شهد الأسبوع الأول لبدء الدراسة بجامعة الأزهر حالة من الغليان داخل أسوار الجامعة وخارجها حيث تظاهر عدد كبير من طلاب وطالبات الجامعة يقدر بعشرات المئات ومازالت المظاهرات مستمرة حتي كتابة هذه السطور للمطالبة بإقالة رئيس الجامعة وشيخ الأزهر والإفراج عن الطلاب المعتقلين والقصاص للشهداء.. وبالرغم من تأكيد الطلاب المشاركين في المظاهرات عدم انتمائهم لأي تيار أو حزب سياسي أو جماعة معينة وأن تحركهم تابع من تلقاء أنفسهم وليس بوازع من أحد إلا أن المسئولين بالجامعة يجزمون أن طلاب الإخوان المسلمين الذين لم يتعد عدهم الألف طالب هم المحرك الرئيسي للمظاهرات معلنين اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيالهم بعد تصويرهم عبر كاميرات المراقبة وتحديد هويتهم. المظاهرات أحدثت نوعاً من الارتباك داخل جامعة الأزهر حيث خرج دكتور أسامة العبد رئيس الجامعة معلناً إمكانية تعليق الدراسة إذا ما تطور الوضع وانعدم الاستقرار داخل الجامعة في حين صرح الدكتور إبراهيم الهدهد نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب عدم تعليق الدراسة حتي إذا استمرت المظاهرات لموعد الامتحانات. في الوقت الذي أكد الدكتور توفيق نور الدين نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا في تصريح خاص ل "عقيدتي" أن المظاهرات كانت سلمية لأقصي درجة ولم يعتد أي طالب علي أي مبني أو منشأة من منشآت الجامعة لكنه عاب علي الطلاب قيامهم بنعت بعض الشخصيات السياسية وبعض المسئولين بالدولة بصفات غير لائقة وإزاء سلمية الطلاب كما أكد لنا د. توفيق نور الدين التزام الأمن بعدم التعرض لهم وحماية المنشآت هذا في الوقت الذي انتقد فيه الدكتور أسامة العبد رئيس الجامعة مظاهرات الاحد ووصفها بأنها تخريبية وتسببت في اتلاف بعض أبواب ونوافذ المبني الإداري للجامعة. عبر الطلاب عن استيائهم الشديد من وصف المسئولين بالجامعة لهم بالمجرمين مؤكدين سلميتهم وعدم اعتدائهم علي أي مبني من مباني الجامعة مشيرين إلي أن جامعة الأزهر بيتهم الكبير الحريصين عليه كل الحرص ولن تمتد أيديهم إليه بأي سوء. أعلن الطلاب اعتزامهم الاستمرار في التظاهر لحين تحقيق مطالبهم وتعليق الدراسة لحين الإفراج عن زملائهم المعتقلين نافين بشدة عدم إجبار أي من زملائهم الانضمام إليهم أو ترك المحاضرات كما إدعي بعض المسئولين بالجامعة حيث أكد عمرو زيدان الطالب بكلية الصيدلة عدم إجبار أي طالب علي المشاركة في المظاهرات قائلاً: هناك طلاب لم يشاركوا في أي مسيرة لكنهم يشاركون اليوم بسبب تعنت الإدارة معنا وتخاذلها إزاء زملائنا المعتقلين. وافقه الرأي أحمد صلاح الطالب بكلية التجارة قائلاً: الإخوان لا يستطيعون فعل شيء بمفردهم فهناك عدد كبير من الطلاب لا ينتمون لأي تيار سياسي إنما انتماؤهم الوحيد للأزهر الشريف وغيرتهم علي الأزهر هي التي تحركهم كما أن هناك عدداً آخر من حركة 6 أبريل وآخرون من التيار الشعبي. شدد علي تواجد طلاب الإخوان لكن عددهم قليل مقارنة بباقي الطلاب. تناول خيط الحديث عبدالله الشناوي الطالب بكلية التجارة قائلاً: لقد انضممت للتظاهرات لأن طالب الأزهر هو أكثر طالب مظلوم علي مستوي جامعات مصر ابتداء من تردي أوضاع المدن الجامعية وانتهاء بسوء معاملتنا داخل الجامعة ومطلبي إقالة رئيس الجامعة الآن أثبت فشله في إدارة الجامعة وإقالة كذلك شيخ الأزهر الذي صم آذانه عن كل ما يُفعل بنا. أما محمد عبدالسلام الطالب بكلية التربية فأكد علي مشاركته في التظاهرات لاستشهاد أحد زملائه في فض اعتصام رابعة ويدعي "عبدالله أحمد السيد إبراهيم" والذي كان طالباً بكلية التربية قسم كيمياء وفيزياء ولقي ربه ولم يتحرك للجامعة ساكن ولم تطالب بحق أبنائها الشهداء. أوضح إسلام السيد طالب بكلية الدراسات الإسلامية خطأ من يدعي تصنيف طلاب الأزهر إلي طلاب إخوان أو سلفيين مؤكداً أن وحدة أبناء الأزهر واعتزازهم بأزهريتهم وبالرغم من تأكيد رئيس الجامعة تشكيل لجنة قانونية لبحث مشكلات الطلاب المقبوض عليهم إلا أن الطلاب أكدوا عدم اتخاذ أي إجراءات قانونية حيال زملائهم وقد عرفوا ذلك من خلال التواصل مع أسر زملائهم المعتقلين. في حين ألقي الدكتور توفيق نور الدين اللوم علي طلاب الاتحاد في عدم قيام اللجنة بأعمالها مؤكداً طلب إدارة الجامعة من اتحاد الطلاب تقديم حصر لها باسماء الطلاب المقبوض عليهم لكن الاتحاد تخاذل ولم يقدم للجنة أي شيء مؤكداً علي استعداد اللجنة تنفيذ ما وكل إليها إذا ما توافرت لديها المعلومات اللازمة. ورغم هذه الأجواء إلا أن الجامعة تسير في إجراءات تسكين الطلاب والطالبات بالمدن الجامعية كما أن المحاضرات مستمرة بكليات جامعة الأزهر النظرية والعملية.