حذر علماء الأزهر والأوقاف المشاركون في القافلة الدعوية بالتجمع الخامس من مغبة الاعتداء علي المساجد والعلماء والأئمة واطلق العلماء انذاراً شديداً لكل من يحاول أن يعتدي علي حرمة المساجد والعلماء قائلين لهم "إلا بيوت الله" فهي خط أحمد والأزهر والاوقاف لن يقفا مكتوفي الأيدي أمام أي محاولة للنيل من قدسية بيوت الله. وقال الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر لم يكن شيئا في الوجود علي قلب المسلم يلقي التقديس والتعظيم والإجلال مثل كتاب الله. وحرمات الله. وبيوت الله. فإن بيوت الله من شعائره التي يجب أن تعظم. ولا يحتاج مسلم صادق توجهه إلي الله. وموثق ارتباطه بدينه. لا يحتاج إلي مذكر له بتعظيم بيوت الله. وإنما يندفع اندفاعاً من تلقاء نفسه يعظم بيوت الله. ويصون حرمتها. ويحافظ علي قدسيتها. أكد أن ما يدمي الفؤاد ما نراه اليوم من أن الكثير من شباب المسلمين يبتعدون عن بيوت الله فلا يدخلوها حتي وإن أقيمت الصلاة. وكلنا يعلم أنه لن يقوم للإسلام مجد. ولا عز. ولن تصبح لنا كرامة وهيبة. إلا بعودتنا إلي المساجد فتتعلق بها قلوبنا. وتهوي إليها أفئدتنا. وحينها يصلح حالنا. شدد وكيل الأزهر علي أن رفع الأصوات والاعتداء علي أئمة المساجد يعد جريمة فأحكام الشريعة تجرم الكلام في أثناء إلقاء خطبة الجمعة. بل قال العلماء إن الكلام ممنوع حتي لو كان أمرا بمعروف أو نهياً عن منكر. أن الاعتداء علي العلماء بأي نوع من صور الاعتداء أمر مستقبح جدا. والعلماء يبينون أن الذي يعتدي عليهم خاسر خسرانا كبيراً. ولهذا نجد من العبارات التي تظهر المكانة الأدبية للعلماء قولهم بأن "لحوم العلماء مسمومة" والمعني انه سيرتكب جرماً كبيراً من يتعدي علي أي عالم من العلماء. أكد الدكتور أسامة الازهري أن للمساجد رسالة جليلة في حياة الأمة. فهي مكان العبادة. وهي ملتقي العلم والمعرفة. وهي دور الثقافة ومأوي الافئدة. كيف لا؟ والمسلمون يفدون إليها في اليوم والليلة خمس مرات مهللين مكبرين مسبحين يتلون كتاب الله. ويتدارسونه فيما بينهم. قد ملئت قلوبهم بنور الإيمان وطاعة الرحمن. علي قلب رجل واحد لا فرق بين عربي ولا أعجمي. ولا أبيض ولا أسود إلا بالتقوي. هكذا تتجسد فيهم روح المحبة والإخاء. ويسودهم خلق التسامح والعفو والصفاء لما لبيوت الله من روحانية تعمر بها القلوب وتزكو بها النفوس. فضلا عما يقام في تلك المساجد من دروس علمية وحلقات لتحفيظ القرآن الكريم. الأمر الذي يكون فيه المسجد مدرسة إيمانية بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معني. فدور المساجد لا يقتصر علي الصلوات الخمس فحسب. بل هي منبر إسلامي له دور مباشر في الدعوة إلي الله من خلال الإمامة والخطابة. وأثرهما في التوجيه والإرشاد للأمة. قال الدكتور محمد عبدالعاطي رئيس قسم الدرسات الإسلامية بكلية التربية بجامعة الأزهر ان المساجد منزهة عن أن يصرخ فيها أحد ليعترض علي خطيب الجمعة أن يرد عليه شخص آخر. ولا نتصور إتمام صلاة جمعة كل أسبوع ويكون فيها هذا الاعتداء علي الخطيب أو رفع الصوت بالاهانات. أكد الدكتور حسني توفيق مدير الارشاد الديني بوزارة الأوقاف ان بيوت الله في الأرض هي المساجد. والجالس فيها ينبغي أن يكون في ذكر وتسبيح وتحميد مع الله سبحانه وتعالي خاصة وقت إلقاء خطبة الجمعة التي هي جزء من شعيرة هذه الصلاة المفروضة وورد فيها حديث الرسول صلي الله عليه وسلم "إذا صعد الخطيب المنبر فلا صلاة ولا كلام" وقد قال الحق "وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا". شدد علي ضرورة احترام العلماء وتوقيرهم مصداقا لقول رسول الله صلي الله عليه وسلم "العلماء ورثة الانبياء" فيجب الاستماع والانصات لخطبة الجمعة بدلاً من الإثارة والاتهام والإخلال بحرمة المسجد لذلك فحري بالمسلم أن يعي حرمة وجلال هذا الموقف ويعطي لكل ذي حق حقه. ولا يستغل المسجد للتطاول أو الازدراء. أو رمي الناس بالاتهامات دون سند أو دليل.