لعب عدد من جماعة "الإخوان المسلمون" دوراً رئيسياً فيما آلت إليه نهاية الدكتور محمد مرسي. فبمجرد إعلان فوزه كرئيس للجمهورية استكبروا علي أبناء الشعب وتعاملوا معهم باستعلاء وكأنهم من عرق غير عرق المصريين. فكان مثلهم بذلك مثل الدبة التي قتلت صاحبها وقصتها مشهورة جداً. وهي باختصار لمن لا يعرفها أنه وُجد في زمان ما رجل كانت له دبة وفية تزود عنه في صحوه وتحرسه في نومه. وفي إحدي المرات بينما كان نائماً جاءت ذبابة فحطت علي وجهه فأرادت تلك الدبة أن تهشها عنه بضربها عدة ضربات فنزلت مخالبها علي وجه صاحبها كمقامع من حديد فقتلته. والدكتور مرسي كان يدرك جيداً أن من بين الإخوان من ينصب نفسه وصياً علي قراراته فيتحدث باسمه ويتدخل فيما لا يعنيه. وكلما حاول أن يثبت للشعب أن لجميع أطيافه قوَّضوا محاولاته والأمثلة علي ذلك كثيرة لا يتسع المقام لذكرها ولكني شخصياً شاهدت وسمعت الدكتور عصام العريان أكثر من مرة يدلي بتصريحات ويتحدث كما لو كان أنه رئيس الجمهورية. مما أعطي لخصوم الرئيس السياسيين الفرصة والحجة لاتهامه بأخونة الدولة. وقيل إن الدكتور مرسي طلب من أصدقاء لا ينتمون للجماعة توصيل رسالة لأعضاء مكتب الإرشاد وبعض القيادات تدعوهم إلي الكف عن التدخل في شئون الرئاسة. أردت أن تكون هذه بداية مقالتي لأنني أري نفس الخطأ يتكرر مع وليس من المشير عبدالفتاح السيسي فهناك من بين الصحفيين والسياسيين وأساتذة الجامعات ورجال الدين من النصاري والمسلمين وبعض المسئولين من يحاول تنصيب نفسه وصياً علي الرجل من الآن. وأصبح هذا الأمر للعيان فأخذ كثير من الناس يعربون عن استيائهم واشمئزازهم من تلك الظاهرة التي طالما وقفت في مصر سداً منيعاً بين الشعب والرئيس ليس في عهد المخلوع مبارك وحسب ولكن أيضاً في عهد سابقيه عبدالناصر والسادات. ليتذكر المشير السيسي أو أي رئيس قادم لمصر حكمة إمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوي ناصحاً من يتولون الرئاسة عقب الثورات "بألا يأخذ فئة معينة ناصرته علي حجره ويترك من كانت تعارضه بل يجب عليه أن يأخذ الجميع علي حجره" هكذا قالها باللهجة العامية المصرية. ويا ليت التليفزيون المصري يكرر لنا عرض هذا المقطع لإمام الدعاة هذه الأيام. وإذا صح ما تردد حول طلب السيسي من أحد الصحفيين الذين أخذوا في التطبيل له والتسلق إليه أن يبتعد عن حملته وألا يحشر نفسه بين أعضائها أستطيع التأكيد بأنه قد وهي الدرس جيداً. والجميع يعرفون هذا الصحفي حق المعرفة لأنه هو نفسه الصحفي الذي بادر بالتطبيل والتسلق إلي الإخوان فور فوز الرئيس مرسي. إن الذين يحاولون من الآن إطلاق البخور وينصبون أنفسهم كهنة في مؤسسة الرئاسة قد نبذهم كثير من الناس حتي من خارج جماعة الإخوان. وبالتالي فأي رئيس يأتي إلي سدة الحكم ويقرِّب هؤلاء منه سيفقد كثيراً من شعبيته. فالشعب يريد رئيساً للجميع ويطبق القانون علي الجميع ويحقق العدالة بين أطياف المجتمع وإلا فالمصير موجود ومعروف والله يوفق الرئيس القادم لما فيه خير البلاد والعباد ويبعد عنه أسراب المتسلقين. قال الإمام الشافعي: حَسْبِي بعلمي إنْ نَفَعْ مَا الذُّل إلاَّ في الطَّمَعْ مَنْ رَاقَّبَ اللَّهَ رَجَع مَاَ طَاَر طَيْرى وارْتَفَعْ إلاَّ كَمَا طَارَ وَقَعْ