لم أكن أتصور أن تمر علي مصر فترة بهذا الحجم من السواد الحالك.. لم أكن أتوقع أن يرفع المصري يده ليصفع أخاه لا ليقتله.. تمنيت أن وريت بالتراب قبل أن أشاهد ما شاهدته عبر وسائل الإعلام. النفس التي لها حرمة أصبحت في مهب الريح. الدماء الغالية استرخصتها يد الإرهاب والبلطجة والفوضي. الجسد ذو الحرمة أصبح مستباحاً. الجثة التي هي ملك القادر الوهاب ُمثّل بها! حسبي الله ونعم الوكيل. بصرف النظر عن الأسباب وتسلسل الأحداث وخطأ من يخطيء وسفاهة السفيه وشطط المغالي.. ما حدث ضد كل الشرائع والقوانين والأعراف. إلي أين نحن ذاهبون؟! لقد جال بخاطري قولة لوط عليه السلام: ¢أليس منكم رجل رشيد ¢ هل ستظل مصر تنساق وتنزلق إلي هذا المستنقع الآسن.. هل سنعيش في هذا التخبط والاضطراب والفشل؟ هل سنظل بمعاولنا المتهالكة نشوّه صورة ثورتنا التي كانت رائدة وتحدث عنها القاصي والداني؟! نداء إلي كل محب لهذا الوطن.. إلي الحكام والمحكومين إلي الشرفاء والفلول.. إلي المتكبرين والضائعين إلي المرتزقة والفاشلين.. إلي المتسلقين والعالقين.. أحبوا هذا البلد وانقذوه قبل فوات الأوان. وليخرج من بينكم رجل رشيد ينقذ هذه الأمة.