الرباط: أكد الباحث المغربي الدكتور رشيد كهوس أن الاستمتاع حق للزوجين كلاهما على الآخر لقوله تعالى: (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف ) وقال أن الفقهاء اتفقوا على أنه يجب على الزوج أن يعف زوجته من الناحية الجنسية حتى لا تقع في الحرام متى كان قادرا على ذلك، وأن هذا الواجب من جهة الديانة أي فيما بينه وبين الله تعالى، فيحرم عليه أن يشتغل عنها بعمل أو عبادة كل وقته لأنه يعرضها بذلك للفتنة. وقال رشيد في دراسة له نشرت على "موقع الفقه الإسلامي" أن لكل من الزوجين الحق في الاستمتاع بالآخر، وإذا دعا الرجل زوجته إلى فراشه راغبا فيها، ولا عذر لديها يمنع جماعها فيجب عليها أن تستجيب لطلبه ودعوته، ويحرم عليها أن تتمنع عليه، لأن امتناعها قد يؤدي بالزوج إلى سلوك طريق الحرمة الذي لم يحله الله، ويستوجب غضب الله تعالى على المرأة مشيرا إلى أن لها أن تمتنع عن طاعته إذا طالبها بالمباشرة والاستمتاع في نهار رمضان أو في حيضتها أو عند إحرامها بحج أو عمرة، أما إذا صامت صيام النفل وطالب مباشرتها فيجب أن تستجيب له.مستدلا بقول الإمام جمال الدين عبد الرحمن ابن الجوزي رحمه الله: فلا يجوز أن تطيعه –الزوج- فيما لا يحل مثل أن يطلب منها الوطء في زمان الحيض أو في المحل المكروه أو في نهار رمضان، أو غير ذلك من المعاصي، فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. وحول وجوب طاعة الزوجة لزوجها قال الباحث أن الطاعة واجبة عليها متى توافرت شروطها موضحا أن من تلك الشروط أن يعد الزوج المنزل الذي تقيم فيه معه لأن أساس الحياة الزوجية أن تعيش المرأة حيث يعيش الرجل لتتحقق لهما المصالح المقصودة من عقد الزواج ، مشيرا إلى انه القائم بشئونها المادية والقائم على الأسرة مستدلا بقوله تعالى [ الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم ] وأيضا حديث النبي صلى الله عليه وسلم (إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحصنت فرجها وأطاعت بعلها دخلت من أي أبواب الجنة شاءت ). وأشار رشيد، بحسب موقع "الفقه الإسلامي"، إلى أن منشأ هذه الطاعة هو أن الرجل هو الذي ينفق على الأسرة ابتداء بالمهر ثم الكسوة والسكن والنفقة اليومية، ويبذل جهده من أجل ذلك ويتحمل المشاق والصعاب في سبيل تحقيق الطمأنينة والاستقرار للأسرة. وأضاف رشيد : أن طاعة الزوجة لزوجها هي طاعة لله تعالى، وعصيانها وخروجها عن طاعة زوجها يعرضها لغضب الله تعالى ولعن الملائكة، مستدلا بما جاء في السنة عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال(إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه، فأبت أن تجيء لعنتها الملائكة حتى تصبح ) وعن أبي هريرة رضي الله عنه:( سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي النساء خير؟ قال: التي تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه فيما يكره، في نفسها وماله ). وعن قيس بن سعد رضي الله عنه قال: "قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: (...لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت النساء أن يسجدن لأزواجهن لما جعل الله لهم عليهن من حق ) وعن أم سلمة قالت : ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيما امرأة باتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة) مشيرا إلى قول الإمام ابن تيمية: "المرأة الصالحة هي التي تكون " قانتة" أي مداومة على طاعة زوجها، فمتى امتنعت عن إجابته إلى الفراش كانت عاصية ناشزة، وكان ذلك يبيح له ضربها" فأول حق بعد حق الله تعالى ورسوله المصطفى عليه الصلاة والسلام حق إطاعة زوجها، بل إذا أطاعت زوجها فإنها تطيع بذلك ربها ونبيها عليه الصلاة والسلام. ويشير الباحث إلى أن هذه الطاعة التي جعلها الشرع حقا للزوج إنما هي الطاعة في المعروف ولا طاعة له إن أمر الزوجة بمعصية الله تعالى، أو أن يأمرها بشيء فوق طاقتها وخارج عن إرادتها. موضحا انه يدخل في هذا الحق أن على المرأة أن لا تغادر بيتها إلا بإذن زوجها، أو تسافر إلا بإعلام زوجها وإذنه باعتباره الراعي الأول، وباعتبار أن مسؤوليتها البيتية لكونها راعية في بيتها لا يقبل أن تعرضها للإهمال مشيرا إلى أن ذلك لا يعد فقدان لحرية المرأة إنما يأمر الإسلام الزوجة بالقرار في بيتها لا تبرحه إلا بإذن زوجها، وليس قرارها في البيت غبنا لها أو سجنا لها كما فهمه قصار النظر وإنما هو إعانة لها على أداء وظيفتها التي خلقت لها وهي التفرغ لتربية الأولاد في مبدأ حياتهم ليحيوا حياة سليمة.