* يسأل م.س. أحمد من قليوب: كان والدنا يمتلك مساحة كبيرة من أرض البناء وأعطي لكل واحد من ابنائه مسكنا خاصا ولما أراد الأخ الأصغر أن يتزوج منحه قطعة أرض وقال له ابن منزلا لتتزوج فيه وبشرط أن يخصم هذا من نصيبك من الميراث ومات والدنا منذ خمسة وعشرين عاما ثم مات الأخ الأصغر وترك زوجة وأطفالا صغارا لكن أحد الاخوة طالب بنصيبه في الأرض رغم اننا جميعا تنازلنا واتفقنا علي الميراث الشرعي فهل من حق هذا الأخ أن يطالب بحقه بعد أن تنازل عنه؟ ** يقول د. صبري عبدالرءوف استاذ الفقه بجامعة الأزهر ان الله سبحانه وتعالي أعطي لكل واحد من الورثة نصيبا محددا من الميراث وجعل لكل وارث حقا معلوما حدده في آيات قرآنية واضحة في سورة النساء ولهذا قال جل شأنه "للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قل منه أو كثر نصيبا مفروضا" وكما هو واضح من تفصيلات الرسالة المطولة ان الاخوة تنازلوا لأخيهم بعد وفاة والدهم عما منحه الوالد لولده الصغير ومضي علي هذا التنازل ما يزيد علي عشرين عاما وكان التنازل برضا وطيب خاطر من الجميع وبالتالي فإن مطالبة الأخ الذي يدعي ان له حقا في نصيب أخيه ادعاء باطل وهو يطالب بما لا يستحق. هذا الأخ لو كان له عشر اخيه حق لكان علي حق فيما يدعيه ولكن للأسف الشديد هو يطالب بما لا يستحق لأن تنازله لأخيه حال حياة الأخ أصبح ما تحت يد الأخ حلالا بدليل ان الاخوة قاموا بتقسيم التركة قسمة شرعية وكان ذلك برضا الجميع ولهذا فإنه لا يجوز لأحد الآن أن يطالب بشيء وزوجة هذا الأخ الذي انتقل إلي رحمة الله بريئة من أي حقوق لدي الغير ولكن هذا الذي يحدث هو في الحقيقة رجوع عن الهبة وسيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم حذرنا من الرجوع في الهبة بل اعتبر الرجوع عن الهبة أمرا قبيحا فقال عليه الصلاة والسلام الراجع في هبته كالكلب الراجع في قيئه.