أشاد شباب عدد من الصحف والفضائيات والمواقع الإلكترونية ووسائل الإعلام المختلفة بالمناخ الذي أتاحته ثورة 25 يناير من حرية وأفق أرحب للإعلاميين والعمل الإعلامي بصفة عامة. مما فتح الباب واسعاً امام حق وحرية المعرفة وتداول المعلومات ومناقشة كل القضايا بلا أدني سقف إلا ضمير الصحفي والإعلامي. ما زاد من مسئوليته الاجتماعية والوطنية تجاه مجتمعه ووطنه. طالبوا بضرورة وضع ميثاق شرف إعلامي مع اللإلتزام التام به. وفي المقابل وضع قانون يتيح حق الإعلامي في الحصول علي المعلومة دون حجب أو عرقلة لأداء مهامه كاملة. جاء ذلك في ورشة العمل المتخصصة التي عقدها برنامج ¢شباب الإعلاميين¢ المنبثق عن ¢منتدي الحوار¢ الذي تديره سميرة لوقا. بالهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية برئاسة د. القس أندريه زكي. بدأت الورشة بكلمة لمنسق البرنامج ¢يوسف إدوار¢ موضحاً أن الهدف هو تأصيل قيم الحوار والتفاهم والتعايش والاحترام المتبادل لكل أبناء الوطن باعتبارهم شركاء متساويين في الحقوق والواجبات. وعرض ¢إدوار¢ لمشهد استشهاد اللواء نبيل فراج خلال حملة تطهير مدينة كرداسة. وكيف ان الصحفيين والإعلاميين المرافقين للقوة الأمنية كانوا أبطالا في نقل الحدث لحظة بلحظة لتوثيقه دون خوف واستشعارا منهم بواجبهم الوطني تجاه البلد. واستعرضت الكاتبة أمينة شفيق تجربة 60 عاما من العمل الصحفي الذي بدأته منذ لحظة دخولها الجامعة في عام 53 فضلا عن 28 عاما في خدمة المهنة من خلال عضويتها في نقابة الصحفيين. معربة عن سعادتها بمعاصرة تلك الأنظمة المختلفة من الحكم التي شهدتها مصر طوال هذه الفترة. مؤكدة أن القول بوجود الحرية المطلقة أكذوبة. لكن هناك هامشا من الحرية يستطيع الصحفي التعامل من خلاله اتساعا وتضييقاً. مشيرة الي أننا نعيش حاليا مرحلة انتقالية من مجتمع أبوي جامد مستبد الي ما نريده من مجتمع مدني حديث يستطيع تنفيذ شعارات الثورة من حرية وعيش وكرامة وعدالة اجتماعية. نقابة قوية تضيف واصفة نقابة الصحفيين بأنها لم تكن يوما من الأيام ¢سمن علي عسل¢ مع السلطة. ورغم كونها صغيرة إلا أنها قوية جدا وصامدة في مواجهة السلطات. مرجعة الفضل لثورة يناير في مناقشة قضايا وموضوعات كانت من المحرمات والمسكوت عنه في السابق. ومن أبرزها قضيتين هما: المرأة والمسيحيين. وكأننا فوجئنا بوجودهما في المجتمع! ورغم أنهما ¢عنصرين¢ فاعلين في الثورة إلا اننا فوجئنا بمن يطالب بإعادتهما الي ما كانا عليه فالمرأة مكانها البيت لا تخرج منه. والمسيحي في كنيسته لا يخرج منها! أكدت ¢شفيق¢ ان الموقف الوطني يُحتّم علينا كصحفيين قول الحقيقة كما يجب أن تُقال وبموضوعية تامة ونترك للمتلقي حرية تكوين رأيه أو موقفه دون تدخل منّا. مع البعد تماماً عن المزج بين الموقف أو الرأي الشخصي والموضوعية والمهنية في نقل الحقيقة. مع وجوب توثيق الإعلامي لمصادر أخباره حتي يُقدّم المعلومة الصحيحة والتي تحميه عند المساءلة القانونية. وألا يعتمد علي الشائعات والاتهامات كما يفعل البعض ويقول "القهاوي كُلّها عارفة المعلومة دي"! التلوين والتجرّد من جانبه دعا الزميل مصطفي ياسين- مساعد رئيس تحرير عقيدتي- الي ضرورة التفرقة بين الخبر والموضوع الصحفي وبين الرأي بحيث لا يُمكن ¢تلوين¢ الخبر سواء بصبغة شخصية أو حزبية أو سياسية بل يُقدّم مُجرّداً بدون محاولات البعض ¢ليّه¢ لخدمة هدف ما. وهذا التجرّد يوطد العلاقة بين الصحفي ومصادره مما يقضي علي إشكالية تخوّف المسئول من إعطاء معلومات لصحفي ما لمجرد أنه يعمل في وسيلة إعلامية معارضة.. في نفس الوقت ينبغي علي الصحفي وكذا القائم علي التحرير أو ¢الدسك¢ مراعاة تطابق العنوان مع متن المادة وألا عناوين لمجرد جذب القارئ أو كما يقولون ¢عناوين بيّاعة¢ لأن القارئ إذا شعر بالانخداع مرة وراء الأخري سيفقد الثقة في تلك الوسيلة ولن يعود إليها. بل إن هذا ما دعا لانتشار مقولة ¢كلام جرايد¢. أضاف : لابد أن يستشعر الصحفي أو الإعلامي بالمسئولية الاجتماعية والوطنية بما يُقدّمه فلا يكون سبباً في بث الفتنة والفرقة. وأن يكون ¢ضميره¢ هو رقيبه ومن فوق ذلك كله مراعاة الله ثم مصلحة الوطن. وأكد الزميل أيمن كامل- البوابة الإلكترونية بالجمهورية- أن الوسائل الحديثة. خاصة المواقع الإلكترونية. تتطلب الحرص وعدم نشر المعلومة إلا بعد التوثيق الجيد لها. وهذا يفرض علي الصحفي مسئوليات مضاعفة. وأشار الزميل محمد عبد المجيد- جريدة الرأي ومسئول الموقع الإلكتروني- الي أن البعض تحدث عن مسألة ¢الكوتة¢ باعتبارها تمييزا إيجابياً في حين يراها البعض الآخر تتنافي مع مبدأ المساواة.