شهد مسجد الإيمان والتقوي بتقسيم يماني بمنطقة بركة الحاج بالمرج مناوشات ومشادات كلامية عقب الانتهاء من صلاة الجمعة الماضية والتي خطب فيها فضيلة الشيخ إبراهيم شلبي مدبولي حول حرمة الدم الإنساني. مؤكدا أن زوال الدنيا أهون عند الله تعالي من إراقة دم المسلم. ليس هذا فحسب بل أيضا براءة سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم من قاتل غير المسلم المعاهد الذي يعيش بين المسلمين. كان الشيخ إبراهيم قد ألقي الخطبة مستشهدا ومؤيدا أقواله جميعا بنصوص دينية سواء من القرآن أو السنة النبوية المشرفة. داعيا المصلين الي عدم الاعتداد بقول أي شخص أيا كان طالما خالف الكتاب والسنة. ومُفنّدا الادعاء والترويج للقول بأن ما يقوم به البعض من مواجهات مع غيرهم المسلمين المختلفين معهم في الاتجاهات أو الآراء السياسية هو من الجهاد في سبيل الله. مؤكدا أن الجهاد لا يكون إلا في مواجهة أعداء الله الكفار وليس المسلمين. مُذكّرا بوعيد الله الشديد لمن يقتل مسلما متعمدا بأن جزاءه النار خالدا فيها ولعنة الله وعذابه الشديد وأنه يأتي يوم القيامة- كما قال سيدنا رسول الله- ومكتوب علي جبهته ¢آيس من رحمة الله¢ وأنه لا يرح رائحة الجنة التي تُشم من مسيرة 40 عاماً. وروي موقف سيدنا أسامة بن زيد الذي قتل شخصا هرب من المعركة ضد المسلمين فلحق به وقبيل أن يقتله نطق الشهادة. فلما بلغ ذلك النبي أخذ يُعنّفه ويستنكر فعلته بعد أن نطق شهادة التوحيد. حتي قال أسامة: ليتني لم أُسلم قبل ذلك! وأخذ المصلون يؤمّنون بصوت عال- وكلهم حزن وأسي علي ما يحدث لإخوانهم المصريين- علي دعاء خطيب الجمعة خاصة حينما دعا بأن يحفظ مصر وشعبها وجيشها ويرد كيد أعدائها الي نحورهم. مُحذّرا من أن المُحرّض علي قتل إخوانه المسلمين يتحمّل نفس وزر الفاعل ولو كان التحريض بشطر كلمة. لذلك فلينظر كل داعم أو ممول أو محرّض الي نفسه لأنه مسئول عن الدماء التي تُراق حراما بين المصريين. لكن يبدو أن هذه الخطبة لم ترُق لمؤيدي الرئيس المعزول واعتبروها موجهة لهم. فأخذ ¢أحمد عاشور¢ يصيح أمام باب المسجد مُتّهماً الخطيب بأنه يُسمم أفكار الناس ويستشهد بآيات ويغفل عن أخري. وطالبه بعدم الحضور الي المسجد مرة أخري. متسائلا عمن قتل المصلين أمام الحرس الجمهوري؟ وكيف يكون مع الإخوان سلاح وهم الذين يُقتلون؟ واحتشد مع ¢عاشور¢ عدد كبير من المنتمين للإخوان والمتعاطفين معهم- ومعروف أن منطقة البركة بها قيادات وأقطاب إخوانية- مما اضطر د. أنور الزيني لإخراج الخطيب من وسط الغاضبين- وكلهم أهل وأقارب- وطلب منه الركوب خلف نجله ¢عمر¢ علي الموتوسيكل لتوصيله الي خارج التقسيم! فذهب وقد قرر عدم العودة مرة أخري إلي هذا المسجد. رغم فرحة المصلين به ودعوتهم له بتكرار الزيارة مرات عديدة!