أثبتت الأبحاث العلمية الحديثة في أوروبا وأمريكا ان مجتمعات الحشرات والطيور والحيوانات تشهد قصص حب ساخنة بين أنثي وذكر النوع الواحد ونتيجة لتنافس عدة ذكور علي أنث واحد تحدث إضابات بالغة في أنوف أو رءوس أو عيون أو قرون عشاق هذه الأنثي. بل والأكثر من ذلك ان هذه الحشرات والطيور والحيوانات تطبق في زواجها من شروط وخطوات ما جاء في شروط وخطوات عقد النكاح أو الزواج في فقه الإسلام مثل ان ينظر كل من الفتي والفتاة للآخر. وموافقة الفتاة علي شريك حياتها بغير ضغط أو إكراه. والخطبة ليتعرف كل واحد منهما علي الآخر. وان يقدم الفتي مهر العروسة ثم يعد لها بيت الزوجية. دكتور وهبي شمس تميرك مدير إدارة الطب البيطري بقنا يقول إن انثي الضباع لا تفضل زواج الاقارب لأنها تحب الذكر الغريب الغامض في شخصيته ولذلك فإذا هي تزوجت بمن تحبه تنجب منه أكبر عدد من الضباع الصغيرة فقد تم إجراء تجربة في تنزانيا علي ثمانية ضباع ذكور وإناث وتم تقسيم هذه الضباع علي مجموعات صغيرة يتساوي فيها عدد الذكور مع الإناث فلوحظ ضعف الإنجاب لسنوات وتم الابقاء علي إناث الضباع وتمت إعاشة عدد آخر من ذكور الضباع الجدد فلاحظ العلماء زيادة عدد الإنجاب في فترة قصيرة وقد تم إجراء هذا المبحث لمدة عشر سنوات. وقد توصل العلماءلسبب ظاهرة شرود ذكور الضباع فتبين لهم ان ذكر الضباع اذا أرغم علي العيش مع أنثي واحدة لفترة يشعر بكراهية أنثاه له فيتركها ويهرب الي قطيع آخر من الضباع فيجد في انتظاره أنثي تحبه لأنه غريب ولا يعيش في المكان الذي تعيش فيه. كما أكد العلماء أن أنثي الضباع تعشق أكثر من ضبع خلال عمرها. وأنثي الضباع بها بعض صفات المرأة المطلقة فهي تخفي عن صغارها معرفتها لأبيهم الحقيقي عقابا له لأنه لم يشاركها في تربية ورعاية هؤلاء الصغار. ويضيف الدكتور وهبي تميرك ان طائر البنجوين الذكر عندما يفكر في الزواج يسير علي الجليد مختالا بنفسه يتفحص بعينيه الحسناوات إناث جنسه فإذا شاهد إحدي البنجونيات الجميلات تقبل ناحيته في البداية ينظر لها بكبرياء فيدق قلبه إيذاناً بحبه لها فيرسل لها إشارات وترسل هي له إشارات يعرف كل منهما أنه أحب الآخر وقد أكد الدكتور "كونور" عالم الطبيعة ان طائر البنجوية يخطب أنثاه فترة من الوقت ثم يتزوجان. وقال إن حشرة الخنفساء تموت عشقا في ذكرها ولكن يعيبها عدم الاهتمام به وتلبية رغباته وإذا أهملها هو بعض الوقت تموت غيظاً أما إذا هجرها فإنها تموت كمداً أو تنتحر. الدكتور يوسف غزال الخريصي مدير إدارة الطب البيطري السابق بمركز نقادة يؤكد أن العلماء اكتشفوا ان أنثي الفيل تختار ذكرها بنفسها ففي فصل الربيع تتنافس الذكور علي جذب انتباه الأنثي بالتزين أو باستعراض قوته فإذا فاز بواحدة تقوم هي بمداعبته بعد الاقتراب منه ثم تبدأ هي بإعداد مكان الزواج فتحفر في الأرض حفرة كبيرة وتعمقها بحيث تسع هذه الحفرة العروسين وتفرشها بأغصان الشجر وتنشر حولها الأزهار ويستغرق ذلك شهراً كاملاً تكون فيه فرحة وحين يقترب الزواج أو يأتي إليها الذكر لإتمام عملية التزاوج تبدو عصبية وقلقة ثم تعود لطبيعتها. ويؤكد الدكتور الخريصي أن بعض الطيور عرفت المهر ومنها طائر البطريق فالذكر حين يرغب في الزواج من إحدي إناث جنسه يبحث عن نوع نادر من الأحجار التي في الطبيعة ويلقيه بين أيدي الأنثي التي أحبته فإذا ابتسمت في وجهه والتقطت الحجر فذلك يعني قبوله زوجاً وإذا لم تلتقط الحجر وتركته وغادرة بعيداً فإن طائر البطريق يحمل الحجر ويبحث عن أنثي أخري تقبله شريكاً لها في حياتها. الدكتور قاسم عبدالراضي نوفل الأستاذ بمركز البحوث الزراعية بسوهاج يؤكد أن الدكتورة "ترين بيلده" أستاذ علم الأحياء بجامعة "أروس" توصلت إلي أن حشرة العنكبوت الذكر منها يلجأ إلي حيل كثيرة لإغراء الأنثي التي تعجبه فيتظاهر بأنه ميت بعد أن يقترب منها بعد أن يضع في فمه هدية الزواج وقد تكون هذه الهدية ذبابة اصطادها لهذا الغرض فتفرح أنثي العنكبوت وتتوجه لالتقاط هذه الذبابة من فم ذكر العنكبوت الذي يتظاهر بأنه ميت وبمجرد أن تقترب من فمه ينقض الذكر عليها فجأة آخذاً وضع التزاوج والغريب أن ذكر العنكبوت كما ذكر علماء ألمان يحافظ علي عدم اختلاط الأنساب فعندما يتكاثر مع أنثاه يترك جزءاً منه بداخلها يحرم الذكور الأخري من مزاولة الجنس مع أنثاه وقد فسر بعض العلماء أن ذكر العنكبوت يترك هذا الجزء منه خوفاً من أن تقتله الأنثي لأن أنثي العنكبوت غالباً ما تكون أكبر منه في الحجم وكثير منها تحرص علي التهام زوجها بعد معاشرته لها بسرعة قبل أن يشبع رغبتها انتقاماً منه. أما الطبيب البطري الدكتور إبراهيم عبدالفتاح بصيلة فيقول إن الأنثي تفضل ذكر الضفدع الذي بنيته قوية وصوته جميلا فذكور الضفادع تجتمع أعداد كبيرة منها في حفرة مياه صغيرة قريبة من تجمع آخر لإناث الضفادع وتصدر الذكور أصواتاً مختلفة بعضها جهورياً قوياً وبعضها موسيقياً فتسرع الضفدعة إلي الذكر الذي يعجبها فيركب الذكر علي الأنثي التي اختارته بنفسها ويظل علي ظهرها حتي ينتهي من تلقيح البيض الذي تضعه. وعن أصعب حالات المنافسة بين الحيوانات الذكور للفوز بأنثي جميلة يؤكد أن كباش الجبل هي أكبر مثل علي ذلك فقد أكد العلماء في عالم الحيوانات البرية أن معارك طاحنة تقع بين أعداد كبيرة من ذكور كباش الجبل وهم يتنافسون للفوز بأنثي واحدة وجميلة فتكسر أنوفهم وضلوعهم وقرونهم والفائز هو الذي يتزوج أنثي جنسه أو فتاة أحلامه وأحياناً أكثر من واحدة خاصة بعد أن حصل علي لقب "فتوة الجبل".