أكدت دراسة حديثة للدكتور جمال شفيق رئيس قسم الدراسات النفسية جامعة عين شمس أن تعرض الطفل للعنف يعوق عملية التعليم والتنمية ويشكل ضرراً بالغاً علي المناخ المدرسي ويضر بصحة الأطفال النفسية. في البداية يستعرض الدكتور جمال العنف من طفل لطفل آخر حيث يقوم الطفل بتحقير طفل آخر بسبب ضعفه أو مرضه أو إعاقته ونعت طفل لآخر بألقاب معينة لها علاقة بالجسم كالطول أو القصر أو السمنة المفرطة وتهديد طفل لآخر بالضرب لأنه أقوي منه واستخدام كتب الطفل وأدواته المدرسية بالقوة أواتلافها كما يتمثل العنف من الطفل علي أثاث المدرسة مثل الكتابة أو الحفر علي الأثاث والجدران وتكسير الشبابيك والأبواب والمقاعد وتمزيق الصور والوسائل التعليمية وتخريب دورات المياه وتمزيق القصص والمجلات والكتب. وهناك العنف من الطفل علي المعلم وإدارة المدرسة كالتهديد أو الوعيد للمدرس والاعتداء علي المدرس أثناء الحصة واتهام المدرس أو الإدارة بأمور لم تصدر عنهم أساسا. عن الأسباب المؤدية للعنف المدرسي قال الدكتور جمال شفيق ترجع إلي عوامل خاصة بالأسرة: منها عدم اشباع الأسرة لحاجات الطفل المادية نتيجة تدن في المستوي الاقتصادي وفقدان الطفل للحب والحنان والاهتمام نتيحة الطلاق وانفصال الوالدين أو فقد أحد الوالدين.. وقد يرجع إلي أساليب التنشئة الخاطئة مثل القسوة أو الرفض أو الاهمال والتفرقة في المعاملة بين الأبناء وكثرة عدد أفراد الأسرة وضعف الترابط والتواصل بين الطفل والأسرة والشجار الدائم بين أفراد الأسرة واحيانا لجوء بعض أفراد الأسرة لحل مشكلاتهم بالأسلوب العنيف وقد يؤدي استحسان الآباء لسلوك الطفل العنيف إلي تنمية هذا السلوك ودعمه لدي الطفل وقد يرجع ذلك إلي عدم السماح للأطفال بالتعبير عن أحاسيسهم وانفعالاتهم بحرية كذلك معايرة الطفل باستمرار بعيوبه أو نواحي نقصه أو ضعفه. وأوضحت الدراسة أن العوامل الخاصة بالمدرسة تتركز في كثرة متطلبات المدرسين من الواجبات المدرسية والتي تفوق مدارك الأطفال وامكانياتهم وعدم مراعاة الفروق الفردية بين الأطفال داخل الفصل أو ضعف أو رسوب الطفل في بعض المواد. والاستهتار بالطفل والاستهزاء من أقواله أو أفكاره وتصرفاته والتركيز فقط علي جوانب الضعف عند الطفل والاكثار من انتقاده وأهانته وانعدام الحوار والمناقشة بين المدرس والطفل وعدم تقدير الطفل ككيان إنساني له تقديره واحترامه وكرامته. وحذرت الدراسة من أن عدم وجود أماكن فسيحة بالمدارس وعدم الاهتمام بالأنشطة الرياضية والاجتماعية والثقافية والترفيهية يولد التوتر النفسي والاحتكاك البدني بين الأطفال. وحذرت الدراسة من الأسباب الخاصة بالإعلام في تفشي ثقافة العنف في أفلام الأطفال الكرتونية وفي مجلات الأطفال وقصص الأطفال وفي المسلسلات التليفزيونية والأفلام السينمائية وتمجيد شخصية العدواني أو العنيف أو المعتدي أو المجرم علي أنه البطل الشجاع والمبالغة في استعراض قدراته وامكانياته وأحواله وسطوته وما يحققه من مكاسب تجعل الأطفال يعجبون تماما بمثل تلك الشخصيات وبالتالي يقلدونها ويندمجون في سلوك العنف وفي كل تصرفاتهم وتعاملاتهم مع كل المحيطين بهم.