جاء علي لسان الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف في وسائل الإعلام قرار بتوحيد خطبة الجمعة بجميع المساجد. ثم بدأ سرد الموضوعات المحددة لكل يوم جمعة في الفترة القادمة. وبدا واضحا ان سعادة الدكتور الوزير يصر علي تحديد خطبة الجمعة بجميع مساجد جمهورية مصر العربية بكل مدنها. وقراها. ونجوعها وكفورها التي تختلف في البيئات الجغرافية حيث منها الصحراوية مثل محافظات سيناء ومطروح. ومنها الصناعية مثل المحلة الكبري وحلوان وأسوان. وكذلك منها البيئات الزراعية كمعظم قري الدلتا ومحافظات الفيوموالمنيا وأسيوط وهكذا يبدو الاختلاف واضحاً حتي في المناخ بكل فصول العام وهذه الاختلافات تجعل المشكلات التي تواجهها كل محافظة وما تضمه من قري وكفور ونجوع تختلف من محافظة إلي أخري بل من قرية إلي غيرها. ونجد ذلك الاختلاف أيضا بين أحياء القاهرة الكبري» وكذلك في الإسكندرية وأسيوط. وهذا الاختلاف الذي يؤكده التاريخ» تؤيده الجغرافيا» ويشهد به الواقع يفرض علي خطيب الجمعة أن يحاول حل المشكلة التي يهتم بها مواطنو المدينة أو القرية أو النجع والكفر. وهنا يتفاعل المواطنون مع الخطبة والخطيب حيث الخطبة والخطيب يسهم كل منهما في حل المشكلة التي تشغل نسبة كبيرة من أبناء المدينة أو القرية وهناك عشرات الأمثلة التي تؤيد ذلك فمثلاً عندما تحتفل أسوان بذكري عباس محمود العقاد كنموذج لأديب عصامي يقتدي به النشء فيقدمون علي القراءة والاطلاع مهما كانت عضات أنياب الفقر والحاجة. يختلف ميعاد هذه الذكري مع ذكري ميلاد عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين بقرية بني وركان بمركز مغاغة من محافظة المنيا كنموذج في تحدي الإعاقة التي يعاني منها عدد كبير من أبناء الوطن. وهكذا تختلف نظرات وآراء المواطنين في قري ونجوع محافظة سوهاج وقنا عنها بمحافظات الدقهلية والمنوفية والغربية حول مشكلة توريث الإناث. وليس هذا فحسب بل نري مشكلة المواصلات تُقلق سكان القاهرة بدرجة كبيرة عن محافظات الوادي الجديد والأقصر وأسوان وجنوب وشمال سيناء» كما ان هذه المحافظات بها مشكلة السياحة. وتشجيعها وكيفية تعامل السياح أكثر بكثير من غيرها من محافظات الدولة. والخطيب الناجح والخطبة المفيدة التي تسهم بفعالية في حل هذه المشكلات. وهكذا كانت خطبة الجمعة وخطباء المساجد في عهد الرسول صلي الله عليه وسلم وصحابته. والتابعين عليهم رضوان الله جميعاً. وأخطر وأهم من كل ما تقدم ان ميول واتجاهات وقيم أبناء الصعيد تختلف عنها لدي أبناء الدلتا نحو مشكلات الثأر والمظاهرات والاعتصامات وهذا الاختلاف بين البشر آية كبري من آيات قدرة الله سبحانه وتعالي.