حالة من الارتباك والفوضي سادت بعض المساجد والزوايا بعد قرارات الوزير الأخيرة بغلق الزوايا وإلغاء تصاريح الخطباء من غير الأزهريين. لكن كيف هو حال المديريات الإقليمية وكيف تتصرف مع هذا القرار.. وما هي خطة الوزارة لسد العجز الرهيب في عدد الخطباء مع التزايد اليومي في عدد المساجد.. وكيف يستطيع المسئولون سد الفجوة الكبيرة في هذا الخلل.. وكيف استعدوا له. "عقيدتي" ناقشت عددا من المسئولين وكلاء وزارة الأوقاف.. فما هي رؤيتهم حول هذه المشكلة؟! الشيخ صبري عبادة.. وكيل وزارة الأوقاف يري أن هذا القرار صائب وحكيم.. لأن ما كان يحدث أمر في غاية الخطورة فقد اعتلي منابر رسول الله من هم ليسوا أهلا للدعوة فراحوا يوجهون المنابر كيفما يشاءون. أضاف ان بعض أصحاب التصاريح من غير الأزهريين كانوا يحصلون عليها من أجل العمل أو الاستفادة المادية ولا يعنيهم أمر الدعوة شيئا.. لكن بصدور هذا القرار فسوف نستطيع أن نميز الغث من السمين وسوف نستبعد من هم ليسوا أهلا لهذه الرسالة أو من يحاولون توجيهها كيفما يشاءون. أما بالنسبة لخريجي معاهد الدعاة فسوف نقوم بمناقشتهم واختبارهم ومعرفة مدي ثقافتهم وتحصيلهم العلمي ودرايتهم بقواعد وأصول الخطابة.. ومن تطبق عليه الشروط فسوف نجيزه.. فليس من المعقول أن نستغني عن هذا الكم الكبير من خريجي معاهد الدعوة ونمنع عنهم فرصة العمل والرزق.. لكن مهمتنا إعادة تدريبهم وتوجيههم من خلال دورات تدريبية وبرامج تأهيلية لكي يصبحوا من أبناء مدرسة الأزهر الشريف الوسطية. يضيف الشيخ سعد الفقي وكيل مديرية أوقاف الدقهلية إلي أنه لم يجد سببا واحدا لحالة التخوف والغضب التي روج لها البعض عقب توجيهات الوزير بغلق الزوايا أسفل العمارات وقصر خطبة الجمعة علي الأزهريين فقط.. فقد يغيب عن الكثيرين ان هذه الزوايا تخضع لإشراف الأوقاف بالقانون رقم 272 لسنة 1959 والمعدل بالقانون 157 لسنة ..1960 وفي عام 98 صدر القرار الوزاري رقم ..5 وقد جاء في القرار تعتبر الزوايا الواقعة داخل المباني وخارجها ملحقات للمساجد القريبة منها وتقام بها الصلوات الخمس دون خطبة الجمعة إلا أن وزارة الأوقاف تراخت في حينها وحتي الآن.. والثمرة كانت حالة من التخبط واللخبطة والارتجاف أصابت منابرها.. مما دفع الشيخ الشعراوي رحمه الله لإصدار فتوي بمنع الصلاة في الزوايا وانه لا تجوز في وجود المسجد الجامع.. وهذه الزوايا في الغالب لا يعتلي منابرها إلا غير المتخصصين وأصحاب الأهواء.. مما جعلها منطلقا للأفكار الشاذة والغريبة.. وفي تقديري ان الغلق قد تأخر كثيرا. والحل هو العودة لفكرة المسجد الجامع التي أشار إليها الوزير وهو معمول به في كثير من الدول العربية والإسلامية والهدف بطبيعة الحال هو التوحد والتآخي والتآلف. ولتحقيق ذلك أري الدفع بالأئمة ذوي الكفاءة المشهود لهم بغزارة العلم والحيادية.. فالإسلام في غايته يدعو للوحدة ولم الشمل وما يحدث في منابر الزوايا يدعو للفرقة وبث الفتنة التي لعن الله من أيقظها. أكد الشيخ فكري حسن إسماعيل وكيل أول وزارة الأوقاف السابق ان هذا القرار تأخر كثيرا وكان من المفروض أن يأتي قبل أن تستفحل المشكلة ويحدث ما لا يحمد عقباه. أضاف انه منذ أن تم ضم جميع المساجد الأهلية للوزارة فقد بدأت الوزارة تستعين بخطباء المكافأة لسد العجز في المساجد الأهلية التي تم ضمها رغم ان معظمهم غير منتمين للأزهر وتم منحهم تصاريح خطابه حتي وصل العدد إلي ما يقرب من 40 ألف تصريح.. لذلك فالمشكلة القائمة كبيرة عندما يتم الاستغناء عن هذا العدد الكبير. أضاف.. ان خطورة المشكلة بدأت تتفاقم حينما جاء علي الساحة بعض أصحاب الصوت العالي من التيارات الفكرية المعنية واحتلوا المنابر خاصة خطب الجمعة فراحوا يوجهون المنبر علي هواهم.. لدرجة ان بعضهم اعتلي المنبر بدون تصريح بحجة ان الدولة تحت أيديهم.. لذلك كان من الصعب عودة المنابر في عهد الإخوان أما الآن فيمكن إعادتها بخطبائها الذين ينتمون للأزهر الشريف. أضاف هذا القرار سوف يعيد للمنبر وللمسجد قدسيته ومكانته ويقضي علي الإرهاب الفكري حيث ان البعض استغل المساجد في السياسة وإثارة البلبلة الفكرية والفتن مما جعل كثيرا من الناس يفضلون صلاة الجمعة في منازلهم خوفا ما يحدث في هذه الأيام. طالب الشيخ فكري.. الوزارة بإحكام السيطرة والرقابة علي تنفيذ هذا القرار المهم وألا يتركوا المساجد للغير يسيرونها كيفما يشاءون. أما بخصوص غلق الزوايا أثناء الجمعة فهذا أمر محمود.. وتطبيق لفقه الشافعية باقتصار صلاة الجمعة علي المسجد الجامع فقط وألا تقام الجمعة في المساجد الصغيرة. الشيخ زكريا الخطيب وكيل وزارة الأوقاف ببورسعيد.. يري ان الأصل في خطباء المساجد أن يكونوا من الأزهريين الوسطيين وسيتم الاستعانة بخريجي الأزهر لسد العجز في عدد المساجد كما سيتم غلق الزوايا وتحويل أئمتها إلي المساجد الكبري وسيتم الاسعانة بالمفتشين والباحثين لأداء الخطبة وسد العجز.. ويجري الآن حصر الزوايا والأئمة مع مراعاة الظروف المحيطة بكل زاوية وإمكانية تنفيذ هذه التعليمات بدون حدوث مشاكل بسبب غلق هذه الزوايا. وأشار الشيخ زكريا إلي ان هذا القرار سوف يصون المنابر من أصحاب الأفكار المتطرفة.