أكد العلماء والساسة أن الحفاظ علي هيبة الازهر الشريف ومكانته لدي الامة كلها أمر في غاية الاهمية والضرورة وأنه مهما اختلف البعض حول الدور الذي يقوم به الازهر في المرحلة الراهنة لا يمكن بحال من الاحوال السماح للبعض بتوجهات سياسية معينة ان يسقط هيبة الازهر ومكانته . واعتبروا ان الازهر يمثل قيمة كبيرة وعظيمة لا يمكن بحال من الاحوال التغاضي عنها او الاقتراب منها لأن مصر هي التي ستخسر . وان العالم الاسلامي احوج ما يكون الي الازهر ودوره في نشر الاسلام الوسطي المعتدل البعيد عن التلونات السياسية أكثر من أي وقت مضي . من جهته دعا المفكر السياسي المعروف الدكتور مصطفي الفقي إلي ضرورة التأكيد علي دور الأزهر الشريف باعتباره المرجعية الوحيدة للمسلمين في مصر علي الأقل. لأن المؤسسة الدينية الرسمية مطالبة اليوم أكثر من أي وقتي مضي. بأن تكون هي حاضنة الوطن المصري. وداعية التقارب والعيش المشترك بين مسلميه ومسيحييه. امتدادًا لروحي مصرية أصيلة لم تفرق يومًا بين أبناء الوطن الواحد. بين أن الأزهر الشريف ينبغي أن يتبني الدعوة إلي صحيح الدين في ظل تيارات الإسلام السياسي التي أساءت إلي ذلك الدين الحنيف. فالأزهر الشريف يحتاج إلي مزيد من التواصل من مركز قوة بالتركيز علي دوره الثقافي قبل التعليمي. ودوره التنويري قبل دوره الوظيفي. كما أن إعداد الدعاة العصريين. يجب أن يتصدر أجندة الإمام الأكبر ومعاونيه. لأننا نريد حوارًا مع الآخر. وليس عزوفَا عن الاندماج في روح العصر ومؤسساته. ويعتبر الشيخ عبالهادي القصبي شيخ مشايخ الطرق الصوفية أن المجتمع المصري يعيش في تلك الآونة حالة من الفوضي والتشكيك في ثوابت ورموز الأمة التي أصبحت عرضة للتجريح والسباب. فلم يعد للوطن ثوابت يحترمها ويجلها. لقد انكسرت حواجز الخوف ومعها أصول الاحترام والتأدب مع الرموز. إن هيبة رموز الدولة هي من هيبة الدولة ذاتها. فلا تحتمل الأمور أن نزج بكل رموز الأمة في صراعاتنا السياسية. أضاف : لماذا هذه الهجمة علي رمز من رموز الدولة ¢شيخ الأزهر¢. لقد ظل الأزهر منارة علم عبر السنين. يأتي إليه الدارسون وطلاب العلم. بل تخطي الأزهر البحار والمحيطات وأسس جامعات ومدارس .ووفر لها الأساتذة العظام. ليظل بحق منارة للعلم وقائدًا للوسطية والاعتدال. بين أن الشعب ناضل وصنع ثورته من أجل الحرية والعدل والكرامة. لا من أجل أن نهين ثوابت الأمة. لقد شاهدنا هذه الأيام ما لم يحدث من قبل. فمنذ متي والناس في مصر تعتدي علي حرمة المساجد. حتي ما كان يحدث للكنائس في عهد النظام البائد كان بغرض إثارة الفتنة بين قطبي الأمة مسلميين ومسيحيين. فطبيعة الشعب المصري أنه شعب مسالم. فدعونا نتمسك بسماحة الشعب وتسامحه. وتوقير رموز الأمة بعيدا عن الصراعات السياسية التي لا يطمح أصحابها إلا في الوصول إلي سدة الحكم. مبادرات وطنية واعتبر الدكتور أحمد عمر هاشم .الرئيس السابق لجامعة الازهر وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر. أن للأزهر الشريف مكانته التي لا يجب أبدا النيل منها لأي سبب من الأسباب . وانه اذا كان الازهر يطرح مبادرات سياسية وطنية فهي في الاصل تنطلق من دوره القومي والتاريخي والوطني لا ممارسة للعمل السياسي . قال : علي كل القوي السياسية أن تعي طبيعة المرحلة الراهنة . وأن مصر لا يمكنها ان تتحمل نكبات جديدة لمؤسساتها العريقة . واذكر كل المنتسبين للتيارات الدينية بأن الازهر هو الحصن الباقي للدفاع عن الاسلام ودفع الشبه عنه . ومن لنا بعد الازهر يا دعاة الحفاظ علي الوطن .. رافضا كل محاولات الحصار للمشيخة وشيخ الازهر . معتبرا أن كل هذا لن يجعل الازهر يتراجع عن مواقفه الوطنية بل سيزيده اصرارا علي ضرورة رفض ونبذ العنف بكل اشكاله وصوره واستمرار دوره الوطني المهم في الظروف التي تمر بها البلاد.پ ولأن الحرب النفسية لا تزال مستمرة بين الأزهر والمنتمين للتيارات الدينية الاخري صدرت صفحات الاخوان المسلمين خبرا عن استقالة الدكتور احمد الطيب السبت وهو ما رد عليه الأزهر بنفي شائعة إخوانيه عن استقالة الطيب السبت الماضي . مؤكدة أن الإمام الأكبر يدير شئون المشيخة بمسقط رأسه بالقرنة محافظة الأقصر. مشددة علي أنه ليس من صفات شيخ الأزهر التخلي عن مسئولياته تجاه الوطن. وكانت صفحات الإخوان علي ال ¢فيس بوك¢ نشرت خبر اعتزام شيخ الأزهر تقديم استقالته السبت احتجاجاً علي الأوضاع الحالية. وكان شيخ الازهر قد اعلن اعتكافه في بيته احتجاجا علي الاوضاع الحاليه وعدم انصياع قادة المشهد السياسي من الطرفين لدعواته المتكررة للمصالحة الوطنية . وحين قرر العودة الاثنين الماضي حالت تظاهرات لدعاة يؤيدون الرئيس مرسي دون مجيئه للمشيخه لممارسة عمله فعاد الي مسقط رأسه كما كان. يؤكد نقيب الأشراف السيد محمود الشريف أن الأزهر لعب علي مر التاريخ دورا بالغ الاهمية لحفظ دماء المصريين والحفاظ علي استقلاليتهم . وهو ما شهد له القاصي والدانيپپولا يزال يلعب دورا وطنيا بالغ الأهمية والخطورة وأنه لا يصح تحت أية دعاوي أو لأية أسباب أن يجري حصار الازهر الشريف للحيلولة دون اتخاذه مواقفه التي ترتأيها قيداته الحكيمة . قال : اذا سقط الازهر لا قدر الله سقطت معه المؤسسة الدينية كلها . والخلاف مع الازهر هو خلاف فكري ويجب ان يبقي لدي المختلفين معه في هذا الاطار وألا يخرج عن ذلك . والفكر يواجه بالفكر . لكن لا يجوز بأي حال من الأحوال ان تترجم تلك المواجهات الفكرية الي حصار وترجمة جسدية أيا كانت الاسباب .. موضحا ان وجود الازهر واستمراره في دوره ضمانه حقيقية حتي للمختلفين معه في ممارسة العمل السياسي للوصول الي مخرج حقيقي من المأذق الحالي .بين ان اللجوء للحصار يعني الفقر في قنوات الحوار . وهو ما لا يجب ان يحدث بين جماعة العلماء أيا كانت المبررات وايا كانت الاسباب .پ