الأبناء هم فلذة الأكباد. إذا أحسنا إليهم في صغرهم. أحسنوا هم إلينا. في كبرنا. كما انهم يصبحون أعضاء نافعين لأنفسهم ولأولادهم وأيضاً لمجتمعهم. فإذا سارت الحياة بالرجل والمرأة داخل الأسرة كما أمر الله جل وعلا. بالمودة والرحمة. أصبحت الأسرة ركناً أساسياً في المجتمع الإسلامي. وأضحي الأبناء هم حصاد هذه الأسرة وهذا المجتمع. فقد أمر تعالي بحسن تربية الأبناء وحفظ حساتهم والقيام علي تهذيبهم وتعليمهم وشدّد علي أهمية ذلك. يقول تعالي: "ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم" الأنعام/ .151 أي لا تقتلوهم من فقر. فإن قتلهم ذنب عظيم. كما أمر تعالي بعدم قتلهم خشية من الفقر. قال تعالي: "ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم إن قتلهم كان خطئاً كبيراً" الإسراء/ 31 وهنا يقول الامام ابن كثير في تفسيره عند هذه الآية: "هذه الآية الكريمة دالة علي أن الله تعالي أرحم بعباده من الوالد بولده. لأه نهي عن قتل الأولاد كما أوصي الآباء بالأولاد في الميراث. وكان أهل الجاهلية لا يورثون البنات. بل كان أحدهم ربما قتل ابنته لئلا تكثر عيلته فنهي الله تعالي عن ذلك. كما بين أن الله تعالي هو المكلف برزقهم قبل آبائهم أنفسهم". وهذا لا يعني عدم تنظيم النسل. فالنسل القوي يأتي إذا كانت صحة الأم قوية لذلك قال تعالي: "وفصاله في عامين" لقمان/ .14 ففي فترة الرضاع تهتم الأم بطفلها ورعايته كما تهتم بصحتها قبل أن تفكر في حمل آخر. ولكنه نهي تعالي عن الإجهاض بعد الحمل فهذا حرام. أما التنظيم فلا غبار عليه. كما أمر الله تعالي بالمساواة في معاملة الأبناء. ولم يحرم الأنثي من الاهتمام والميراث كما كان يحدث في الجاهلية. أو كما يحدث عند بعض المعاصرين ظلماً وعدواناً. وإنما لها نصف الميراث المقنن للذكر. وقد تفوق أحيانا ما يقنن للرجل في الميراث. كذلك أوصي صلي الله عليه وسلم بالعدل في معاملة الأبناء والبنات حتي في تقبيل الأطفال والمساواة في الحنان. والتربية. والعدل واللطف واللين والشدة عند اللزوم. يقول صلي الله عليه وسلم في حديث رواه أنس بن مالك عنه: "أكرموا أولادكم وأحسنوا أدبهم" أخرجه الترمذي. وابن ماجة . كما كان صلي الله عليه وسلم لا يفرق بين أحفاده في تدليلهم فكان يدلل الحسن والحسين ويقبّلهم. كذلك يدلل أمامة بنت أبي العاص ابنة زينب ابنته ويحملها علي عاتقه في الصلاة. ومن وصاياه صلي الله عليه وسلم: "كلكم راع وكل راع مسئول عن رعيته. فالأمير الذي علي الناس راع ومسئول عنهم. والرجل راع علي أهل بيته وهو مسئول عنهم. والمرأة راعية علي بيت بعلها وولده وهي مسئولة عنهم.." فإذا أدي كل من الزوجين حقوق الأبناء تجاههم لا نجد في مجتمعنا فاسد أو شقي والله أعلم. "البقية العدد القادم بمشيئة الله"