وزيرة التضامن الاجتماعي: مستحيل خروج أسرة تستحق الدعم من تكافل وكرامة    روسيا تشن هجومًا جويًا على العاصمة الأوكرانية كييف    ضبط أكثر من طن كوكايين على متن قارب قبالة سواحل أستراليا    ترامب: فخور بالهند وباكستان لإدراكهما أن الوقت حان لوقف إطلاق النار    «كلاسيكو الأرض وليفربول ضد آرسنال».. مواعيد مباريات اليوم الأحد والقنوات الناقلة    تشكيل ريال مدريد المتوقع ضد برشلونة اليوم في الليجا    طقس اليوم: شديد الحرارة نهارا معتدل ليلا.. والعظمى بالقاهرة 40    نقيب الفلاحين: مش هندفن رؤوسنا في الرمال.. بعض لحوم الحمير تسربت للمطاعم    حظك اليوم الأحد 11 مايو وتوقعات الأبراج    هل للعصر سنة؟.. داعية يفاجئ الجميع    أسعار الخضروات والفاكهة والأسماك والدواجن اليوم الأحد 11 مايو    اليوم.. انطلاق التقييمات المبدئية لطلاب الصفين الأول والثاني الابتدائي    أسعار الذهب اليوم الأحد 11 مايو في بداية التعاملات    لأول مرة.. نانسي عجرم تلتقي جمهورها في إندونيسيا 5 نوفمبر المقبل    ترامب: أحرزنا تقدمًا في المحادثات مع الصين ونتجه نحو "إعادة ضبط شاملة" للعلاقات    صنع الله إبراهيم يمر بأزمة صحية.. والمثقفون يطالبون برعاية عاجلة    جوميز عن تدريب الأهلي: كل شيء وارد في كرة القدم    بالتردد.. تعرف على مواعيد وقنوات عرض مسلسل «المدينة البعيدة» الحلقة 25    الدوري الفرنسي.. مارسيليا وموناكو يتأهلان إلى دوري أبطال أوروبا    في ظل ذروة الموجة الحارة.. أهم 10 نصائح صحية للوقاية من ضربات الشمس    «جودة الحياة» على طاولة النقاش في ملتقى شباب المحافظات الحدودية بدمياط    تعليق مثير من نجم الأهلي السابق على أزمة زيزو والزمالك    ما شروط وجوب الحج؟.. مركز الأزهر للفتوى يوضح    سعر الموز والخوخ والفاكهة بالأسواق اليوم الأحد 11 مايو 2025    إخلاء عقار من 5 طوابق فى طوخ بعد ظهور شروخ وتصدعات    إصابة شاب صدمه قطار فى أبو تشت بقنا    انطلاق النسخة الثانية من دوري الشركات بمشاركة 24 فريقًا باستاد القاهرة الدولي    نشرة التوك شو| "التضامن" تطلق ..مشروع تمكين ب 10 مليارات جنيه وملاك الإيجار القديم: سنحصل على حقوقن    سامي قمصان: احتويت المشاكل في الأهلي.. وهذا اللاعب قصر بحق نفسه    45 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات على خط «طنطا - دمياط».. الأحد 11 مايو 2025    "التعليم": تنفيذ برامج تنمية مهارات القراءة والكتابة خلال الفترة الصيفية    أحمد فهمى يعتذر عن منشور له نشره بالخطأ    ورثة محمود عبد العزيز يصدرون بيانًا تفصيليًا بشأن النزاع القانوني مع بوسي شلبي    إنتهاء أزمة البحارة العالقين المصريين قبالة الشارقة..الإمارات ترفض الحل لشهور: أين هيبة السيسى ؟    مصرع وإصابة 4 أشخاص في حريق مطعم مصر الجديدة    كارثة منتصف الليل كادت تلتهم "مصر الجديدة".. والحماية المدنية تنقذ الموقف في اللحظات الأخيرة    وزير الصحة: 215 مليار جنيه لتطوير 1255 مشروعًا بالقطاع الصحي في 8 سنوات    حكام مباريات الأحد في الجولة السادسة من المرحلة النهائية للدوري المصري    مصابون فلسطينيون في قصف للاحتلال استهدف منزلا شمال غزة    المركز الليبي للاستشعار عن بعد: هزة أرضية بقوة 4.1 درجة بمنطقة البحر المتوسط    انتهاء هدنة عيد النصر بين روسيا وأوكرانيا    5 مصابين في انقلاب ميكروباص بالمنيا بسبب السرعة الزائدة    «التعاون الخليجي» يرحب باتفاق وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان    محافظة سوهاج تكشف حقيقة تعيين سائق نائباً لرئيس مركز    رسميًا.. أسعار استمارة بطاقة الرقم القومي وطريقة استخراجها مستعجل من المنزل    خالد الغندور: مباراة مودرن سبورت تحسم مصير تامر مصطفى مع الإسماعيلي    ضع راحتك في المقدمة وابتعد عن العشوائية.. حظ برج الجدي اليوم 11 مايو    سعر طن الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الأحد 11 مايو 2025    أمانة العضوية المركزية ب"مستقبل وطن" تعقد اجتماعا تنظيميا مع أمنائها في المحافظات وتكرم 8 حققت المستهدف التنظيمي    في أهمية صناعة الناخب ومحاولة إنتاجه من أجل استقرار واستمرار الوطن    «أتمنى تدريب بيراميدز».. تصريحات نارية من بيسيرو بعد رحيله عن الزمالك    أبرزها الإجهاد والتوتر في بيئة العمل.. أسباب زيادة أمراض القلب والذبحة الصدرية عند الشباب    تبدأ قبلها بأسابيع وتجاهلها يقلل فرص نجاتك.. علامات مبكرة ل الأزمة القلبية (انتبه لها!)    منها «الشيكولاتة ومخلل الكرنب».. 6 أطعمة سيئة مفيدة للأمعاء    بعد انخفاضه.. سعر الدولار مقابل الجنيه اليوم الأحد 11 مايو 2025 (آخر تحديث)    عالم أزهري: خواطر النفس أثناء الصلاة لا تبطلها.. والنبي تذكّر أمرًا دنيويًا وهو يصلي    رئيس جامعة الأزهر: السعي بين الصفا والمروة فريضة راسخة    وقفة عرفات.. موعد عيد الأضحى المبارك 2025 فلكيًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الداعية الفرنسي عبدالله بنو.. من الهيبز إلي ترجمة معاني القرآن بالفرنسية
"أبوالنور".. نقطة التحول الرئيسية في حياتي
نشر في عقيدتي يوم 25 - 06 - 2013

أكد الشيخ "عبدالله بنو" - صاحب أحدث ترجمة لمعاني القرآن الكريم باللغة الفرنسية - أن الدعوة الإسلامية اليوم تعاني كثيراً من المشكلات وأنها صارت ضحية - للأسف الشديد - من قبل أدعياء الدين والمتشددين. محذراً من أن الأجيال المسلمة في الغرب تعد تربة خصبة لانتشار الأفكار المتطرفة نتيجة غياب وقلة التوعية الدينية الصحيحة. وفي نفس الوقت فإن الخواء الروحي الذي يعانيه الغرب يفتح المجال واسعاً أمام دخول الإسلام باعتباره البديل الوحيد لسد هذا الفراغ.
التقته "عقيدتي" لتتعرف منه علي قصة إسلامه.. والعديد من القضايا الأخري فماذا قال؟!
* كيف كانت بدايتك مع الإسلام؟
** بداية أنا إنسان فرنسي عادي ولدت لأب فرنسي يعمل بالتدريس الجامعي في الولايات المتحدة الأمريكية ووالدتي تعمل بمهنة التمريض. وعندما كان عمري 6 أشهر سافرت الأسرة إلي أمريكا وعدنا وعمري 6 سنوات إلي فرنسا. تدرجت في مراحل التعليم حتي البكالوريا ثم توقفت عن الدراسة. ونظراً لأنني مغرم بالسياحة والتجوال قررت القيام برحلة طويلة في عدد من الدول العربية والآسيوية وكنت وقتها ضمن جيل "الهيبز" المعروف بإطالة شعره. أرافقهم في بعض الرحلات. فذهبت إلي الهند لاكتشاف حضارتها. ومررت بدمشق ومكثت فيها مدة قصيرة لتعلم شيء من العربية حيث كانت لدي معلومات بسيطة عن الإسلام والصوفية ومحيي الدين بن عربي وأردت التعرف عليهم أكثر. وهناك تعرفت علي شيخ مسن بين لي هذه الحقائق بشيء من اللغة العربية والانجليزية. وهو يشير إليّ في كلامه ظننت أنه يطلب مني الصعود معه في "الباص" وبعد مسافة من السير التفت إليّ وفوجئ بي فسألني: أمازلت معي؟ إذن تعال معي إلي المسجد. فدخلت معه مسجد محيي الدين. فسألني ثانية: هل تحسن الوضوء؟ فقلت: ما أدري ما الوضوء؟ فسألني: وهل تعرف الشهادة؟ فقلت: لا. فنطقها أمامي "أشهد أن لا إله إلا الله. وأشهد أن محمداً رسول الله" ورددتها خلفه. فقال لي: أنت الآن أصبحت مسلماً. فقلت في قلبي: هذا شيء غريب. لكنني كنوع من التطفل قررت الاستمرار في المسجد طالما أنني أعلنت إسلامي حتي وإن كان ظاهراً لأري ما تقدمه لي الأقدار. وكان ذلك في عام 76 وكان عمري وقتها 22 عاماً. فالتحقت بالمدرسة الشرعية هناك لكن بعد 10 أيام لم يعجبني الوضع في المدرسة ونظام التدريس بها. فقلت لهم: إما أن تذهبوا بي إلي شيخ صوفي - لما قرأته عن الصوفية - وإما أترككم. فأنا شاب من "الهيبز" وولدت وتريبت في الغرب وما تدرسونه في تلك المدرسة بعيد تماماً عني. وتصادف أن كان هناك شيخ جزائري في المدرسة قال لي: أنا لست صوفياً لكنني أرشدك إلي شيخ صوفي صادق ربما تجد عنده ضالتك. فأخذني إلي الشيخ أبوالنور خورشيد - شيخ الطريقة العلوية الشاذلية - فكان أول انطباع لي معه أن قلت في نفسي: ربما أكذب علي الناس كلهم إلا الشيخ أبداً. فكانت هذه نقطة تحول كبيرة في حياتي فأخذني إلي ما يسمونه "الحضرة" أو مجلس الذكر وسررت بها تماماً.
بعد ذلك سألني الشيخ الصوفي: هل تريد الجلوس في المسجد؟ فأجبته: كيفما تشاء - وكنت وقتها مستأجراً لشقة في أحد شوارع دمشق حيث يكثر غير المسلمين به - فبقيت في المسجد عامين كاملين حتي انتقل الشيخ إلي مسجد عبدالرحمن الصديق - من أحفاد أبي بكر الصديق - لمدة 5 سنوات ثم عدت إلي فرنسا نهائياً بعد أن كنت أزور والدتي كل عامين تقريباً هذا بخلاف الاتصال الدائم بها رغم اعتراضها علي إسلامي.
* وما مدي معرفتك بالإسلام قبل دخوله؟
** كان لدي إلمام بسيط جداً عن الإسلام مع ملاحظة أن الإسلام لا يتلقي من الكتب بل من أصحابه. وللأسف فإن المدعين اليوم والمشايخ كثر لكن الحقيقيين بروحهم الطيبة التي تجذبك إلي الدين فهم قليلون. فالإسلام ليس مجرد علم بدون عمل لأنه بذلك سيصبح لا معني له. وقد وجدت من ذلك الشيخ "أبوالنور" قولاً وعملاً وتطبيقاً حسناً للإسلام حيث كان يهتم بطلابه وكأنهم أبناؤه من صلبه. وهذا قلّما رأيته ولا أقول غير موجود لكنه من النادر. والحديث الشريف يقول: "من عمل بما يعلم. علمه الله ما لم يعلم".
رد الفعل
* وكيف كان رد فعل أهلك علي إسلامك؟
** كان مختلفاً بين والداي. فأبي كان يعتقد أن الإسلام دين سماوي منزل من الله. لكنه يعتقد أنه جاء لفئة دون غيرها ورغم أنني بينت له أن الإسلام دين موجه لجميع البشر ونبيه صلي الله عليه وسلم لكل الناس. لكنه لم يعلن إسلامه ورغم ذلك أتمني أن يكون قد مات علي الإسلام فمنذ سنتين دخل المستشفي بأمريكا وكانت إحدي الممرضات "مسلمة من أصل افريقي" تهتم به اهتماماً غير عادي وربما يكون هذا لأنها عرفت منه أنه أسلم.
أما والدتي فهي معارضة تماماً وهذا من باب العناد والتمسك العمي بالتقاليد والعادات القديمة حتي وإن لم تفهم معانيها وهذا تعصب أعمي لبني جنسها ليس إلا.
والحمد لله فأنا الآن متزوج من مسلمة "من أب جزائري وأم فرنسية" ولدي من الأبناء ستة هم: أسامة. عمر. زينب. فاطمة. جعفر. أم كلثوم.
دوافع الترجمة
* لقد قمت بترجمة معاني القرآن الكريم إلي اللغة الفرنسية.. فما الذي دفعك لهذا؟ وهل لك ترجمات أخري؟
** الذي دفعني للاتجاه نحو هذا المجال هو الشيخ أبوالنور خورشيد فقد دفعني لتقديم الإسلام إلي غير المسلمين ونشر الدعوة الإسلامية بين الغربيين لأنني منهم وأعرف تفكيرهم وانطباعاتهم جيداً.
أما التراجم التي قمت بها فكثيرة ولا يطول المجال لذكرها بفضل الله تعالي. ومنها بعد ترجمة معاني القرآن التي كانت في عام 2007: كتاب رياض الصالحين. رسالة المسترشدين لمؤلفه الحارث المحاسبي "صاحب الإمام أحمد بن حنبل الذي كان إذا استشكل عليه أمر ذهب إلي المحاسبي وقال له: ماذا تقول في هذه المسألة يا إمام؟" وكتاب التنوير في إسقاط التدبير لابن عطاء الله السكندري. وحالياً تتم ترجمة صحيح مسلم وقد انتهيت من نصفه بحمد الله. وغير ذلك من الكتب.
تحديات وصعاب
* من وجهة نظرك.. ما هي التحديات والصعاب التي تواجه الدعوة الإسلامية المعاصرة؟
** المشكلة أن الدعوة الإسلامية تواجه تحديات من طرفين فهناك صعاب وتحديات من المسلمين ومن غير المسلمين. أما تحديات غير المسلمين وخاصة الفرنسيين الذين أتعامل معهم أنهم كلما رأوا إنساناً بإمكانه التأثير علي المجتمع وجذبهم إلي الإسلام السمح وضعوا في طريقه كافة العقبات والعوائق غير المباشرة حتي لا يسمع أحد وهذا مشاهد. ولا توجد الإعاقات المباشرة حتي لا تتهم فرنسا بمعاداة الحرية والرأي والتفكير. والتي في الحقيقة هي أبعد ما تكون عنها. فالشعب الفرنسي منزو علي نفسه ولا يرضي أن يكون هناك من لديه مميزات أكثر منه. وهو شعب يخاف من الآخرين. ومن يتصور أن فرنسا تستقبل كل من يأتيها بحب وشغف فهو مخطئ فالفرنسي لا يحب ويصعب عليه أن يري من يخالفه في عاداته وتقاليده وعقيدته. وما دفعهم لاستقبال المهاجرين الأجانب هو دافع اقتصادي محض لحاجتهم إلي اليد العاملة الرخيصة لذلك نجدهم يرسلوم وكلاء الشركات الكبري إلي تلك البلاد لجلب اليد العاملة الرخيصة من القري. وبالتالي بالعامل الاقتصادي هو السبب وليس الإنسانية كما يدعون.
أما التحديات التي تواجه الدعوة من المسلمين أنفسهم للأسف الشديد فهي: أن معظم من هاجر إلي فرنسا خاصة أو الغرب عامة في القرن الماضي كانوا من البسطاء. فكان هذا الجيل مسلم بالفطرة واعتقادهم قوي بدينهم. متمسكين بعاداتهم وتقاليدهم لكن أبناءهم كانوا يجهلون اللغة العربية و"محتارين" بين نوعي التربية الفرنسية أو الآباء فلم يستقروا علي ثقافة معينة محددة. أي أنهم مذبذبين فلم يكونوا مع هؤلاء ولا هؤلاء. جيل يميل إلي الجهل أكثر من العلم. والسرقة أكثر من العمل. وللأسف أصبح هؤلاء الشباب في الثمانينيات أرضية خصبة للدعوة المتشددة التي قصدت الشبان الجهلة الذين تبرأوا نوعاً ما من دين آبائهم فأصبح هؤلاء عائقاً في وجهنا ولا يسمحون لنا بالقيام بالدعوة السليمة. فرأي الفرنسيون فيهم شباناً انتقلوا من السرقة وتهريب المخدرات إلي العمل الإسلامي المشوه يميل للإرهاب والعنف والتطرف سب الفرنسيين وإعلان الحرب ضدهم.
* وكيف استطعتم التغلب علي كل ذلك؟
** لو اننا تغلبنا عل ذلك لما أصبحت هناك مشكلة ولكنا بخير اليوم غير اننا نحاول جاهدين فمثلا عندما قدمت ترجمتي لمعاني القرآن بالفرنسية وجهت النسخة للشبان العرب الموجودين بفرنسا وفي البداية وجدت الترجمة نوعا من الاقبال حتي من الجهات المتشددة لكن سرعان ما انقلبت الأمور وجاءتهم التعليمات بعدم شراء أو قراءة تلك الترجمة طالما ان صاحبها لا ينتمي إلينا!! وكذلك الحال إذا وجهت الترجمة إلي الفرنسيين تجد اقبالا شديدا لكن مجرد خوفهم من جذب الشباب إلي يجعلهم يقفون ضدي.
من ناحية أخري فقد وفقني الله تعالي في بداية التسعينيات لشراء قطعة أرض في مقاطعة "ليون" مساحتها حوالي ألف متر مربع وكانت مزرعة للرهبان قديما يرجع تاريخها إلي القرن الرابع عشر وقسمتها قسمين أقمت في الأول سكنا لي وفي الثاني زاوية للصلاة والتدريس وجمع الأحباب حيث نجتمع حوالي 60 شخصا بدون عائلاتنا وأبنائنا يومي الخميس كمجلس صلاة علي النبي صلي الله عليه وسلم والسبت حلقة ذكر من كل اسبوع.
وأكرمنا الله تعالي بإيجار "كري" مكان آخر مناصفة مع الكنيسة بالعاصمة باريس مساحته 60 مترا للصلاة والذكر في نفس اليومين أيضا دون تضارب بيننا والكنيسة لأنهم يقيمون قداسهم يوم الأحد فقط وإذا لم تتدخل في السياسة فلا تجد معارضة فمثلا نحن نجد تسهيلا من الحكومة لأننا لا علاقة لنا بالسياسة وقد راقبوني منذ 30 سنة مراقبة شديدة حيث كانوا يستدعونني كل شهر. أما اليوم فقد توقف هذا منذ 9 سنوات تقريبا بعد أن تأكدوا عن ابتعادي تماما من السياسة.
واقع مؤلم
* وكيف تري وضع وواقع المسلمين اليوم في فرنسا؟
** المسلمون الموجودون حاليا هم من الجيل الثالث وعلي ما أعتقد فأغلبيتهم بعيدة عن الاسلام وللأسف حتي من يعود منهم إلي الاسلام يكون منتميا للتيار المتشدد. صحيح هناك من يعود علي يد بعض الشيوخ الطيبين والمعتدلين لكن هذه نسبة قليلة مقارنة بالنسبة الكبيرة المنتمية للتيار المتشدد.
وإذا كنا ننظر إلي مسألة بناء المساجد سنجد هناك تقدما ملحوظا وملموسا مقارنة بوضع المسلمين في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي والذين كانوا يؤدون الصلاة في مساجد صغيرة تشبه "القبو" ومتسخة. أما اليوم فالحكومة أقامت وسمحت لهم بإقامة المساجد الكبري التي تضم كل المنافع الدنيوية في كافة المجالات ويتمكن المسلمون فيها من أداء الصلاة. لكن ربما قصد من ذلك سهولة المراقبة علي المسلمين وأيا كان الأمر وبصرف النظر عن حق الحكومة في مراقبة مواطنيها وكل من يتواجد علي أرضها فإن الوضع الحالي أفضل بكثير من ذي قبل وفي تحسن مستمر وملموس..
أما فيما يتعلق بالأفراد المسلمين المقيمين في الغرب وفرنسا تحديدا فلا أتصور انهم اجمالا يعودون إلي اسلامهم بل أتصور ان النسبة الكبيرة منهم تبتعد تدريجيا بحيث تري البعض منهم قد ينكرون مبادئ الدين الحنيف الأساسية كالصلاة والصيام حسب مراجهم وهواهم! وهذا لم يكن موجودا في السابق وتحديدا في الأجيال الأولي أو اللاحقة فما كنا نتصور منذ عشرين أو ثلاثين سنة ان تري من العرب ملحدا أما اليوم فهذا موجود رغم قلة النسبة.
وفيما يتعلق بالمسلمين الجدد خاصة الفرنسيين فعددهم في تزايد دائم حتي ان أحد الأئمة "إمام أكبر ثالث مسجد في مقاطعة ليون" ان في مسجده رأي أكثر من 4 آلاف مسلم جديد خلال 4 سنوات أي بمعدل ألف مسلم كل عام أو يزيد قليلا مما يدل علي الاقبال المتزايد من الغربيين علي الاسلام مع ملاحظة ان هناك الكثيرين من الذين يسلمون أو يتعاطفون مع الاسلام لكنهم يخشون من عائلاتهم أو فقد مناصبهم فيخفون ذلك.
والمشكلة الأكبر ان المسلم الجديد إذا لم يجد يدا حانية تأخذ به وتخاف عليه من الضياع سيرتد بعد مدة وجيزة فليس هناك جمعيات أو منظمات تقوم بهذا الدور المهم بحيث تتلقي المسلم الجديد وتربيه بشكل مبسط حتي لا يضيع اسلامه.
وضع المرأة
* وماذا عن وضع المرأة والمسلمة خاصة؟
** لا أري ان هناك مشكلة بالنسبة للمرأة عامة والمسلمة خاصة وأنا أجتمع مع عدد كبير من الرجال والنساء فلا أجد لهم مشكلة محددة سواء في الزواج أو الطلاق أو خلافه. فالحياة مثلها مثل الحياة في أي بلد اسلامي. اما تعرض المرأة للإهانة أو الاساءة سواء من قبل المسلمين وهم أزواجهن وأولياء أمورهن أو من غير المسلمين فهذا شيء وارد مثل الكلام البذئ أو النظرات المعادية لكن تبقي هذه في النهاية تصرفات محدودة حتي الآن وإذا كان الإيمان قويا لدي المرأة. المسلم عامة فلن يؤثر عليه شيء.
تربية الأبناء
* وكيف يستطيع المسلم تربية أولاده في المجتمعات الغربية مع الحفاظ علي أصوله وقيم دينه؟
** هذه مشكلة كبيرة فعلا لأن الولد أو البنت يقضي ساعتين مثلا أو أقل أو أكثر مع والديه وأهله لكنه يقضي بقية الوقت مع وسائل وعناصر أخري كثيرة تؤثر فيه فهناك التلفاز والنت والأصدقاء فإذا لم يكن الطفل مهيئا لمواجهة كل ذلك بثبات وصمود وقوة فلربما تأثر وغالبا ما يتأثر لكن ليس إلي درجة أن يفقد دينه بل ينحط خلقياً.
في المقابل لا أتصور أن يخرج هذا الشاب حافظا للقرآن أو أن تكون المدارس كافية لتحصينه وتأهيله لمواجهة مثل هذه المشكلات رغم ان ذلك ضروري في أي مكان سواء في الشرق أو الغرب ومن ثم فمن الضروري أن نكون ونهييء البيئة والمجتمع الذي يجد فيه ذلك الولد كل ما يتطلبه سنة من ملاة وزملاء صالحين حتي لا يميل إلي الخارج فكما ان للغرب مساوئ ومحاسن فعلينا أن نوفر المجتمع الذي يعطي أبناءنا كل ما يتمنونه وأنا شخصيا كنت دائما أبعث أولادي مع أولاد الأخوة في العطلة إلي أماكن يقضون فيها اجازة ممتعة كركوب الخيل والزوارق ولعب التنس وغيرها من اللعاب فإذا ما رجعوا شعروا انهم ليسوا أقل من غيرهم من غير المسلمين وأيضا عندما يأتي عيد الميلاد لا أحذرهم ولا أنهاهم ولكن أقول لهم: هذا ليس عيدنا بل عيدنا هو الفطر والأضحي وآتي لهم في هذه المناسبات بما يكافيء عيد الميلاد وزيادة حتي لا يشعروا بالحرمان بل يشعروا ان أعيادنا أكثر عطاء وخيرا لهم من حيث العدد والمكافآت والجوائز وبهذه التصرفات نجعلهم يعيشون في مجتمعهم الأصلي دون عقدة.
* وهل يتسبب الدعاة الوافدون في إثارة بعض المشكلات المذهبية أو الطائفية خاصة انهم لا يعرفون جيدا طبيعة تلك المجتمعات الغريبة عنهم؟
** الحقيقة هذا وارد ويحدث فعلا خاصة ان كل دولة ترسل علماءها ودعاتها انما تقصد من وراء ذلك التأثير في أولئك الناس الذين توجه لهم الدعوة من جالياتها أو مراقبتهم وهذه كلها أشياء لا تعنينا ولا نشارك فيها ولذلك يتم تهميشنا من قبل هؤلاء وأولئك وان كان البعض منهم يفتخر بنا فهم ليسوا علي نمط واحد ويرون اننا سندهم ونتعاون معهم لتوجيه الدعوة الاسلامية الصحيحة للفرنسيين لأنهم لا يجيدون الفرنسية أو يعرفون طبيعة الفرنسيين لكن هناك أيضا من ينظر إلينا بعين العداوة أو من لا ينتفع بهم بحال وهؤلاء من الصنف المعيق للدعوة.
المستقبل غامض
* وكيف تري مستقبل الإسلام والمسلمين في الغرب في ضوء المعطيات المعاصرة؟
** الحقيقة ان الأمور في غموض لأنها ترتيبات إلهية. ولا أتصور ان أوروبا ستميل إلي الاسلام ميلة واحدة فهذا أستبعده لكن الذي أراه إذا حدثت في أؤروبا كوارث أو حروب كبيرة ربما يرجع البعض إلي الله ويهتدي للإسلام أفواجا فهم بعيدون كل البعد عن الاسلام حاليا وأيضا ضائعين ولا يجدون لحياتهم لذة أو اتجاها معينا ثابتا.
والإسلام هو البديل الوحيد القادر علي سد الفراغ وحالة الفقدان والحرمان الروحي التي يعاني منها الغرب عامة والمشكلة الكبري التي تواجهنا كدعاة ان الغالبية العظمي من الغربيين والفرنسيين وصلوا إلي درجة نسيان كل ما هو معني للدين والروحانيات حتي ان بعضهم عندما تحدثه عن ذلك كأنك تتحدث معه باللغة الصينية ولا يفهم منك شيئا! وإذا رجعنا إلي خمسين سنة تقريبا نجد ان هؤلاء الغربيين كان عندهم دين ومقدسات. بغض النظر عن التزييف أو الأشياء غير المنطقية فيها. أم اليوم فهم بلا دين ولا يعرفون له معني وشعارهم اللهو والانهماك في الملذات فهذه هي حياتهم. فإذا ذكرتهم بتنقية النفس للارتقاء بها من درجة الحيوانية إلي ما فوق مستوي الانسانية كأنك تخاطبهم بلغة عربية جدا عنهم لا يفهمونها بتاتاً. لذلك يصبح من الصعب التفاهم معهم وقد وصف القرآن هذه الحالة بالأنعام بل أضل سبيلا لأنهم قصروا حياتهم علي الحياة البهيمية من قضاء الشهوات والملذات وجمع الأموال وينظرون إليك علي انك مجنون أو رجعي كما قال الأولون عن سيد الخلق صلي الله عليه وسلم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.