أكد علماء الإسلام وخبراء الصحة النفسية والاجتماع أن الأشهر الحرم فرصة ذهبية للإقلاع عن العادات السلبية الضارة بالفرد والمجتمع بالإضافة إلي أن هذه العادات فيها معصية لله.. وطالبوا بإخلاص النية لله والاستعانة به في تنفيذ الخطوات الجادة لإصلاح الذات إلي الأفضل مما يعود بالخير إلي الشخص نفسه بتغيير حياته إلي الأفضل ويقلل ضرره علي المحيطين به.. وحثوا إلي التحلي بالإرادة القوية والصبر والمثابرة لأن تغيير العادة من أصعب العمليات النفسية والاجتماعية. في البداية يؤكد الدكتور سيد صبحي أستاذ الصحة النفسية بجامعة عين شمس أنه بتغيّير العادات السلبية تتغيَّر الحياة للأفضل وليس هناك أفضل من هذه الشهور المباركة من الآن وحتي شهر المحرم القادم وما تضمه من الأشهر الحرم الأربعة وأشهر رمضان وشعبان وشوال لمحاولة تعديل السلوكيات والأخلاق إلي الأفضل عرف الدكتور سيد صبحي. العادة بأنها فعل أو تصرف ألفه الإنسان حتي صار يفعله أو يُمارسه دون وعي منه ومِن المُتعارف عليه من الناحية النفسية وأن عاداتنا سواء كانت جيدة أو سيئة تؤثر علي حياتنا ولهذا من الضروري أن عاداتنا إما أن تكون تحت سيطرتنا فنستفيد منها أو تسيطر علينا فنصبح عبيدًا لها والثانية هي الأخطر لأنها تضر بصحبها وبالآخرين لأن العادات إما أن تؤدي إلي تحسين حياتنا وتنميته أو تقودنا إلي الدمار والهلاك وهذه العادات السلبية يجب العمل الجاد وبإرادة قوية علي تغييرها. ويشير الدكتور سيد صبحي إلي أن الأبحاث العلمية تؤكد أننا عادة ما نتبني أو نمارس عادات سيئة أو ضارة في أوقات القلق والإجهاد الشديد وعند تدني احترامنا لذواتنا لأن مثل هذه الحالة تقودنا إلي دائرة مُفرغة مِن الشعور بالإحباط والفشل فنستسلم لعادات خاطئة. عن كيفية الإقلاع عن العادات غير المرغوب بها أو الضارة أوضح الدكتور سيد صبحي أن أول خطوة هي تحديد العادة أو السلوك السلبي أو العادة الضارة كأول خطوة لتجنبها لأن التشخيص الصحيح لأي مشكلة أو سلوك مرضي أو سلبي هو البداية الصحيحة للإقلاع عنه لأن العائق الرئيسي الذي يحول دون التغلب علي العادات الضارة هو عدم القدرة علي التعرف عليها أو الاعتراف بها پلأن الإنسان لن يستطيع التخلص من عادة ما إذا لم يعترف بوجودها. وأشار إلي أن الخطوة الثانية في الإقلاع عن العادات السلبية هي القيام بتخصيص قائمة لتسجيل كل العادات التي نرغب في التخلص منها ثم اختيار واحدة فقط من هذه العادات التي نرغب في البدء بمحاربتها والتفكير في كل الأسباب التي تدفعنا لممارسة هذه العادة سواء الضغط النفسي أو مواجهة المواقف غير المتوقعة أو الملل أو التكاسل أو اكتسابها من المحيطين بنا منذ الصغر لافتقاد القدوة الطيبة. ثم البدء بسؤال صادق للنفس: ما هي الأضرار والفوائد التي حققتها من ممارسة هذه العادة؟ ومن يتضرر من عادتي هذه؟ وهل أنا بحاجة لهذه العادة التي تزعج وتضر نفسي والآخرين؟ هل سأصبح إنسانًا أفضل لو تخليت عنها؟ وما هو موقف الإسلام منها؟ وهل فيها معصية لربي أم لا؟ وبعد الفراغ من هذه الأسئلة تتم الإجابة عليها بصدق ووضوح. خطوات عملية اقترح الدكتور نبيل السمالوطي. العميد الأسبق لكلية الدراسات الإنسانية وأستاذ الاجتماع بجامعة الأزهر. العديد من الطرق للتخلص مِن العادات السيئة غير المستحبة والضارة بل ومدمرة في بعض الأحيان مثل استخدام ألفاظ بذيئة والنميمة والتآمر والتفكير السلبي والبصاق علي الأرض وقضم الأظافر والتدخين وتناول المُسْكِرات أو المخدرات والإفراط في تناول الطعام والكسل الجسدي والروحي. وإذا نظرنا الي هذه العادات نجد بعضها يضر صاحبها فقط في حين تضر بعضها الآخر صاحبها وغيره من المحيطين ب هاو من تقع عليه مسئوليتهم أو من يعتبر قدوة لهم مثل أولاده وأشار الدكتور السمالوطي.إلي أهمية الحصول علي المشورة الصالحة من المحيطين به في كيفية تغيير العادة السلبية لأن المساعدة الصادقة من الآخرين تساعد علي التغلب علي النفس الأمارة بالسوء. ولا مانع منپ الحصول علي المشورة من الأخصائيين في علاج العادة السلبية حث الدكتور السمالوطي.صاحب العادة السلبية بأن بوضع عقوبة مناسبة لنفسه إذا عاد إلي هذا السلوك السلبي مع تحديد درجتها ووقتها وطريقة تنفيذها وكذلك تحديد مكافأة لنفسه كلما نجح في الإقلاع عن هذه العادة مع تحديد وقتها ودرجتها وطريقة تنفيذها وذلك تنفيذا لمبدأ ¢الثواب والعقاب الذاتي¢ لترغيب النفس وترويضها في كل سلوك طيب وتنفيرها من كل سلوك سلبي ثم العمل علي نشر التجربة الناجحة بين الأصدقاء والمعارف للضغط علي النفس حتي لا تعود وكذلك حتي يتعلم الكثير سلوكا ايجابيا مماثلا في الإقلاع عن العادات السلبية مع الدعاء الدائم لله أن يساعده في الاستمرار في الإقلاع عن هذه العادة والاستعانة بالله في الاستمرار في الإقلاع عن العادة السيئة. إذا كان أمينا علي نفسه. وأنهي الدكتور السمالوطي كلامه بأنه لابد من استبدال العادة الضارة بعادة جيدة لأنه مِن أفضل الطرق للتغلب علي العادات السيئة واتخاذ عادات جيدة عوضاً عنها مع التأكيد علي أهمية الابتعاد عن المسببات التي كانت تؤدي إلي العادة السلبية مثل أصدقاء السوء مثلا. وضرورة تغيير الواقع إلي الأفضل وممارسة الرياضة وشغل الوقت في كل ما هو مفيد وتنمية المواهب والقدرات پوالانخراط في نشاطات اجتماعية لمساعدة الآخرين وممارسة الرياضة ووضع خطة مستمرة لتحقيق الأهداف المنشودة والاستمرار والمثابرة في التغيير الايجابي لكل العادات السلبية. التوبة الصادقة عن حكم الشرع في الإقلاع عن العادات السلبية والمعاصي في هذه الأشهر المباركة يؤكد الدكتور محمد رأفت عثمان. عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر أنه يجب أن يكون الإقلاع عن العادات السلبية بنية الطاعة لله ورسوله صلي الله عليه وسلم حتي ينال الإنسان الثواب علي التوبة والإقلاع عن هذه العادة والتوبة منها وخاصة إذا كانت محرمة شرعا لقول رسول الله صلي الله عليه وسلم ¢ إنما الأعمال بالنيّات. وإنما لكل أمريء مانوي. فمن كانت هجرته إلي الله ورسوله. فهجرته إلي الله ورسوله. ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها. أو امرأة ينكحها. فهجرته إلي ما هاجر إليه ¢ وأوضح انه عقب الإجابة علي الأسئلة السابقة يجب اتخاذ القرار بحكمة وشجاعة ومواجهة الذات بحزم والإصرار علي التوقف عن هذه العادة السلبية إرضاء لربي وحماية لنفسي وغيري من أضرارها والتوبة الصادقة الي الله وعدم القنوط من المعصية لأن الله فتح لنا باب الامل للتوبة الصادقة مهما بلغت ذنوبنا فقال ¢ پ¢ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَي أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ¢ واستشهد الدكتور رأفت عثمان علي ضرورة سرعة الاقلاع عن الذنوب والعادات السلبية بهذه القصة التي تحث فيها النبي صلي الله عليه وسلمپ عن أحد محترفي القتل من المجرمين فقال: ¢ كان فيمن قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفساً. فسأل عن أعلم أهل الأرض. فدل علي راهب. فأتاه فقال: إنه قتل تسعة وتسعين نفساً فهل له من توبة؟! فقال: لا. فقتله فكمل مائة. ثم سأل عن أعلم أهل الأرض. فدل علي رجل عالم فقال: إنه قتل مائة نفس. فهل له من توبة؟! فقال: نعم. ومن يحول بينه وبين التوبة؟ انطلق إلي أرض كذا وكذا. فإن بها أناسا يعبدون الله - تعالي- فاعبد الله معهم. ولا ترجع إلي أرضك فإنها أرض سوء. فانطلق حتي إذا نصف الطريق أتاه الموت. فاختصمت فيه ملائكة الرحمة. وملائكة العذاب. فقالت ملائكة الرحمة: جاء تائبا مقبلا بقلبه إلي الله تعالي. وقالت ملائكة العذاب: إنه لم يعمل خيرا قط. فأتاهم ملك في صورة آدمي فجعلوه بينهم - أي حكما - فقال: قيسوا ما بين الأرضين فإلي أيتها كان أدني فهو له. فقاسوا فوجدوه أدني إلي الأرض التي أراد. فقبضته ملائكة الرحمة¢.