أكد خبراء الاعلام رفضهم الشديد لاعلام التسريبات الذي يتصدر الفضائيات هذه الأيام مؤكدين انه يتنافي وكل الاخلاق والمعايير المهنية ومواثيق الشرف الاعلامي.. واوضحوا أن هذه التسريبات تؤجج الفتن داخل المجتمع وتزيد من احتقان وتقاتل أبنائه.. وطالبوا كل من يعتلي المنبر الاعلامي بتحري الدقة عند نشر الأخبار والتعريف بمصدر كل خبر مشددين علي أن الفضائيات ليست هي المكان المناسب لتصفية الحسابات ونشر الفضائح في البداية قال الدكتور أحمد سمير . استاذ الاعلام بحامعة الازهر: لقد ضقت ذرعا من الحديث عن آداب المهنة وأخلاقيات الاعلام لكن دون جدوي فكل من يعتلي المنابر الاعلامية لا يلتفت الي ما يطالب وينادي به الخبراء والأكاديميين لأن لكل قناة وإعلامي هدفه وأجندته. واضاف : نحن أمام نوع جديد من الاعلام لم ندرسه في مصر او في خارج مصر. فهو إعلام - بكل أسف - يخاطب غرائز الناس وشهواتهم المتدنية سواء غريزة العنف أو الجنس أو غريزة الشماتة والتشفي في أصحاب الرأي المعارض والنيل منهم ببث هذه التسريبات اللا أخلاقية ونشر للفضائح واقتحام للحياة الخاصة والتشهير بأناس قد يكونوا فعلا مخطئين ومذنبين لكن التشهير بهم أمر خطير وفعل جسيم يحاسب عليه القانون اذا كنا في بلد يحترم القانون لأن حساب الانسان وعقابه لا يكون عبر الفضائيات فلدينا ومحاكم وقضاء مختص بهذا الأمر. واشار الي اننا للاسف الشديد هذا النوع من الاعلام الذي اعتبره بلطجة يزيد من الفرقة داخل المجتمع والانقسام بين أبنائه وهذا شيء في منتهي الخطورة في مجتمع ترتفع فيه نسبة الأمية كمجتمعنا وأعرب عن استيائه الشديد من تخلي الاعلام عن هدفه الاساسي وهو توعية الناس وتبصيرهم بحقائق الأمور وتحليل القضايا الشائكة الي توجيه الناس لما يريده ويسعي اليه وهذا الفعل يخرجه من نطاق الاعلام جملة وتفصيلا. وانهي الدكتور أحمد سمير كلامه قائلا : ليس عيبا أن يخدم الاعلام مصالح أصحابه وعلي كل فضائية أو جريدة ان تعلن ذلك صراحة علي الرأي العام لكننا لم نعد نعرف من يخدم مصالح من ومن يروج لمن والمؤسف أن مصلحة الوطن أصبحت آخر شيء يهم الاعلاميين مهما أدعوا عكس ذلك. باب الشائعات أكد الدكتور جمال النجار . استاذ ورئيس قسم الاعلام بجامعة الأزهر وعميد اعلام طيبة ببني سويف . أن هذه التسريبات المنتشرة علي الفضائيات المختلفة تدخل في باب الشائعات والأخبار الكاذبة لأنها مجهولة المصدر وميثاق الشرف الاعلامي يؤكد ضرورة ذكر مصادر الأخبار لأن عدم ذكر المصدر يدخل الخبر في مجال الدعاية ولذلك نجد معظم الصحف تنسب الخبر لمصدره واذا وردت أخبار دون الاشارة لمصدرها فالعهدة تكون علي الجريدة. وأضاف : نحن في مرحلة حرجة ويجب علي كل من يعمل في الحقل الاعلامي أن يتحري الصدق ويتأكد من صحة الخبر قبل اذاعته ونشره لكن ما نراه علي شاشات الفضائيات من تراشق اعلامي من خلال التسريبات سواء المؤيدة أو المعارضة فهذا مسلك غير أخلاقي ينبغي الابتعاد عنه فورا لأن نشر مثل هذه التسريبات علي هذا الشكل وهي مجهولة المصدر أمر خطير من شأنه تكدير السلم الاجتماعي ولا يليق باعلاميين لهم وزنهم وثقلهم أن يسلكوا مثل هذا المسلك. فإعلام الغمز واللمز ونشر الفضائح والمكالمات الخاصة شيء منفر ويزيد من الاحتقان داخل المجتمع. وأشار الي أن هذه التسريبات وضعت المواطن في حيرة شديدة وزعزعت ثقته في كل رموزه ولو أردنا مخاطبته عبر نفس وسائل هذه فيما يخص الصالح العام ما استطعنا حتي إن كانت الأخبار صادقة ومهمة وهذه هي النتيجة الطبيعية للاجواء التي نعيشها وليس هذا فحسب فهذه التسريبات بإمكانها أن توقع الفتن والتقاتل بين أفراد المجتمع وبين الدول ولهذا فإن آفة إعلامنا اليوم انه أصبح يرتب أجندة المواطن البسيط حسب رؤيته واهدافه. وشدد الدكتور جمال النجار . علي اننا نمر بمرحلة فتنة وما يحدث علي الشاشات ضد المهنية الاعلامية وضد كل ما قرأناه وندرسه لتلاميذنا في كلية الاعلام ويجب أن ينتبه الاعلاميون لذلك جيدا ويعوا خطورة ما يقومون به مؤيدين كانوا أو معارضين. اعلام الفتنة تقول الدكتورة مني عبد الجليل . مدرس الاعلام بجامعة الأزهر: بشكل عام لابد أن يكون الخبر المقدم للجمهور معروف المصدر ولابد أن يتمتع المصدر بثقة ومصداقية جمهوره.. لكن الظروف الاستثنائية التي نعيشها جعلتنا نري ونسمع ما يتنافي وكل مواثيق الشرف الاعلامي فالتسريبات التي تحدث هنا وهناك كان يجب علي المسئولين بالبلاد ومن بيدهم زمام الامور أن يقوموا علي الفور إما بتكذيبها أو تصديقها لكن أن تترك الأمور هكذا ونترك العنان لخيال المواطن البسيط في كيف يتحقق من المعلومة ويتأكد من صدقها شيء غريب ومرفوض لكن ما يحدث فعلا أن المواطن راح يتعامل مع هذه التسريبات حسب توجهه السياسي وراح يؤكد صدقها بما لا يدع مجالا للشك وكأنه عالم ببواطن الأمور. وطالبت دكتورة مني . من يقوم بهذه التسريبات بأن يعلن للرأي العام مدي صحتها وهذه ابسط قواعد أخلاقيات الاعلام لافتة النظر الي وجود أهداف سياسية وراء تسريب هذه الاخبار مبدية حزنها الشديد علي ضياع مبدأ حيادية الاعلام وللاسف فكرة المحايدة في الاعلام أصبحت فكرة وهمية عفا عليها الزمن لا وجود لها الا في الكتب والأبحاث العلمية انما الواقع العملي نشر الفضائح وتصفية الحسابات باسلوب مبتذل ومتدن. وأشارت الي صعوبة تحصين المواطن البسيط من هذه الأخبار المجهولة المصدر لكن الانسان الواعي عليه أن يتشكك في أي معلومة لأن الشك هو الذي يخلق الوعي ولابد أن يبحث في المعلومة التي يتلقاها ولا يسلم بها كما هي. ولفتت الدكتورة مني. النظر الي عزوف الكثير من الناس مشاهدة الفضائيات بسبب هذا النوع من الاعلام كما أن الكثير من الكتاب انزووا وفضلوا المشاهدة عن بعد لرفضهم ما يرونه.