الأمة من يوقظ وعيها في أن قوتها في وحدتها ..پوهذا ¢شاس ابن قيس¢ أحد أحبارهم حين أراد الفتنة بين الأوس والخزرج مذكرًا إياهم بيوم ¢ بعاث¢ نزل قوله تعالي: "يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقاً مّنَ الّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ" "سورة: آل عمران - الآية: 100". -أن عدونا لا يصلح معه إلا القوة. فليس لديه مبادئ يمكن الاحتكام إليها.. إنما هو منطق القوة فحسب.. قال تعالي مخطابًا نبيه بشأنهم : "فَإِمّا تَثْقَفَنّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرّدْ بِهِم مّنْ خَلْفَهُمْ لَعَلّهُمْ يَذّكّرُونَ" "سورة: الأنفال - الآية: 57" "وَأَعِدّواْ لَهُمْ مّا اسْتَطَعْتُمْ مّن قُوّةي" "سورة: الأنفال - الآية: 60" - أن عدونا حريص علي تجنيد من يبلبل الصف المؤمن ويخذله. ويشيع فيه روح اليأس والهزيمة من داخله.. ومع هذه المهمة مهمة أخري هي نقل كل ما يستطيع نقله من معلومات يحللها ويبني عليها خططه ومؤامراته.. وهم يستعملون في تجنيدهم الإغراء بالمال والمناصب والنساء .. وقد سماهم القرآن الكريم بالمنافقين "الّذِينَ يَتّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزّةَ فَإِنّ العِزّةَ للّهِ جَمِيعاً" "سورة: النساء - الآية: 139" إزاء هذه الحقائق الناصعة يدرك المؤمنون أن عدوهم أضعف من أن يرهب أو يخاف. وأنهم قادرون بعون الله علي هزيمته ودحره. وتخليص البشرية من فساده وغروره. وأن الله إذا كان مع المؤمنين فلن يقهرهم أحد. لأنه سبحانه وتعالي العزيز القهار. المنتقم الجبار. لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء وأن لديه من الوسائل ما ليس لدي البشر. ف "هُوَ الّذِيَ أَخْرَجَ الّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لأوّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُواْ وَظَنّوَاْ أَنّهُمْ مّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مّنَ اللّهِ فَأَتَاهُمُ اللّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُواْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُواْ يَأُوْلِي الأبْصَارِ" "سورة: الحشر - الآية: 2".