أهل علينا شهر رجب أمس الاول وهو من الاشهر الحرم الاربعة منها ثلاث متواليات ذوالقعدة وذو الحجة والمحرم.. ورجب المفرد.. وكان سبب هذه الاشهر الحرم هو تمكين العرب من أداء الحج والعمرة والرد علي أبطال ماكانت عليه الجاهلية. كما قال تعالي: »ان النسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما.. ويحرمونه عاما ليواطئوا عدة ما حرم الله فيحلوا ما حرم الله» صدق الله العظيم.. وكانت قبيلتا ربيعة ومضر يحرمون أربعة أشهر في السنة مع الاختلاف في تعيين رجب وبنو عوف بن لؤي يحرمون في السنة ثمانية أشهر وهذه مبالغة في الزيادة علي ما حرم الله لهذا قال النبي صلي الله عليه وسلم «اختص الله تعالي اربعة أشهر حرم وجعلها حراما وعظم حرمانها وجعل الذنب فيها أعظم كما جعل للعمل الصالح اجرا أعظم». لهذا فإنه علينا ان نقتدي بصحابة رسولنا الكريم ونستفيد من عظائم هذا الشهر في حياتنا.. لهذا قال صلي الله عليه وسلم «رجب شهر الله وشعبان شهري.. ورمضان شهر أمتي».. «فضل رجب علي سائر الشهور كفضل القرآن علي سائر الكلام.. وفضل شعبان علي سائر الشهور كفضلي علي سائر الانبياء.. فضل رمضان علي سائر الشهور كفضل الله مع سائر خلقه».. ورجب شهر الله.. شهر مخصوص بالمغفرة دون غيره.. لان المغفرة لها ساعات وتجليات.. يتجلي فيها الله علي سائر خلقه كالمستغفرين بالاسحار.. ورجب فكله مغفرة لأن جبريل عليه السلام أخبر نبينا صلوات الله وسلامه عليه بانه اذا كان اول ليلة في رجب أمر الله تعالي ملكا ينادي «ألا ان رجب شهر التوبة قد استهل فطوبي لمن استغفر الله فيه» «فيه حمل الله نوحا في السفينة فصامه نوح وأمر من معه بصيامه فأنجاه الله من الغرق وطهر الارض من الكفر والطغيان..» وقال أحد الصالحين «رجب لاستغفار الذنوب.. وشعبان لستر العيوب.. ورمضان لتنوير القلوب». علي الجميع أن يدرك جيدا اننا علي اعتاب مرحلة مهمة سينصرنا فيه الله بعد انكشاف قواعد اللعبة لوقف عجلة الثورة والرجوع بها الي الوراء فالمتغيرات المتشابكة والمترابطة علي الساحة السياسية تشير الي توجه البعض لتلويث التاريخ والاصرار علي العودة لمربع صفر.. والخاسر في هذه الامور هو مصرنا الغالية.. فعلي الكل التوجه للعمل والانتاج والبعد عن الاعتصامات والمظاهرات المدمرة والتركيز علي النمو الاقتصادي وتفعيل القوانين لانضباط الامن والاستقرار في الشارع السياسي فهذا هو مستقبلنا ولنبدأ من الآن ولنبعد عن التحزب فالزمن اللازم للنهوض بعد الثورة لن يكون طويلا وسوف.. فبالاتفاق تقدمت ألمانيا.. وبالنظام تآلفت اليابان وبالعمل والانتاج أصبحت امريكا القطب الاوحد علينا ان نحاصر فوضي الكلام قبل ان تتحول الي فوضي أفعال مدمرة لأن ذلك لن يكون في مصلحة أي حزب أو فصيل مهما كان حجمه علي الساحة وسوف ندفع ثمنه جميعا، لاقدر الله.