مشكلة المشاكل الاجتماعية.. خروج الزوجة للعمل. ثم يضيق صدر الزوج بتفرغها للعمل يطلب منها التفرغ للبيت والأولاد.. ترفض الزوج.. يشتعل المنزل.. وتنهار أركانه. هذه القضية.. لايخلوا يريد عقيدتي في اسبوعياً من مشكلة من مشاكلها. ومن هذه الرسائل رسالة من القارئ محمود سعيد محمد سليمان.. موظف.. محافظ القليوبية يقول فيها.. تزوجت منذ سنوات عدة ورزقني الله بالولد والبنت. وزوجتي تعمل وهي بنت في بيت أبيها. ولكني لاحظت تقصيراً في البيت وتجاه الأولاد وقررت أن تترك وظيفتها. ولكنها رفضت. فما حكم الدين في الزوجة التي تصر علي العمل وترفض طاعة زوجها في ترك عملها؟ وهل تعتبر في هذه الحالة آثمة؟ في البداية يقول الشيخ سيد عمارة محمد أبوعمارة مدير إدارة أوقاف شمال القاهرة: الحياة الزوجية نظمها الاسلام تنظيماً بديعاً فجعل لكل الزوجين حقاً علي الآخر.. ومن حقوق الزوجة المهر والنفقة وتكون في حدود قدرة الزوج وقال الحق سبحانه وتعالي: "لينفق ذوسعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما أتاه الله لايكلف الله نفساً إلا ما أتاها".. الإضرار بالزوجة وكذلك من حقوق الزوجة عدم الإضرار بها لأنها سكن له وسبب أنسه وراحته.. فليس له أن يوقع الضرر بها وليجعل دستوره قول الله تعالي "فامسكوهن بمعروف أو سرحوهن بمعروف. ولاتمسكوهن ضراراً التعتدوا ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه". فعلي الزوج أن يعامل زوجته معاملة طيبة. تطبيقاً لحديث الرسول صلي الله عليه وسلم: "خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي". ويضيف الشيخ سيد عمارة للزوج حقوق علي زوجته فالرجل حق القوامة بسبب ما ينفق من أموال علي زوجته لقول الله تبارك وتعالي: "الرجال قوامون علي النساء بما فضل الله بعضهم علي بعض وبما أنفقوا من أموالهم" وهذا يقتضي أن للرجل حق طاعة الزوجة له. فلا تخالفه. والرسول عليه الصلاة والسلام يبين ما يجب أن تصنعه الزوجة مع زوجها في حديثه الشريف: "خير النساء التي تسره إذا نظر وتطيعه إذا أمر ولا تخالفه في نفسها وفي ماله بما يكره" ومن حق الزوج ان يمنع الزوجة من الخروج من المنزل في أي وقت.. ولايجوز لها أن تخرج الا بإذنه. ولكن إذا كانت هناك حالات ضرورة تستلزم العمل فإنها لا تعتبر أثمة. ونحن نعيش في حياة تتطلب التعاون والمساعدة فلا يجوز للزوج أن يجبر زوجته علي ترك وظيفتها متن أجل المصلحة المشتركة لاستمرار حياتهما. أما إذا كان مرتب الزوج كافياً لهذه المتطلبات وليس بحاجة إلي مرتبها فلا داعي لعملها في هذه الحالة ويجب عليها الطاعة لزوجها وتأثم إذا رفضت طلب الزوج لقول الرسول صلي الله عليه وسلم. لو كنت امراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة ان تسجد لزوجها وذلك بشرط أن يكون الزوج مراعياً لحق الله ورسوله وحقوق زوجته كاملاً. طاعة الزوج واجبها ويضيف الشيخ رجب سعد عثمان مدير عام بوزارة الاوقاف: فإذا كانت حالة الزوج المادية ميسرة فإن له أن يمنعها من العمل حتي ولو له يشرط ذلك في عقد الزواج وبخاصة إذا كان العمل يؤثر علي حقوقه أو بعضها وعليها أن تلتزم بذلك لانها تحصل علي ما تريده بدون اسراف ولا تقتير. كذلك إذا كان العمل غير مناسب كأن كانت تختلط بالرجل كثيراً.. أو يكلفها شراء ملابس مرتفعة الثمن أو تتزاحم في المواصلات العامة أو نحو ذلك فمن حق الزوج أن يمنعها من العمل لراحته وراحتها هي الاخري. اما إذا كان العمل مناسباً لها كأن تعمل في عمل ليس فيه اختلاط بالرجل أو كان بعيداً عن الفتن كعملها طبيبة للنساء أو مدرسة لبنات جنسها فإنه لايجوز له أن يمنعها من العمل إذا كان معسراً حتي تسير عجلة الحياة وتستقيم أمور الاسرة.