أجمع طلاب 12 دولة أن مصر تمثل بالنسبة لهم ¢أم¢ الدنيا بحضاراتها المختلفة علي مر العصور والأزمنة وما قدمته للإنسانية من عطاء وثقافة وفكر أضاء طريق العلماء والمخترعين, وساهم في خير الإنسانية جمعاء بلا تمييز جنسي أو عقدي.أشادوا بدور مصر الوسطي وبعدها عن الغلو والتطرف علي كل المستويات, مستغربين ما تعانيه في الفترة الأخيرة من ¢عوارض¢ وانقسامات سرعان ما ستزول بمجرد ¢توحّد¢ أبنائها واتفاقهم في توجه ومنهج واحد يُعلي من مصلحة الوطن, مستشهدين بما تقدمه مصر من خدمات لتوحيد الصف لجميع الشعوب لنشر السلام والمحبة, مؤكدين أن هذا المهرجان¢ أسبوع الشعوب¢ خير دليل. جامعة عين شمس أقامت المهرجان, إيماناً منها بدور الجامعة في نشر التوعية الثقافية بين الطلاب والإطلاع علي ثقافات دول العالم المختلفة تحت رعاية رئيسها د. حسين عيسي, وبرئاسة د. عبد الوهاب عزت نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة, أمس الأول الأحد ويختتم صباح غد الأربعاء بدار ضيافة الجامعة. يصف د. حسين عيسي- رئيس الجامعة- المهرجان بأنه نوع من إشعار الطلاب من مختلف دول العالم بأن مصر معهم, وتعريف بثقافات وعادات كل مجتمع بما يخلق نوعا من التفاهم والتعايش فيما بينهم والاحترام المتبادل, والاطلاع علي أوضاع الشعوب الأخري امتثالا لقوله تعالي:¢... وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا...¢ حيث تشارك في المهرجان 12 دولة من مختلف دول العالم- بعد توقف دام 3 سنوات- فتقدم كل دولة منتجاتها اليدوية. وعروضها الفنية الفلكلورية إلي جانب عرض للأزياء والفنون التشكيلية. التنظيم الراقي بمجرد الدخول لأرض المعارض تجد الجناح ¢الأذري¢ في استقبالك علي اليمين, فيبهرك بمعروضاته وتنظيمه الراقي, وهناك تجد السكرتير الأول بسفارة أذربيجان¢ النور إسماعيلوف¢ في استقبال الضيوف وبجواره عدد من الطلبة الدارسين بمصر منهم: كريموف كمران, قنجاي بابايوف, بالفرقة الثانية ألسن, وفيه تُعرض المنتجات اليدوية من سجاد وتماثيل وآلات موسيقية وأغاني وطنية ودينية مثل¢ ضوء الله¢ وبلغتهم المحليةپsari gelinليس هذا فقط بل يقدمون هدايا للزوار عبارة عن كتب ومجلات ثقافية وتعريفية بأذربيجان أشهرها كتاب ¢أذربيجان.. بلاد النار والنور¢ لمؤلفه د. الصفصافي أحمد القطوري, أستاذ الدراسات التركية بجامعة عين شمس, وهو بمناسبة مرور 20 عاما علي إقامة العلاقات الدبلوماسية المصرية الأذرية. وبجواره مباشرة ¢يسكن¢ الجناح التشادي الذي يذكرنا بعبق التاريخ والماضي العظيم, وفيه التقينا.. ¢أنقاري حسين¢ بالفرقة الثالثة حقوق القاهرة ورئيس اتحاد الطلبة التشاديين, الذي يضم 650 طالباً, وزمليه ¢موسي محمد¢ بالفرقة الرابعة تجارة عين شمس, والأمين المالي للاتحاد, ويتميز الطالب التشادي بحرصه علي التماسك الأسري حيث يصطحب معه أسرته كاملة, فهو لا يُفضّل الوحدة وهجرة الأبناء. تحدثا عن بلدهم قائلين: عدد السكان 11 مليون نسمة يعيشون علي مساحة مليون و284 ألف كم,85%منهم مسلمين والنسبة الباقية للمسيحيين واللغة الرئيسية العربية والفرنسية, ولدينا اهتمام كامل بتحفيظ القرآن الكريم لدرجة أنه لا يُقبل الطفل في المدرسة سواء كانت عربية او فرنسية قببل أن يختم القرآن كاملا, والحفظ يتم علي الألواح القديمة والمحبرة. تقريب الشعوب ورغم التباعد الجغرافي واقعيا نجده وقد ذاب في المعرض حيث يقع الجناح الصيني بجوار التشادي مباشرة, وهناك التقينا المستشار الثقافي للسفارة الصينية الدكتورة ¢تشن دونج يوين¢ التي أشارت إلي أنهم يحرصون علي المشاركة في كافة الفعاليات والمعارض سنويا, ومن خلالها يقدمون تعريفا واضحا ومبسطا للثقافة والحضارة الصينية من خلال الكتب والصور لمناظر طبيعية خلابة, وتقديم جوائز عبارة عن كتب ودراسات تُعرّف بالصين لعامة الناس, و كل ذلك عن طريق الطلبة المصريين الدارسين بكلية الألسن, ومنها نتعرّف كذلك علي احتياجات وطلبات تعلم ومعرفة الصين من قبل المصريين, مع ملاحظة وجود حوالي 3000 طالب صيني بمصر. تشيد ¢د. تشن¢ بمثل هذه المعارض لأنها تمثل نوعا من إقامة الحوار والتفاهم بين الثقافات المختلفة لبناء جسور التواصل بينها فهي الأساس في التعامل بين الناس, ولذا لابد منپپفهم خلفية وثقافة الشعوب لأن ذلك يخلق التفاهم والسلامپپوالتعارف والاحترام المتبادل لكل الأديان والثقافات, مضيفة: نحن وإن كنا أكثر من مليار وربع المليار نسمة, فنحن لسنا ثقافة واحدة بل 56 قومية بعاداتها وتقاليدها وثقافتها المتعددة, ويمثل المسلمون 40 مليون نسمة, وهناك المسيحي واليهودي والبوذي والهندوسي واللاديني, وقلما يحدث تصادم بسبب الدين, لأننا نؤمن بأن الدين في القلب أما الوطن فهو للجميع, وحكومتنا تدعو للتفاهم بين جميع الأديان, رغم أن الأغلبية لقومية ¢هان¢ التي تمثل 90% من السكان وديانتهم ¢طاوية¢ والبوذية, إلا أن الأقليات تمارس شعائرها وعاداتها وسياساتها المختلفة أيضا بكل حرية في التعليم ونظام الأسرة وخلافه. الحنة السوداني وفي أحد الجوانب شممنا روائح العطور المميزة تفوح فتملأء المكان, وتتزين المعروضات بالثوب المزركش والألوان الجذابة, فعرفنا أننا أمام الجناح السوداني حيث التقينا عبد الله الزين- بالفرقة الثانية بهندسة عين شمس- الذي قال: نحن نعرض لأهم منتجاتنا من المشغولات اليدوية التي تشتهر بها بلادنا مثل: جلد التمساح, المأكولات والمشروبات السودانية, ألواح تحفيظ القرآن الكريم, زينة العرسان وما تحويه من فنون وأغاني وموسيقي ورسم الحنة وبخور و¢محلب¢, بالإضافة لصور وأشكال التطور الحديث من وسائل نقل ومواصلات وتكنولوجيا, ونقدم للناس أكبر المناطق السياحية وأشهرها والمتمثلة في منطقة بور سودان. شباب أبطال ويكشف هذا الجناح عن نفسه من خلال معروضاته من نماذج لأسلحة وقنابل وصور شهداء ودماء تملأ الجدران فضلا عن ¢الكوفية¢ الفلسطينية, وفيه تبدو علامات الجد والصرامة والبطولة علي شباب في مقتبل العمر وكأنهم قادمون لتوهم من عملية فدائية, فالجميع يقف مشدودا حتي الفتيات وكأنه يترقب أو يراقب تحركات فدائية أو عدوانية من قبل المحتل, وبالكاد انتحينا جانبا بالطالب بدر منير شبير- بالفرقة الخامسة طب عين شمس- الذي أكد أنهم يستثمرون فرصة مثل هذا المعرض وغيره لتسليط الضوء علي قضيتهم بل قضية الأمة والإنسانية كلها . يتدخل زميله رأفت عطاني بقوله: لقد أخذنا علي عاتقنا إبراز قضيتنا لأن الإعلام للأسف الشديد يركز علي الخلافات الفلسطينية- الفلسطينية وفي خضم ذلك تم تهميش الحديث عن الانتهاكات الإسرائيلية وعمليات التهويد المستمرة سواء للقدس الشريف أو المدن الفلسطينية الأخري. جيران الكفاح وفي الجناح المجاور له وجدنا تشابها كبيرا من حيث صور المقاومة ومعاناة الدمار والموت الذي يحيط بكل مكان وتكاد رائحته تفوح من ثنايا وصور المعرض وأغاني القائمين عليه, لنكتشف أننا أمام الجناح السوري, وبصوت حزين يقول محمد رشيد- بالفرقة السادسة طب بشري عين شمس-: صحيح أننا نعرض لأهم ما تشتهر به بلادنا من مأكولات ومشروبات وملابس وفلكلور وخلافه كما هي عادة بقية المعرض لكننا نهتم أكثر بمسألة عرض قضيتنا السياسية المؤلمة وضرورة أن نكون جميعا كعرب ومسلمين يدا واحدة لعمل هيئات وروابط, ونحن كأبناء سوريا الموجودين بمصر نسعي بكل طاقتنا لتقديم يد العون والمساعدة والدعم الكامل والشامل في كل المجالات لإخوتنا المناضلين علي الأراضي التقدير الناصري وفي معرض أريتريا يقف عدد كبير من الطلبة والطالبات في حلقات نقاشية تبدو عليها العلاقات الأسرية والاجتماعية, فتستقبلنا ¢لوام سعيد الجبرتي¢ طالبة بالفرقة الأولي محاسبة بأكاديمية طيبة بالمعادي- مشيرة إلي أنهم يعرضون لتراثهم من المشغولات اليدوية . وهنا يتدخل زميلها ثروت محمد نور- بالفرقة الرابعة كلية علوم عين شمس- مشيرا الي أن الأريتريين لهم اتحاد طلبة منذ الخمسينيات وقد حصل علي ¢دروع¢ وشهادات تقدير من قبل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر ونحن حوالي 300 طالب بمختلف الجامعات والمعاهد المصرية . انضباط ماليزي وفي الجناح الماليزي يقف الطلبة فيما يشبه العرض العسكري من حيث النظام والالتزام والانضباط, كل يعرف دوره بالتحديد وما الذي يقوم به, وتلقي لنا الضوء علي ذلك فاتن عزمي- بالفرقة الرابعة طب عين شمس- مشيرة إلي أنهم حوالي 11 ألف طالب بمختلف الجامعات المصرية أغلبهم في الأزهر الشريف, موضحة أن ماليزيا بلد متعدد الديانات والاعراق والثقافات, فهناك البوذيون, الهندوراس, المسلمين بنسبة 70%, والمسيحيين. وفي هدوء وسكينة تنم عن دولة الجناح, تجلس ¢إيري هيروشيما¢- الملحق الثقافي الثالث بالسفارة اليابانية- مستقبلة الزوار لجناحهم, بابتسامة رقيقة وكلمات ترحيب¢مكسّرة¢ بالعربية, وتترجم هذا الترحاب بكتابة اسم كل وافد باللغة اليابانية علي ذراعه أو كف. ومن عبق التاريخ وحضارة الماضي العريق يطل علينا الجناح العُماني بتراثه وزيّه المميز, حيث يقف سعيد عبد الله , الطالب بأكاديمية طيبة, عضو مجلس إدارة نادي طلبة عمان بالقاهرة- ممتطيا السيف العماني وهو يعرض لما يحتويه الجناح من خنجر سعيدي, وصناعات يدوية من سجاد وشنط من الخوص ونماذج للسفن البحرية, والفخار والفضيات التي تستخدم للبخور وماء الورد.