عندما استشهد سيدنا حمزة بن عبد المطلب وتوعد الرسول بقتل عشرة رجال أمامه فور أن علم بالتنكيل بجثته حيث بقرت هند بنت عُتبة زوج أبي سُفيان و أم معاوية بطنه وأخذت قطعة من كبده ولاكتها بفمها. لكن عندما جاءته مسلمة أفسح لها صدره وقلبه وعفا عنها. إنها أخلاق النبي. رسول الله. لقد توعد بقتل عشرة فقال سبحانه وتعالي له: " وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ " "126النحل" فقال النبي : "إذاً فواحد" فقال سبحانه وتعالي: " وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرى لِّلصَّابِرِينَ " "126 النحل" عندها قال النبي: "أصبر.. وأحتسب لحمزة عند الله" نوع من السماح والعفو عند المقدرة. ولم يتعامل أهل الطائف مع النبي بأفضل مما تعامل أهل مكة. فقد سلطوا عليه صبيانهم حتي أن ملك الجبال جاء إليه كما ورد في الحديث الشريف في صحيح البخاري - الجزء "2" . ص "428-429" 3231 - حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا ابن وهب قال أخبرني يونس عن ابن شهاب قال : حدثني عروة أن عائشة رضي الله عنها زوج النبي حدثته : أنها قالت للنبي: هل أتي عليك يوم أشدَّ من يوم أحد؟ قال: "لقد لقيتُ من قومك ما لقيت وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة إذ عرضت نفسي علي ابن عبد ياليل بن عبد كلال فلم يجبني إلي ما أردت فانطلقت وأنا مهموم علي وجهي فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني فنظرت فإذا فيها جبريل فناداني فقال إن الله قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك وقد بعث الله إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم فناداني ملك الجبال فسلم علي ثم قال يا محمد فقال ذلك فيما شئت إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين " جبلان كبيران كان كفار الطائف بينهما " فقال النبي: بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا". لقد قال صلي الله عليه وسلم: "بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا" في الوقت الذي كانت تنزف فيه قدماه دماً من شدة الإيذاء بالحجارة. وقد آوي إلي حديقة دون أن يجد من يعطيه شربة ماء ولا كلمة طيبة إلا غلاماً كان مسيحياً تعرف عليه وسقاه وقدم إليه فاكهة وسمعه يناجي ربه قائلاً كما ورد مجمع الزوائد - الجزء "6" . ص "37-38" :