قال الله تعالى "ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولاهم يحزنون، الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفى الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم". في الآونة الأخيرة ثار الجدل حول قضية أولياء الله وآل البيت، فتراشقت الآراء بين مؤيد ومعارض، فتفرقت القلوب، واشتعلت نيران العداوة والبغضاء، هالنا الأمر فقررنا توضيح من هم أولياء الله، وماهى صفاتهم وشروطهم، فالإسلام لا يعرف الحقد والكراهية، بل يمقتهما، لكنه يقر الاختلاف: الأولياء جمع ولى، والولي هو النصير، والذي ينصر الله، هو الذي ينصر دينه وشرعه، فقيل الولي هو القريب، فولى الله قريب منه، فلا تجده ينشغل إلا بالله، فإذا رأى فدلائل قدراته، وإن سمع فآياته، وإن نطق، فبالثناء عليه، وحمده، وشكره، وإن تحرك، ففي الدعوة إليه وخدمة المسلمين، وإن اجتهد وبذل طاقته، وجهها لوجهه. والآية الكريمة تشير إلى صفات الأولياء بشكل مباشر، فمن كان مؤمنا تقيا فهو ولى لله من أوليائه، كما تبين الأحاديث النبوية الصفات، ومنها:هم الذين يذكر الله بذكرهم، فالناس تتذكر برؤيتهم ذكر الله، فعليهم علامات الخشوع والخضوع، ولطيب شاهدهم، وآثار طاعتهم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن من عباد الله عبادا، يغبطهم الأنبياء والشهداء، قيل من هم يا رسول الله لعلنا نحبهم؟، قال:هم قوم تحابوا في الله من غير أموال، ولا أنساب وجوههم نور على منابر، لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزن الناس".. ثم قرأ الآية. وفى رواية أخرى، قال رسول الله صلى الله عليه سلم" يأتي من أفناء الناس ونوازع القبائل، قوم لم تتصل بينهم أرحام متقاربة، تحابوا في الله وتصافوا في الله، يضع الله لهم يوم القيامة منابر من نور، فيجلسهم عليها يفزع الناس ولا يفزعون، وهم أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون". هذه الروح الاجتماعية بلا عصبيات قومية، أو حساسيات مذهبية، أومصالح دنيوية هي روح أولياء الله. أما الصفة الثالثة فهي الإخلاص، والإخلاص أن تبتغى بعملك وجه الله فقط، وهو شرط لقبول الأعمال من كافة الناس، فقال بعضهم "الإخلاص ألا يحول بينك وبين الله خلق، وقالوا"أن يكون عملك أمام الناس وفى الخلوة سواء". قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن أغبط أوليائي عندي لمؤمن خفيف الحال، ذو حظ من الصلاة، أحسن عبادة ربه، وأطاعه في السر، وكان غامضا في الناس، لا يشار إليه بالأصابع، وكان رزقه كفافا، فصبر على ذلك" ثم نقر بيده، فقال "عجلت منيته، قلت بواكيه، قل تراثه". وكان ابن مسعود رضي الله عنه يوصى أصحابه، فيقول "كونوا ينابيع العلم، مصابيح الهدى، أحلاس البيوت، سرج الليل، جدد القلوب، خلقان الثياب، تعرفون في السماء، وتخفون على أهل الأرض. وأولياء الله لهم البشرى في الحياة الدنيا، وفى الآخرة، لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم ، سأل أبو الدرداء رضي الله عنه، رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البشرى، فقال "ما سألنى أحد عنها غيرك منذ أنزلت، هي الرؤيا الصالحة يراها المسلم، أو ترى له.. وقيل هي البشارة التي تبشر بها الملائكة المؤمن في الدنيا عند الموت، إذ يأتيه ملك الموت فيقول "السلام عليكم ولى الله، الله يقرئك السلام"، ثم ينزع روحه وهو يردد "الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم". أما الإمام البخاري فروى حديثا يبين مكانة وفضل أولياء الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الله تعالى قال:من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إلى عبدي بشيء أحب إلى مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحببته، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشى بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذنى لأعذينه. نهانا الرسول صلى الله عليه وسلم عن الخوض في أصحابه فقال"الله الله في أصحابي".. وقال "إذا ذكر أصحابي فأمسكوا"..، وقال "من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين" والصحابة رضي الله عنهم أفضل أولياء الله بعد الأنبياء لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق فمن هم هؤلاء الموتى الذين شنت عليهم تلك الحملات؟ إنهم آل بيت رسول الله عليه وسلم..الذين ساروا على نهجه من الحياة إلى الممات..الذين شرفت مصر بأجسادهم الطاهرة، فكيف نعتبر قبور آل بيت الرسول والصالحين من بعده أصناما تعبد من دون الله ، فهل سجد لها أحد، أو اتخذها قبلة له في الصلاة ، ففيهم قال الله تعالى "إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا", هم الذين لا تكتمل صلاتنا إلا بالصلاة عليهم: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد و على آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وهم الذين أوصانا الرسول صلى الله عليه وسلم بهم " ألا أيها الناس..فإنما أنا بشر يوشك أن يأتى رسول ربى فأجيب, وأنا تارك فيكم ثقلين:أولاهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله، واستمسكوا به، وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي.. أذكركم الله في أهل بيتي..أذكركم الله في أهل بيتي". وقال صلى الله عليه وسلم "أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه، وأحبوني لحب الله، وأحبوا أهل بيتي لحبي". وقال "مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا، ومن تخلف عنها هلك.. "النجوم أمان لأهل السماء ،وأهل بيتي أمان لأمتي" الأولياء أذكرهم بخير إنهم تبعوا الرسول بصحة الآداب خدموا الشريعة وما اتبعوا الهوى متمسكين بأشرف الأنساب صحت ولايتهم بشاهد حالهم فعلوا وصاروا وجهة الطلاب لهم الكرامات التي ظهرت بنا كالشمس ما حجبت ببرد سحاب "فنورا كل قلب من قلوبكم بمحبه آله الكرام عليهم السلام ، فهم أنوار الوجود اللامعة، وشموس السعود الطالعة" "أولئك حزب الله، ألا إن حزب الله هم المفلحون".