* يسأل عادل إمام محمد من المرج: لنا بعض الأقارب ولا يستعينون إلا بأهل الشر والأذي ماذا أفعل معهم لأنني أصبحت في حيرة من أمرهم؟ ** يقول د.صبري عبدالرءوف أستاذ الفقه بجامعة الأزهر: جاء في صحيح مسلم عن خولة بنت حكيم رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: من نزل نزلا فقال أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتي يرحل من منزله ذلك. وهذا الحديث النبوي الشريف يضع بين أيدينا صورة إيمانية تجعل الإنسان دائماً في معية الله عز وجل وأن يتوكل علي الله في كل أمر من أمور حياته فإذا جلس مع جماعة من الناس وكان مضطراً للجلوس معهم فعليه أن يستعين بالله عليهم حتي ينجو من شرهم ولا يناله شر من أذاهم ما دام قد لجأ إلي الله عز وجل. لأنه لا يجوز للإنسان أن يستعيذ بمخلوق أبداً لأن الثابت أن سيدنا رسول الله كان يستعيذ بالله دائماً وأبداً في كل أمر من أمور حياته وهؤلاء الأقارب لا يفعلون إلا الشر ولا يستعينون إلا بأهل الشر فماذا ينتظر من أفعالهم بعد ذلك. قال ابن القيم: من زيج للشيطان ودعاه واستغاث به وتقرب إليه بما يحب فقد عبده.. وهؤلاء يستعينون بأهل الشر فالطيور علي أشكالها تقع. والاستعاذة والاستعانة والالتجاء والاعتصام قال تعالي في سورة غافر: "فاستعذ بالله إنه هو السميع البصير" وقال تعالي في سورة الجن: "وأنه كان رجال من الأنس يعوذون برجال من الجن فزدناهم رهقاً" وهذا معناه أن الأنس حينما استعانوا بالجن زادوهم طغياناً دائماً. ولهذا فقد أجمع العلماء علي أنه لا يجوز الاستعانة بغير الله عز وجل وكان علي هؤلاء الأقارب أن يتعاملوا مع الصالحين كي بعينوهم علي الخير لكنهم يحبون الشر ولا يريدون سوي الشر ولهذا لجأوا لغير الله واستعانوا بأعداء الله الذين يأخذون بأيديهم إلي طريق الهلاك والفساد. وأمثال هؤلاء يجب علينا أن نستعيذ بالله من شرهم وأن نتضرع إلي الله عز وجل أن يباعد بيننا وبينهم أو يهديهم إلي الطريق المستقيم.