* يسأل راضي عبدالعزيز من الجيزة: هل مريض السرطان يعد شهيداً إذا مات بهذا الداء العضال؟ ** يقول الدكتور صبري عبدالرءوف أستاذ الفقه بجامعة الأزهر: يقول رسول الله صلي الله عليه وسلم : الشهداء سبعة سوي القتل في سبيل الله: المطعون شهيد. والغريق شهيد. وصاحب ذات الجنب شهيد. والمبطون شهيد. والحرق شهيد. والذي يموت تحت الهدم شهيد. والمرأة تموت بجمع شهيد "ذات الجنب": ورم يعرض في الغشاء المستبطن للأضلاع. أورام في الجانب يموت بسببها الإنسان. المرأة تموت بجمع: أي تموت وفي بطنها ولد. فإنها ماتت مع شيء مجموع فيها غير منفصل وهو الحمل. وقال السبكي عندما سئل عن الشهادة وحقيقتها: إنها حالة شريفة تحصل للعبد عند الموت لها سبب وشرط ونتيجة ومن هذه الشروط: الصبر والاحتساب وعدم الموانع كالغلول. والدين وغصب حقوق الناس. ومن الموانع كذلك: أن يموت بسبب معصية كمن دخل داراً ليسرق فانهدم عليه الجدار فلا يُقال له شهيد. وإن كات بالهدم. وكذلك الميتة بالطلق الحامل من الزنا وسئل شيخ الإسلام ابن تيمية: عن رجل ركب البحر للتجارة فغرق فهل مات شهيداً؟ أجاب: نعم مات شهيداً إذا لم يكن عاصياً بركوبه. وقال في موضع آخر: ومن أراد سلوك طريق يستوي فيها احتمال السلامة والهلاك وجب عليه الكف عن سلوكها. فإن لم يكف فيكون أعان علي نفسه فلا يكون شهيداً. ويري بعض العلماء المعاصرين أن مرض السرطان يدخل في الأمراض التي ورد فيها نص عن رسول الله صلي الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه أبو هريرة: "ما تعدون الشهيد فيكم؟ قالوا يا رسول الله من قتل في سبيل الله فهو شهيد. قال إن شهداء أمتي إذا قليل قالوا فمن هم يا رسول الله قال من قتل في سبيل الله فهو شهيد ومن مات في سبيل الله فهو شهيد ومن مات في الطاعون فهو شهيد ومن مات في البطن فهو شهيد" رواه مسلم. ومع ما مر ذكره فإننا نقول: إن من مات بهذه الميتات وهو موحد فإننا نرجو له الحصول علي أجر الشهادة وإن كان مفرطاً في بعض الواجبات أو مرتكباً لبعض المحرمات فرحمة الله واسعة وفضله عظيم ولابد أن يعلم المسلم أن الابتلاء بهذا المرض قد يكون فيه فائدة عظيمة لعبد. وخصوصاً المقصرين الغافلين ليستعدوا ويتزودوا للدار الآخرة بالأعمال الصالحة والتوبة النصوح. والتخلص من الآثام والاستعداد لقاء الله عز وجل مبيناً أن لقاء الله بعد هذا الابتلاء أفضل من أن يموت العبد وهو غافل دون أي سابق إنذار ولم يتخلص من الاثام. ومرض السرطان نعمة علي العبد باستغلاله ما تبقي من حياته بعمارة آخرته بالأعمال الصالحة والعودة إلي الله والإكثار من الاستغفار والندم علي ما فات وأن يكون في أتم الاستعداد للانتقال إلي الدار الآخرة في كل وقت وعلي أية حال.