* يسأل م.أ.ع من الباجور- المنوفية قائلا: ** أذهب إلي العمرة في رمضان وبعد انتهاء العمرة اختفي عند بعض المعارف من الذين يعملون في مكة من أهل بلدتي حتي يأتي موسم الحج وحينئذ أخرج من مخبئي وأقوم بأداء الفريضة فهل الحج مقبول وماذا علي أن أفعل إذا كان هناك خطأ ارتكبته؟ أرجو الإفادة؟ يقول الشيخ عادل عبدالمنعم أبوالعباس عضو لجنة الفتوي بالأزهر: لست أدري كيف يقبل المسلم أو المسلمة الغش والتدليس ودفع الرشوة في مجال الطاعات والعبادات؟ إن الذهاب إلي العمرة وبخاصة في رمضان من أجل الطهارة وطلب المغفرة عما قد يكون قد حدث منه من تقصير في جنب الله فالرسول صلي الله عليه وسلم يقول: "العمرة إلي العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة" لكننا نلاحظ في هذه الأيام أن بعضا من المعتمرين والسائل واحد منهم يفعلون مالا يرضي عنه الله ورسوله "وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا" ومن ذلك الاختفاء عند بعض المعارف بعد انتهاء أداء العمرة أو الاختفاء بمعرفة بعض المرتشين إلي أن يأتي موسم الحج فيخرج هؤلاء المختبئون لأداء مناسك الحج ولا شك أن هذا الصنيع يحمل كل معاني الإثم لعدة أسباب أولها: أنه بدأ بالحرام وهو الرشوة التي تدفع من أجل الاختباء. ثانيها: أنه اعتداء علي قوانين الدولة التي خول الله لها تنظيم موسم الحاج والعمل علي خدمة زواره ومعلوم أن ولي الأمر إذا اختار حكما من الأحكام أو رأيا من آراء الفقهاء وفرض تنفيذها صارت طاعته ملزمة ومخالفته إثم وحرام. ثالثها: أن درء المفاسد مقدم علي جلب المصالح فلو أمسكت السلطات المختصة بهذا المختبيء لتعرض للعقاب ورحل إلي بلده ويعد معتديا علي قوانين الدولة التي استضافته وقت العمرة واشترطت عليه إقامة مدة محددة فخان الشرط والمسلمون عند شروطهم. ومع أن فريضة الحج تسقط بالأداء إلا أن القائم بها راش ومعتد وخائن للشروط المتفق عليها والله طيب لا يقبل من الأعمال إلا ما كان طيبا. فعلي السائل وأمثاله أن يتوب إلي الله وأن يقلع عن مثل هذه الأفعال التي لا يقرها الإسلام ورحم الله القائل: حج للبيت اختلاسا وفسادا للأنام مذرآه الناس قالوا حج للبيت الحرام وبالله وحده التوفيق.