* يسأل يوسف محمد سليمان من القاهرة: هل يجوز نقل زكاة الفطر من بلدة إلي بلدة أخري لمصلحة الفقير؟ ** يقول د.صبري عبدالرءوف أستاذ اللغة بجامعة الأزهر: شرع الإسلام زكاة الفطر تطهيرا للصائم مما دفع منه من اللغو والرفث أثناء صومه ولتكون عونا للفقراء علي كفايتهم يوم عيد الفطر وفي ذلك إرشاد حكيم ونصح كريم حينما شرع الإسلام هذه الزكاة عقب صوم رمضان طهرة للصائم وعونا للفقير حتي لا يشعر الفقير بالمذلة والمهانة في أيام ينشغل الناس فيها بالطعام والشراب والكساء والتزاور وهنا يتناسي الأغنياء والقادرون أن لهم إخوانا حرموا نعمة السعادة بالكساء والطعام والشراب وانشغل الناس عنهم وهم في أمس الحاجة إلي مد يد العون والمساعدة لهم في مثل هذه الأيام الكريمة المباركة فكان التشريع الإسلامي الذي يحفظ للإنسان كرامته ويهييء له سبل السعادة والفرحة حتي يكون سعيدا في يوم يسعد فيه الجميع ويكون مسرورا يوم يفرح فيه الناس ويمرحون ويتزاورون ويأكلون ويشربون ويلبسون ويخرجون في أحسن زينة وأسعد حال بعد أن أخرجوا زكاة فطرهم بعد فرحتهم وسعادتهم بصيام شهر رمضان. الشريعة الإسلامية شريعة اجتماعية بناءة تعمل من أجل الفرد والمجتمع وهناك جماعة من الناس يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف يعرفهم الإنسان بسيماهم لما يتمتعون به من عفة النفس فلا يذلون أنفسهم لمخلوق أبدا وقد يكون القريب أو الجار أو الصديق أعرف الناس بحال هذا الفقير الذي يظنه الجاهل غنيا وهنا يجب عليه أن يمد له يد العون والمساعدة لكي يحقق المصلحة لهذا الفقير العفيف. فإذا وجدنا هذا الفقير في مكان بعيد عنا فلا مانع من نقل الزكاة إليه لتحقق له السعادة والسرور وحتي نكون عونا له علي العفاف الذي يعفيه من مد يديه إلي الناس يسألهم مما أعطاهم الله وما دام الإنسان ينقل الزكاة من مكان إلي مكان لمصلحة الفقير فلا مانع من ذلك شرعا.