في بداية عام 2012 كشفت صحيفة هأرتس قريبة الصلة من دوائر صنع القرار الإسرائيلية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أصدر تعليماته إلي حكومته بضرورة تعزيز علاقات إسرائيل الخارجية بدول أخري. غير مصر وتركيا. لمواجهة تنامي الإسلاميين المتطرفين مثل ¢الإخوان والسلفيين¢ في مصر والإسلاميين في الدول العربية. ولتعويض خسارة الأنظمة الصديقة التي أسقطتها الثورات في الدول العربية. وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية أن نتنياهو عقد اجتماعا مصغرا للمجموعة الوزارية الامنية بحضور رؤساء الإستخبارات الإسرائيلية أكده خلاله أهمية سعي إسرائيل إلي التحالف مع دول أفريقيا. وتعزيز التعاون الأمني والاقتصادي مع هذه الدول التي يطل معظمها علي حوض النيل. مثل كينيا وأوغندا وأثيوبيا وتنزانيا ونيجيريا وجنوب السودان بل واقترح القيام بزيارة تاريخية إلي هذه الدول. ولم يمر وقت طويل علي تلك التصريحات إلا وكانت إسرائيل تستقبل رسميا وبحفاوة منقطعة النظير رئيس وزراء كينيا رايلا أودينجا حيث كشف موقع دبكا قريب الصلة من أجهزة المخابرات الإسرائيلية عن وجود اتجاه لدي حكومة الكيان الصهيوني لإقامة حلف مسيحي مع عدد من دول وسط أفريقيا ليقف ضد وصول التيارات الإسلامية للحكم في الشمال الأفريقي . وقال تقرير نشره الموقع المخابراتي إن رئيس الكيان الصهيوني شيمون بيريز ورئيس وزراؤه بنيامين نتنياهو أكد لرئيس الوزراء الكيني رايلا اودينجا خلال زيارته لتل أبيب أن وجود حلف معادي للإسلاميين المتشددين علي حد زعم المسئولين الصهاينة أصبح أمرا في غاية الأهمية في ظل تنامي قوة الإسلاميين في منطقة القرن الأفريقي وكذلك في دول الشمال الأفريقي وهي دول يوجد بها عدد كبير من المسيحيين ولهذا لابد من حمايتهم عن طريق إقامة حلف مضاد للإسلام المتشدد بحيث يتكون هذا الحلف من إسرائيل وتنزانيا وكينيا وأثيوبيا وجنوب السودان. وكشف موقع دبكا أن إسرائيل هي التي وقفت ودعمت الحرب الخاطفة التي قامت بها السلطات الكينية ضد الصومال ونجحت خلالها قوات الجيش الكيني في اقتحام الحدود الصومالية والاستيلاء علي جزء من الأراضي التابعة للصومال وكذلك تدعم إسرائيل دولة جنوب السودان مخابراتيا وعسكريا استعدادا للحرب المحتملة بين جنوب السودان وشماله. ونشب الموقع الإسرائيلي لما أسماهم مصادره المخابراتية والأمنية القول إن إسرائيل تبذل قصاري جهدها من أجل تفعيل هذا الحلف وإصدار مذكرة تفاهم جماعية بين أعضاءه من الدول الأفريقية في أقصي سرعة لمحاصرة الإسلاميين الذين تصاعدت قوتهم في تونس وليبيا ومصر علاوة علي تنامي ظاهرة الثورات ضد الأنظمة التي تري إسرائيل أنها كانت تشكل صمام أمن للدولة العبرية ويساعد إسرائيل في هذا المخطط كل من فرنسا والولايات المتحدةالأمريكية حيث حصلت تل أبيب علي موافقة الرئيس الأمريكي باراك أوباما علي تشكيل هذا الحلف ولكن أوباما اشترط أن تظل الإتصالات الأمريكية مع التيارات الإسلامية في الدول العربية مفتوحة حتي لا تتأثر المصالح الأمريكية في حال وصل التيار الإسلامي إلي السلطة ولكن من ناحية أخري أو بالأحري من ناحية سرية هو وإدارته يدعمون المخطط الصهيوني الساعي إلي محاصرة الإسلاميين بكل ما أوتوا من قوة. ومنذ ثلاثة أسابيع وفي أول اعتراف إسرائيلي بعبث تل أبيب المقصود في منابع النيل أعلن ديوان رئاسة الدولة العبرية أن الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريس سيقوم خلال شهر مايو الجاري بزيارة خاصة إلي أثيوبيا للتهنئة باتفاقية حوض النيل الجديدة وللتأكيد علي عمق العلاقات الإسرائيلية مع دول حزض النيل بشكل خاص ودول أفريقيا بشكل عام. وقالت صحيفة معاريف الإسرائيلية أن وفدا كبيرا من رجال الأعمال الإسرائيليين واليهود غير الإسرائيليين سيرافق بيريز في زيارته لبحث أفضل السبل لدعم أثيوبيا وغيرها من دول حوض النيل اقتصاديا. وفي موقع واللا الناطق باللغة العبرية كتب زئيف زوبينسكي أننا أخيرا لابد أن نقول أننا نجحنا في تشكيل لوبي إسرائيل قوي قادر علي الضغط علي السياسة المصرية وتوجيهها وفق المصلحة الإسرائيلية بعد أن ظلت مصر طويلا تشكل قوة ضغط تهدد مصالحنا السياسية خاصة في مسألة دعمها الشعبي الواضح للفلسطينيين ولكن جاءت القدرة الإسرائيلية علي بناء علاقات اقتصادية وسياسية قوية مع دول منابع النيل لتؤدي تلك العلاقات في النهاية إلي تغيير اتفاقية تقسيم مياه النيل الموقع عليها في عام 1929 باتفاقية جديدة تؤدي إلي تقليص نسبة المياه التي تحصل عليها مصر بشكل كبير بعد أن قامت تل أبيب بإقناع الدول الأفريقية التي تنبع منها مياه النيل بأنها -تل أبيب- علي تبني مشروعات لاستغلال مياه النيل بما يحقق مصالح دول المنبع .