اتفق اساتذة جامعة الأزهر علي ضرورة ان تكون الكفاءة والخبرة هي المعيار الاول والاخير في اختيار رئيس الجامعة الجديد مشددين علي ضرورة تنحية الخلافات والاهواء والمصالح الشخصة جانبا عند الاختيار مطالبين الجميع بوضع مصلحة الأزهر فوق كل اعتبار وعدم اقحامه في الخلافات السياسية ."عقيدتي" تحاورت مع البعض وفي السطور القادمة آراؤهم بالتفصيل. بداية قال الدكتور عبد الرحمن جيرة الأستاذ بجامعة الأزهر ووكيل كلية أصول الدين للأسف الشديد لقد نجح النظام السابق في تفريغ جامعة الأزهر من القيادات حتي الشخصيات الصغيرة التي ستصعد لهذا المنصب الرفيع لم تأخذ حقها من التدريب بحيث لو اردنا ترشيح احد الأساتذة لمنصب رئيس الجامعة او نائبا له فلن تجد في ظل احالة أساتذة الجامعة الي المعاش عند سن الستين .فضلا عن ان الكوادر التي هي تحت هذه السن والتي يسمح لها القانون بالترشح ليست مؤهلة بالشكل الكافي لإدارة مؤسسة بحجم وقيمة جامعة الأزهر وهذه مشكلة حقيقية تؤزمنا جميعا ناتجة من وجهة نظري عن ابعاد واقصاء اهل الكفاءة والخبرة عن تولي المناصب القيادية فرأينا الكثير والكثير من أساتذة الجامعة يخرجون للمعاش وهم رؤساء اقسام ولو اتيحت لهم الفرصة لتولي منصب قيادي بالجامعة او تم تصعيدهم لمنصب رئيس الجامعة لأداروا الجامعة بكفاءة منقطعة النظير . اضاف الدكتور جيرة : من الممكن ان تأتي الانتخابات بقيادة ليست كفئاً لهذا المنصب ولا مدربة بالشكل الكافي وبالتالي لن تتمكن من حل مشكلات الجامعة ومن ثم ستزيد من تفاقمها ....لذا يجب ان يعلم كل من يسعي لهذا المنصب الرفيع ان جامعة الأزهر ليست مثل باقي الجامعات الاخري انما هي جامعة عريقة لها علاقة وثيقة واصيلة بالمجتمع ويهتم بشأنها العالم كله فهي محط انظار الجميع فيجب علي من يرغب في شغل هذا المنصب ذي المكانة الرفيعة ان يدرك انه ستلقي علي كاهله مسئولية عظيمة وسيسأل عنها امام الله قبل البشر لذا عليه ان يستشعر ذلك جيدا ويخلص النوايا لله سبحانه وتعالي ويتقن عمله إضافة إلي استعانته بأهل الخبرة إن لم يجد في نفسه الخبرة اللازمة فهذا كفيل بنقل الجامعة للوضع الذي يتمناه جميع المسلمين و يليق بها .. وسرد الدكتور جيره التوصيات التي يجب ان يحرص عليها شاغل هذا المنصب ان يكون قريبا من اعضاء هيئة التدريس ويتناوب زيارتهم في اماكن عملهم ويشد علي ايديهم مساندا ومدعما ويعمل علي التعرف علي مشاكلهم أولاً بأول ويتصدي لها عليه الحرص علي لقاء طلابه وابنائه دوما حتي لا يترك المسافة تتسع بينه وبينهم ويفتح الباب للعابثين لإفساد شكل ومضمون تلك العلاقة فهو يجب ان يدرك انه أب لهم قبل رئاسة الجامعة ودوما يضع سؤالا هاما نصب عينيه هل يرضي علي ابنائه حياة طلابه وعليه تذليل ما يواجهونه من صعوبات خاصة المادية منها وان يضع في الاعتبار الطلاب الذين يسكنون المدن الجامعية فهي ليستپ طعاما وشرابا وسكنا فحسب بل يجب ان يمتد اليها التنظيم والروح الجماعية التي يستطيع رئيس الجامعة ان يحققها بالحرص علي زيارتهم تباعا وتكرارا ويستمع اليهم ويأكل مما يأكلون ويشرب مما يشربون حتي يشعرهم بالأبوة ويؤصل بداخلهم روح التواضع وسمو الاخلاق ولقد جربنا اثر تلك الزيارات وكيف ترفع الروح المعنوية للطلاب . كما عليه توثيق صلة الجامعة بالجامعات الاخري داخليا وخارجيا وتقوية الجانب القانوني بالجامعة فكم خسرت الجامعة عدة قضايا دون وجه حق بسبب اهمال الجانب القانوني وضعفه . كما يجب علي رئيس الجامعة ان يبحث عن القيادات الشابة التي تتسم بمؤهلات القيادة ويمنحها الفرصة اللازمة ويدعمها ويساندها بغض النظر عن الخلافات او الاقاويل ويتجنب اهل النفاق والبطانة السيئة الساعين للسلطة ويعانون مرض حب الظهور والمكوث في الاضواء. كما يجب ان يولي الكتاب الجامعي اهتمامه ويجل تلك القضية ويعمل علي تطوير الكتاب الجامعي وربطه بالعلم الحديث والمنتديات العلمية العالمية ليواكب نماذج الكتب العالمية حجما وطباعة وكيفا . - وتطوير مكتبات الجامعة والعمل علي تحديثها وتشجيع الباحثين وتذليل المعوقات امامهم . اكد الدكتور جيره انه لا يعتقد ان فردا بذاته يستطيع النهوض بهذه الاعباء الثقيلة لذا وجب عليه ان يستعين بالله اولا وبالمخلصين من اهل الخبرة الذين ظهرت جديتهم في العمل وحب الاسلام والأزهر. خزي وندامة أما الدكتور عبد المنعم فؤاد الأستاذ بجامعة الأزهر ووكيل كلية البنات بالاقصر فقال : لابد ان يكون رئيس الجامعة القادم من اهل الكفاءة اولا ثم اهل الثقة ثانيا لأن الكفاءة والثقة لا ينفصلان عن بعضهما البعض مستشهدا بما جاء عن ابي ذر الغفاري الصحابي الجليل الذي ذهب يوما الي النبي صلي الله عليه وسلم يطلب منه الامارة فقال له النبي صلي الله عليه وسلم : "انك ضعيف وانها امانة وانها يومپالقيامة خزي وندامة إلا من اخذ بحقها" ورفض النبي ان يعطيه الامارة بالرغم انه من الصحابه الاجلاء المشهود لهم بالثقة والامانة فنحن نحتاج في رئيس الجامعة القادم ان يكون كفئا ويمتلك الخبرة الكافية لمواجهةپ مشكلات الجامعة الجسام اما حصر الاختيار في اهل الثقة فهذا شيء ينبذه الاسلام ولنا في نبي الله يوسف القدوة والمثل الاعلي عندما قال لملك مصر طالبا منه تولي المسئولية : "اجعلني علي خزائن الارض إني حفيظ عليم" فنجد ان حفيظ تعني الثقة والامانة بينما عليم تشير الي الخبرة والكفاءة والعلم والأزهر ملئ بالكفاءات العظام الذين يستطيعون حمل هذه المسئولية والنجاح في ادائها ويجب علينا نحن اعضاء هيئة التدريس ان نعاون ولي الامر ونشد من ازره ونقف بجواره لأن مسئولية الأزهر مسئولية عالمية وليست محلية . طالب بضرورة ابعاد العمل الحزبي والسياسي عن الأزهر حتي ننأي بالأزهر ونحافظ له علي هويته مشددا علي ضرورة ان تكون تلك القضية بواعز داخلي من الفرد ذاته فعلي من يتقدم لرئاسة جامعة الأزهر ذلك الصرح العظيم ألا يكون له اية انتماءات سياسية وان وجد في نفسة ميل لأي جهة او حزب ان يبتعد ويفسح الطريق للعالم الازهري المستقل الحيادي الذي لا ينتمي لأيپحزب او تيار او جماعة لأن من ينتمي لفصيل بعينه سيجلب لنفسه وللأزهر الشريف العداوة سواء قبل او أبي وذلك من باب سد الذرائع . واستطرد : لا يصح ان يزج بأسم الأزهر وشيخه في كل صغيرة وكبيرة لأن الأزهر رمز للدين الوسطي في العالم كله وطالب الدولة بان تولي الأزهر الاهتمام الكافي وترجع اوقافه اليه وتوفر له الميزانية الملائمة ليتفرغ لدوره العظيم وشدد علي بضرورة الابقاء علي ان يكون رئيس الجامعة من الكليات الشرعية علي اعتبار ان الأزهر قائد للعالم السني مع ضرورة الاستفادة من كافة الكليات والتخصصات عند تعيين نواب رئيس الجامعة بحيث تشمل المنظومة جميع التخصصات والفروع افتراءات يري الدكتور عصام عبد المحسن عميد كلية الطب انه لا داعي علي الاطلاق من وضع ضوابط جديدة لاختيار رئيس الجامعة ويكفي الأخذ بالمعايير والضوابط التي وضعها المجلس الاعلي للجامعات فقد طبقت هذه القواعد واثبتت نجاحها لأنه من الوارد أن توضع ضوابط جديدة غير منصفةپوان كان للأزهر خصوصية باعتباره جامعة دينية فلا مانع من الابقاء علي أن يكون رئيس الجامعة من خريجي الكليات الشرعية حفاظا علي هوية الأزهر. أضاف : اختلف مع من يطالب بأن يكون الرئيس القادم من كبار شيوخ الجامعة لأنه قد يكون عالماً جليلاً ومتميزاً لكنه غير كفء اداريا ولا يمتلك المهارات التي يستطيع بها التصدي لمشكلات الجامعة الجسام . وأوضح دكتور عبد المحسن انه بالرغم من وجود بعض الادعاءات المنادية بضرورة العمل علي زيادة ميزانية الأزهر لأن المعاناة الاساسية لهذه المؤسسة الضخمة تكمن في قلة موارد و ضعف امكانياته المادية إلا ان تلك الادعاءات ما هي إلا افتراءاتپفميزانية الأزهر مناسبةپومقبولة ولكن المشكلة الرئيسة تكمن في الادارة الرشيدة صاحبة الرؤية المتفتحة الحريصة علي مصلحة الأزهر وامواله التي تقوم بالمراقبة المالية وتعمل علي ترشيد النفقات وجعلها في ابوابها . لا لهيئة كبار العلماء شدد الدكتور احمد الشرنوبي الأستاذ بكلية اصول الدين علي ضرورة التخلص من الاهواء والتجرد من المصالح الشخصية وحب الذات والرغبة في الظهور وطالب الجميع ان يقدم مصلحة الأزهر ويضعها فوق كل اعتبار واشار الي ان القاعدة الاساسية لاختيار رئيس الجامعة يجب ان تستند الي الكفاءة والامانة فمن بلغ عندنا اعلي درجات الكفاءةپ والأكثر امانة ويتمتع بالقدرة علي الادارة والخطي بالجامعة الي الامام نختاره دون تفكير عملا بقول النبي صلي الله عليه وسلم" من ولي رجلا علي جماعة وفيهمپ من هو اتقي منه فقد خان الله ورسوله والمؤمنين " وطالب بسن التشريعات التي تعطي نوعاً من الاستقلالية للجامعة وادارتها. اعرب عن استيائه الشديد من الاعتراض علي ترشح اشخاص بعينهم بزعم انتمائها الي تيارات واحزاب معينة معتبرا ذلك ظلما وتجن بينا لأنهم قد يمتلكون من الخبرات ما يفوق غيرهم ويمكنهم من انتشال جامعة الأزهر مما هي فيه و يدفعها للأمام وانتقد مناداة البعض بأن يتم اختيار رئيس الجامعة من بين صفوف هيئة كبار العلماءپ فلا خلاف علي قيمة علماء تلك الهيئة وسدادة رأيهم وفقههم لكن هذا لا يعني امتلاكهم للمهارات القيادية والادارية التي نحن بحاجة اليها الآن فلكل مقام مقال فإن اجتمع العلم والفقه مع المهارات الإدارية و القيادية فلا مانع ولكن ان لم يتوفر الشرطان فالأولي في رئيس الجامعة توفر مهارات القيادة والمهارات الادارية اما خلاف ذلك فيجوز الاستعانة بمن تتوافر فيهم باقي الصفات. وضوح الرؤية ويشترط الدكتور محمد مختار جمعة عميد كلية الدراسات الاسلامية والعربية ضرورة ان يتوافر في شاغل هذا المنصب الرؤية والهدف الواضح واول مضمون تلك الرؤية هو : العمل علي رفع موازنة جامعة الأزهر بما يتناسب مع اصالتها وعراقتها والدور الذي تؤديه في خدمة الوطن داخليا وخارجيا والوصول بما ينفق علي الطالب الأزهري بمستوي غيره . توفير الميزانية اللازمة لتطوير البنية التحتية للجامعة . العمل علي وضع جامعة الأزهر علي خريطة البحث العلمي العالمية واعطاء ابنائها دورهم الحقيقي في هذا المجال . العمل علي ترسيخ مفاهيم الوسطية والاعتدال وادب الخلاف والحوار وسماع الرأي الآخر وعدم مصادرة الآراء والمناقشة العلمية المقنعة المنصفة وتعلم ثقافة الاعتذار . العمل علي النهوض بالجامعة في الجوانب البحثية ومجال تكنولوجيا المعلومات والتقنيات التعليمية الحديثة والعمل علي تحويل المنظومة الادارية الي منظومة الكترونية . القيادة الجماعية وتفعيل دور مجلس العمداء في كل ما يتصل بشئون الجامعة واتخاذ القرارات وتبني فكر العمل في فريق والتمثيل النسبي العادل لكل عمداء الكليات دون تمييز أو تفرقة . حسن توظيف برامج الجودة والتدريب بما يسهمپ اسهاما حقيقيا في تنمية مهارات ورفع كفاءات اعضاء هيئة التدريس والموظفين . التواصل مع المؤسسات والهيئات المحبة للازهر للاستفادة من ذلك في تطوير البنية التحتية في ضوء ما ينظمه ويسمح به القانون . إبرام عدد من الاتفاقيات والتبادل العلمي مع أعرق الجامعات في العالم وانشاء كورس للدراسات الاسلامية بالجامعات العالمية تحت اشراف الأزهر الشريف . العمل علي نشر الزي الأزهري بين الاساتذة والطلاب في الكليات الشرعية والحفاظ علي هيبة الأستاذ ومظهر الطالب . العمل علي تطوير المنظومة التعليمية . العمل علي تطوير المنظومة العلاجية حفظا لكرامة اعضاء هيئة التدريس والعاملين بالجامعة واشراك اسرهمپبالعلاج علي نفقة الجامعة في مستشفيات الجامعة كخطوة اوليپ للتخفيف عن كاهل ابناء الجامعة.