* يسأل ع.أ.ث من الجيزة: في بعض الأحيان يجد الإنسان نفسه محتاجاً إلي معونة الآخرين ولكن الناس حينما يجدونه في شدته لا يهتمون به. فبماذا تصف أمثال هؤلاء؟ ** يقول د.صبري عبدالرءوف أستاذ الفقه بجامعة الأزهر: جاء في مسند الإمام أحمد عن سيدنا معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: قال الله عز وجل المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء وعن أبي مالك الأشعري عن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: "يا أيها الناس اسمعوا واعقلوا واعلموا أن لله عباداً ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم النبيون والشهداء علي منازلهم وقربهم من الله" فجاء رجل من الأعراب من قاصية الناس وألوي بيده وأمالها من جانب إلي جانب النبي صلي الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله: ناس من الناس ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء علي مجالسهم وقربهم من الله. أنعتهم لنا فسر وجه النبي صلي الله عليه وسلم بسؤال الأعرابي فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم هم ناس من أمناء الناس "أي عامة الناس" ونوازع القبائل لم تصل بينهم أرحام متقاربة تحابوا في الله وتصافوا بصنع الله لهم يوم القيامة منابر من نور فيجلسون عليها فيجعل وجوههم نوراً وثيابهم نوراً يفزع الناس يوم القيامة ولا يفزعون وهم أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. وهذا معناه أن الإنسان لن يصل إلي الدرجات العلا عند الله إلا إذا أحب غيره لله وتعاون مع الغير من أجل رضا الله وأن المؤمن يحب لأخيه ما يحب لنفسه. هذا إنسان لا يحب الخير لغيره وهو إنسان يعيش لنفسه فقط ولهذا فإنه لا تعاون مع غيره. قال الإمام علي رضي الله عنه : عليكم بالإخوان فإنهم عون في الدنيا والاخرة ألا تسمع لقول أهل النار "فما لنا من شافعين ولا صديق حميم". والواجب علي الإنسان أن يعين غيره بماله أو نفسه أو جاهه وسلطانه وإلا نال الجزاء من الله في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتي الله بقلب سليم ولهذا قال أحد الصالحين: إذا استقضيت أخاك حاجة فلم يقضها فذكره ثانية فلعله أن يكون قد نسي فإن لم يقضها فكبر عليه وكان في السلف من يتفقد عيال أخيه بعد موته أربعين سنة يقوم بحاجتهم ويتردد إليهم كل يوم ويعمل علي قضاء مصالحهم وتيسير أمورهم ويعطيهم من ماله ما احتاجوا إليه فكانوا لا يفقدون من أبيهم إلا عينه فلما كان الناس يعملون لله يسر الله أمورهم وفرج كربهم ولما نسوا الله أنساهم أنفسهم.