قرر مجلس ادارة مسجد الإمام الحسين تفعيل الحلقات العلمية وتحفيظ القران ومركزالتصوف وافتتاح مكتبة المسجد وعودة مصحف سيدنا عثمان قرر مجلس ادارة مسجد الإمام الحسين - رضي الله عنه- برئاسة الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر البدء في تفعيل الحلقات العلمية وحلقات تحفيظ القرآن لخدمة طلاب العلم ورواد المسجد وجدد مجلس الادارة قراره بمخاطبة وزير الأوقاف لسرعة الانتهاء من اعادة مكتبة المسجد كما كانت وكذلك عودة مقتنيات المسجد النادرة وخاصة مصحف سيدنا عثمان والنجف النادر الذي أخذ منه وناقش مجلس الادارة انشاء مركز للتصوف الإسلامي بالمسجد يقوم علي التدريس فيه علماء الازهر بمشاركة المجلس الأعلي للطرق الصوفية بهدف تدريب أبناء تلك الطرق علي التصوف الإسلامي ونشر فكر التصوف الصحيح. كما ناقش المجلس انشاء لجنة لتنمية موارد المسجد والإنفاق عليه بعيدا عن صناديق النذور والاتفاق مع شركة استشارية لإعادة الرونق التاريخي والحضاري للمسجد وكيل الأزهر في افتتاح الموسم الثقافي لمسجد الإمام الحسين الأمة لن تضيع أو تتخلف عن ركب الحضارة طالما لم تفرط في مسئوليتها مسئولية الحكم من أعظم المسئوليات التي يمكن أن يتحملها الفرد. علي الجانب افتتح فضيلة الدكتور عباس شومان - وكيل الأزهر الموسم الثقافي الأول لمسجد الإمام الحسين رضي الله عنه بمحاضرة تحت عنوان ¢المسئولية في الإسلام ¢ تحدث خلالها عن المسئولية وأهميتها في حياة الفرد والمجتمع وأكد وكيل الأزهر أن المسئولية تنقسم الي مسئولية عامة يشترك فيها جميع البشر وهو مسئولية التكليف وهي التي تتعلق بالإنسان منذ مولده ويتحدد علي أثرها دوره في المجتمع مع مرحلة البلوغ وبداية التكاليف الشرعية وهنا تتحد مسئولية الفرد حسب موقعه. وأهميته وخبرته وعلمه.فالمسؤولية تعني هنا تحمل التكاليف الشرعية. وأداء الأمانة.فكلنا مطالبون بالصلاة والزكاة والصوم والحج ولا يسقط عنا آداء أي منها إلا بشروط. وقال إن من أعظم المسئوليات ما أوجبه الله عز وجل علي عباده من واجبات. وحرم عليهم من محرمات. فالصلاة مسئولية عظيمة يجب علي المسلم أن يقوم بها خير قيام. وأن يؤديها في أوقاتها في جماعة. ويجب عليه أن يقوم علي من تحت يده من الأولاد. والزكاة مسئولية عظيمة. يجب علي المسلم أن يؤديها طيبةً بها نفسه لمستحقيها فور وجوبها. ومثل ذلك الصيام والحج. يجب علي المسلم أن يبادر بإبراء ذمته. كما أكد ان مسئولية التكاليف الشرعية تتعلق بخمسة أحكام يدور في فلكها المسلم وهي الفرض والواجب والمندوب والمباح والمكروه فيجب علي كل مسلم أن ينشغل بآداء هذه التكاليف وعدم الانشغال بأمور أخري وأن يقف كل انسان مع نفسه يحاسبها ثم تحدث عن مسئولية الحكم وقال إنها من أعظم المسئوليات التي يمكن أن يتحملها الفرد مشيرا إلي أن الصحابة رضي الله عنهم والسلف الصالح كانوا يدركون عظم هذه المسئولية وكانوا لا يحبون الاقتراب منها وما حدث في الفتنة بين سيدنا الإمام علي رضي الله عنه وسيدنا معاوية لم يكن طلبا لهذه المسئولية وإنما كان اجتهادا من الطرفين لإبراء ذمتهم أمام الله وأشار إلي أن الحاكم هو صاحب الولاية علي شؤون الناس عامة. وتطبيق شرع الله وتنفيذ أحكامة والالتزام بها. والحرص علي تحقيق مصالحهم جميعاً بحفظ حقوقهم. وتأمين حاجاتهم. والعمل علي حفظ أمن الدولة واستقرارها. سواء علي الصعيد الداخلي أو الصعيد الخارجي. وقد حذر الإسلام الحاكم من أي تقصير في القيام بمسؤولياته.وقرر مبدأ المسائلة والمحاسبة عليها في الدنيا والآخرة. ثم تحدث فضيلته عن المسئولية الاجتماعية وقال إن الشريعة الإسلامية قررت مبدأ المسؤولية الشاملة في المجتمع الإسلامي وحملت كل فرد فيه مجموعة من المسؤوليات التي تتفق وموقعه وقدراته. وذلك في الدنيا والآخرة.. فلن تصان الحقوق إلا بتولية الأكفاء الأمناء.. قياماً بالمسئولية والأمانة كما شرع الله عز وجل. وفي إطار المسئولية الجماعية يأتي دور البيت والأسرة في حمل مسئولية التربية الصحيحة للأجيال المسلمة.كما يأتي أيضا دور المعلم فهو المنوط به تشكيل العقول ثم مسئولية القاضي المنوط به تحقيق العدل مؤكدا أن الأمة لن تضيع ولن تتخلف عن ركب الحضارة طالما لم تفرط في مسئوليتها. فحل جميع المشكلات يبدأ من النفس. ثم تحدث فضيلته عن الفرق بين الحرية والمسئولية والفرق بينهما قائلا ¢لابد لحرية الانسان من ضوابط تكبح جماحها وتلزمها سمت الاعتدال وتروضها علي التفاعل مع الواجب والمسئولية. فمهما كانت حريتك حقا مشروعا. و أيا كان حقك فيها فهو قرين الواجب نحو غيرك. وتلك ضرورة الحياة الاجتماعية الانسانية التي لا تستقيم علي الأمن والاستقرار بغير انضباط والتزام وأكد علي ضرورة إزالة مظاهر الخلط الحاصلة في هذا الموضوع. لأن كثيرا من الناس يحكمون أهواءهم وأنانياتهم في فهم الحرية وتقدير المسؤولية وممارستهما. فلم تفسد أحوال المجتمعات وضاعت المصالح والأمن والاستقرار إلا بسبب الافراط والغلو والشطط في طلب الحرية وممارسة حقها. بغير ضوابط عقلية ولا دينية ولا خلقية. فأصبحت تفريطا وتقصيرا في أداء واجب المسؤولية. مما يؤدي الي ضياع الحقوق والمصالح. لهذا حرصت الشريعة الإسلامية علي تحديد الفرق بين الحرية والمسؤولية وما يتعلق بهما من الحقوق والواجبات. كأساس لتوازن الحياة الانسانية اخلاقيا واجتماعيا وحضاريا.