أصبح شائعا علي لسان كثير من الناس قولهم فلان"شهيد" علي كل من يعتقدون أنه مات بسبب من الأسباب التي جاء الشرع بإثبات الشهادة لمن مات بأحدها دون التيقن جديا بأن الشارع الحكيم يعتبر هذا المتوفي شهيداً من عدمه وهكذا أصبح وصف "شهيد" يطلق دون ضابط ولعل هذا مادعا الأزهر إلي اصدار بيان يطالب المفتين بالتروي قبل إصدار فتاوي اعتبار فلان شهيدا من عدمه ... "عقيدتي" تطرح من خلال التحقيق التالي السؤال المهم : من هو الشهيد ؟ والإجابة علي ألسنة العلماء في التحقيق التالي: يشير الدكتور محمد الشحات الجندي عضو مجمع البحوث الاسلامية: إلي أنه لابد أن يعي المسلم أن مقام كل واحد وحقيقته عند الله . ومآله في الدار الآخرة. لا يعلمه يقينا إلا الله تعالي. فهو سبحانه وحده الذي يعلم المؤمن حقا. والشهيد حقا. والسعيد حقا. ويعلم وحده من هو من أهل الجنة من عهو من أهل النار. ومن هو المغفور له وغير المغفور له. وحتي أنبياء الله عليهم الصلاة والسلام. فلا علم لهم بشئ من ذلك . إلا ما أعلمهم إياه وأوحي إليهم به. ويضيف د. الجندي: هناك نوعان من الشهادة في الاسلام الاولي وهي. شهادة حقيقية وهو القتيل من المسلمين ممن يقتل في المعركة في سبيل الله وهو يقاتل كافرآ يواجه الموت باستبشار بلا هرب أو يولي له ظهره واحكامه معروفة . فلا يغسل ولايكفن ويدفن في ثيابه وبدمائه الزكية وفي مكان موته وأجرة في الآخرة معروف ومشهود والشهادة الثانية وهي شهادة حكمية وهي تختلف بتفسير المشرع او المفتي مثلاَ. حيث يقول الرسول صلي الله عليه وسلم "من مات دون ماله فهو شهيد. ومن مات دون دمه فهو شهيد. ومن مات دون أرضه فهو سهيد. من قتله بطنه فهو شهيد. من قتل في الغرق أو الهدم فهو شهيد. من قتل بداء السل فهو شهيد. المرأة الجمعاء تموت في نفاسها فهي شهيدة"والعلماء مجمعون علي أن هذا الإطلاق لا يعطيه فضيلة الشهيد حقيقة الذي مات في المعركة. ولايصح لاي واحد منهم ان نسميه تسمية مطلقة بالشهيد فلان. وأوضح الدكتور الجندي أنه للأسف الكل الآن يتسابق في اطلاق لقب شهيد علي كل من وافق مذهبه وفكره وهواه فهناك شهيد الحرية وهناك شهيد البيئة وهناك شهيد العلم وهناك شهيد الفن. وهذه كلها دعاوي باطلة وتسميات زائفة أرخصت بها منزلة الشهادة العظيمة التي جاء الإسلام برفع مكانتها وإعلاء شأنها. وأصحاب الأوصاف السابقة الذكر لايجوز لأحد أن يطلق عليهم شهداء. وكذلك لاينبغي التمييز في القتل بين قتل المسلم وقتل غير المسلم لأنها أمور تخالف الأصول الشرعية. حسن الظن يقول الدكتور أسامة القوصي المفكر واالداعية السلفي المعروف: لابد أن يعي المسلم أن هناك حالات يكون باطن أصحابها علي خلاف ظاهرهم. فلا ينبغي الجزم علي ماهو غيب عند الله. وإنما نحن نحكم بالظواهر والله يتولي السرائر. فالحكم بأن فلانا شهيد. أو بأن هؤلاء شهداء. إنما هو من باب حسن الظن والبناء علي ظاهر الأمور. فهو جائز لا إشكال فيه. وأما الاسترسال فيه بلا ضابط والجزم بذلك وجما بالغيب. فهذا لايصح ولا ينبغي. وفي هذا جاء ما جاء عن عمر رضي الله عنه. وعليه يحمل كلام الإمام البخاري. ولذلك قال الحافظ ابن حجر في الفتح ¢قوله في باب لا يقال فلان شهيد. أي علي سبيل القطع بذلك إلا إن كان بالوحي ...وإن كان مع ذلك يعطي حكم الشهداء في الأحكام الظاهرة. وأضاف أي قتل أو ميت أمره راجع إلي الله ولاينطبق عليهم لفظ شهيد يقول لأن الشهيد حدده الشرع في مواطن معينة وله شروط خاصة به. ولايعتبر القتلي بسبب التزاحم علي سبيل المثال شهداء. ومن إنهم شهداء يؤدي إلي مزيد من القتلي والتناحر. لان الله تعالي نهي عن التزاحم في الحج بأن قال لمن لايستطيع الوصول للكعبة أن يشير إليها فقط. فماذا لو كان هذا التزاحم يؤدي الي هلاك النفس وقد قال عمر بن الخطاب :¢إنكم تقولون لمن مات في معارككم فلان شهيد. والله أعلم بمن يكلم في سبيله. والله أعلم بمن يقتل في سبيله ¢لأنه هل كان يقاتل يريد أن تكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا هي السفلي فهذا أمر غيبي فلذلك لا تجوز الشهادة لمعين. لكن نرجو له حتي من مات في أرض المعركة نحن نرجوا له الشهادة. ونقول نرجو الله أن يكون شهيداَ وهذا تبع للأصل أننا نرجو للمحسن ونخاف علي المسئ قلو شهدنا لأحد بعينه أنه شهيد لزم من تلك الشهادة أن نشهد له بالجنة وهذا خلاف ماكان عليه أهل السنة فإنهم لا يشهدون بالجنة إلا لمن شهد له النبي. صلي الله عليه وسلم. بالوصف أو بالشخص. وذهب آخرون منهم إلي جواز الشهادة لذلك لمن اتفقت الأمة علي الثناء عليه إلي هذا ذهب المف سرون وبهذا يتبين انه يجوز أن نشهد لشخص بعينه أنه شهيد إلا بنص أو اتفاق حتي لا نكون كمن يتجرأ علي الله تعالي والعياذ بالله. رخصة الشهادة. يري الدكتور محمد رأفت عثمان عضو لهيئة كبار العلماء بالازهر ان الشريعة حددت ملامح الشهيد و لقد سئل الرسول صلي الله عليه وسلم: "عن الرجل يقاتل شجاعة. ويقتل حمية. ويقاتل ليري مكانه أي ذلك في سبيل الله؟ فقال الرسول صلي الله عليه وسلم: من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله" وهذا هو الميزان الحقيقي الذي يجب علينا أن نزن به كل مقاتلة يتلبس بها المرء. ويواجه بها أعداءه. يستطرد د. عثمان: اذا كان هذا المقاتل يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا. لا لأن يكون هو الظاهر أو هو العالي. ولكن ليكون الظاهر دين الله. لتكون كلمة الله هي العليا. فهذا هو الذي يقاتل في سبيل الله. وهذا الذي إذا قتل فهو شهيد. وهذا هو الشهيد حقاً الذي ينال درجة الشهداء ومع ذلك فإنه لا يجوز لنا أن نشهد لشخص بعينه أنه شهيد حتي لو قتل مظلوماً. أو قتل وهو يدافع عن حق فإنه لا يجوز أن نقول: فلان شهيد وهذا خلافاً لما عليه كثير من الناس اليوم حيث أرخصوا هذه الشهادة. وجعلوا كل من قتل حتي ولو كان مقتولا في عصبية جاهلية. يسمونه شهيداَ. وهذا حرام. لأن قولك عن شخص قتل: إنه شهيد. يعتبر شهادة شوف تسأل عنها يوم القيامة. سوف يقال لك. هل عندك علم أنه قتل شهيداَ؟ ولهذا لما قال النبي عليه الصلاة والسلام : " مامن مكلوم يكلم في سبيل الله. .الله اعلم بمن يكلم في سبيله إلا جاء يوم القيامة وجرحه يثعب أو قال: وكلمه يثعب دماَ اللون لون الدم والريح المسك" فتأمل قول النبي عليه الصلاة والسلام : "والله اعلم بمن يكلم في سبيله" أي: بمن يجرح. لابد أن نحذر ونحن نطلق وصف الشهيد فإن بعض الناس قد يكون ظاهر أمره أنه يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا. ولكن الله يعلم ما في قلبه وأنه خلاف ما يظهر من فعله. ولهذا بوب البخاري رحمه الله علي هذه المسألة ¢في صحيحة¢ فقال:¢ باب لايقال: فلان شهيد¢. صاحب الدين. يتناول الدكتور زكي عثمان أستاذ الفلسفة الاسلامية بجامعة الأزهر جزئية أخري وهي لماذا يغفر للشهيد قائلا: لقد جاء في الحديث الصحيح أن الشهيد يغفر له كل شئ إلا الدين فالشهيد الذي قتل في سبيل الله صابراَ محتسباً مقبلاً غير مدبر. يغفر له كل شئ كما قاله النبي عليه الصلاة والسلام إلا الدين. فإن جبرائيل أخبر النبي بذلك. وأن صاحب الدين لا يضيع حقه. بل يجزيه الله عن حقه ويعطيه حقه يوم القيامة. ولايضيع عليه شئ. والشهيد يغفر له كل شئ لكن الدين الذي عليه الله يقضيه عنه سبحانه وتعالي . لا يضيع علي صاحبه. الشهيد الذي لم يستشهد في المعركة؟ ما دام مات بسبب الجراحات فهو شهيد. مادام بسبب الجراحات التب بعتبر فيها في سبيل صابراً محتسباً مقبلا غير مدبر. سواء مات في المعركة أو تأخر موته اياما وليالي لكنه مات بسبب الجراحات التي اصابته. لعلها تقصد من سؤالها اقسام الشهداء الآخرين؟ الشهداء أقسام. لكن أفضلهم شهيد المعركة في سبيل الله عز وجل . ومنهم المطعون. الذي مات بالطاعون. والمبطون الذي يموت بالإسهال في البطن. وصاحب الهدم الذي يموت بالهدوم. تسقط علية دار. أو سقف. وفي حكمه من يموت في دهس السيارات أو انقلاب السيارات وصدام السيارات هذا من جنس الهدم. وكذلك الغرق. كل هذه انواع من الشهادة. لكن أفضلهم شهيد المعركة. وهو الذي لايغسل. ولايصلي علية.أما البقية يغلسون. ويصلي عليهم. وإن كانوا شهداء. هل يشفعون؟ هل يعفي عن كل شئ عملوه الاعن الدين ؟ أم ان ذلك؟ هذا ماجاء في الحديث الصحيح في شهيد المعركة. في شهيد المعركة فقط؟ أنة إذا كان صابراً محتمسباً مقبلاً غير مدبر. هذا في شهيد المعركة. اما عيره فالله اعلم. له الفضل وله خير. ولكن كونهم يشفعون في كذا . او كونهم يغفر لهم كل شئ هذا محل نظر يحتاج إلي دليل خاص. لكن لهم فضل الشهادة.