أمر الله تعالي أن يكون لعباده أماكن لها قدسية خاصة مثل مكةالمكرمة التي فيها بيت الله الحرام وإليها يتجه كل المسلمين بقلوبهم وأفئدتهم وأنظارهم.. يقول تعالي: "إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرمها الله وله كل شيء" النمل: 91 ويقول تعالي "فول وجهك شطر المسجد الحرام" البقرة: 144 كذلك جعل الله تعالي أياما لها مكانة خاصة مباركة مثل الأشهر الحرم يجب احترامها عند جميع المسلمين وقد كان العرب قبل الإسلام يبجلون الأشهر الحرم ولكنهم كانوا أحيانا يؤجلون بعضها إذا كانوا في حرب وقتال بينهم وبين بعضهم البعض ثم إذا انتهي القتال أعادوا الأشهر الحرم حيث شاءوا دون اكتراث لحرمة هذه الشهور إلا في الظاهر. أما عن الأشهر الحرم فيقول تعالي: "إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم..." التوبة: .36 أما عن الذين يحللون ويحرمون ويقدمون ويؤخرون الأيام الحرم والشهور فقد قال تعالي: "إنما النسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليواطئوا عدة ما حرم الله فيحلوا ما حرم الله زين لهم سوء عملهم والله لا يهدي القوم الكافرين" التوبة: .37 وقد أكد رسول الله - صلي الله عليه وسلم - حرمة الأشهر الحرم وحددها للمسلمين جميعا وذلك في خطبته للمسلمين في عرفة في حجة الوداع وحدد فيها حرمة شهر ذي الحجة وفي مكةالمكرمة وفي أيام الحج قال - صلي الله عليه وسلم - ".. أيها الناس إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلي أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا وكحرمة شهركم هذا. وانكم ستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم...." فحدد حرمة الإنسان ماله وعرضه ونفسه أيضا وأكد حرمة الاعتداء عليه. وفي حديث آخر قال - صلي الله عليه وسلم - "رجب شهر الله وشعبان شهري ورمضان شهر أمتي" رواه أبوالفتح بن أبي الفوارس عن الحسن مرسلا عن حرمة رجب وأخرجه السيوطي في الجامع الصغير رقم .4411 وحدد - صلي الله عليه وسلم - الأشهرالأربعة الحرم أيضا في حجة الوداع فقال: "إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم. ثلاثة متوالية. ورجب مضر الذي بين جمادي وشعبان" فالأشهر الحرم هي: ذوالقعدة وذوالحجة والمحرم ورجب الفرد.. وقد ذكر رجب مضر وذلك لأنه كانت قبيلة ربيعة يحرمون رمضان وتسميه "رجب" فبين - صلي الله عليه وسلم - انه رجب مضر لا رجب ربيعة وانه الذي بين جمادي وشعبان. وقد أشار - صلي الله عليه وسلم - في خطبته إلي ما كان يفعله العرب في الجاهلية من تأخير الأشهر الحرم للقتال كما ذكر الله تعالي وحرم ما حرمه الله من القتال فيه كما حرم الله تعالي الصيد ونحن محرمون.. يقول جلا وعلا "لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم" المائدة: 95 وذلك ليسود الأمان أنحاء البيت الحرام وما حوله كما قال تعالي: "يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام ولا الهدي ولا القلائد ولا آمين البيت الحرام يبتغون فضلا من ربهم ورضوانا وإذا حللتم فاصطادوا ولا يجرمنكم شنئان قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا...." المائدة: .2