لم أتخيل يوما ما أن أري كل هذه الدماء التي سالت علي أرض بلدي الغالية مصر.. آلاف الشهداء سقطوا أمامي في ساعات قليلة وكأنهم حيوانات يتم اقتناصهم ببنادق صيد وبدون رحمة.. طلقات في الرأس وفي الرقبة والصدر ضربت لتقتل لا لتصيب هؤلاء العزل الذين لم يجدوا معهم بعد قتلهم سوي كتاب الله القرآن الكريم رحمة الله علي شهداء مصر الذين قتلوا بدم بارد وكل ذنبهم الدفاع عن الشرعية المغتصبة ورفض الانقلاب الدامي. ولم أتوقع أن تستوحش وزارة الداخلية في فض اعتصامي رابعة والنهضة بهذه الصورة البشعة التي شاهدها العالم من قنص المعتصمين وحرق الجثث بل وحرق الأحياء في اعتصام النهضة وحرق مسجد رابعة العدوية بما فيه من جثث ومصابين حتي لا يكون شاهدا علي هذه المذبحة البشعة التي أدانها العالم كله.. ألم يقرأ هؤلاء قول الله تعالي : ¢ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما¢. حتي المساجد لم تسلم من التدنيس وإطلاق الرصاص وكأنها حرب ضد اليهود مع ان كل المعتصمين في مسجد الفتح عزل لا يملكون حتي شربة الماء ووجهوا بمدرعات الجيش والشرطة وقنابل الغاز والرصاص الحي والفتك من البلطجية المتربصين بالخارج شركاء رجال الداخلية بدون مراعاة لحرمة بيوت الله التي دنسوها بالبيادات. سقطت الأقنعة بعد حرب الإبادة الجماعية التي حدثت وكل من تكلم عن الديموقراطية والحرية وحق الاعتصامات وكل من شارك في المذبحة وأيدها سقط في الوحل.. مثل رئيس الوزراء الببلاوي الذي ظهر علي الشاشات يهنيء رجال الشرطة علي المذبحة وشيخ الأزهر الذي لم يدن المجزرة حتي الآن وبعض رجال الدين الذين باركوا قتل اخوانهم وأفتوا بأن حمل السلاح حرام شرعا وهم يدركون أن الذي حمل السلاح ضباط الداخلية وليس المتظاهرون السلميون وأخيرا الإعلاميون الفاسدون الذين أيدوا هذه الحرب الشرسة. أقول لكل هؤلاء أنتم مشاركون في هذه الجريمة النكراء وأنتم آيسون من رحمة الله تعالي يوم القيامة وتذكروا قول رسول الله صلي الله عليه وسلم: "من أعان علي سفك دم امرئ مسلم بشطر كلمة لقي الله يوم القيامة مكتوبا بين عينيه آيس من رحمتي".