أزهريون يختلفون حول إقالة "الطيب"

بعد أن كشف أحد أساتذة جامعة الأزهر عن إجراء اجتماعات متتالية للتصعيد بشأن إجبار أحمد الطيب شيخ الأزهر على تقديم استقالته من منصبه، باعتباره من "قيادات الحزب الوطني المنحل، وساند نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك وأفتى بتحريم المظاهرات ضده"، استطلعت "بوابة الوفد" رأي مشايخ وعلماء الأزهر والمهتمين بشأن تلك التحركات ومطالبهم بشأن المنصب.
حيث أكد الدكتور عبدالله الصبان أستاذ بجامعة الأزهر والذي وجه انتقادات حادة للطيب وقدم للتحقيق بسببها إننا نهدف إلى تغيير قانون الأزهر، بما يسمح لعلماء الأزهر بانتخاب شيخ الأزهر من بينهم، وليس من هيئة كبار العلماء التي سيعين بعضها الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، لتنتخب فيما بعد شيخًا للأزهر من بين أعضائها, وهو ما يعني أن الطيب سيختار من سيصبح شيخًا للأزهر خلفه.
وأضاف الصبان أن العديد من علماء الأزهر يعقدون اجتماعات متتالية للتصعيد بشأن إجبار الطيب على تقديم استقالته من منصبه لأنه من قيادات الحزب الوطني المنحل، وساند نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك وأفتى بتحريم المظاهرات ضده.
من جانبه قال الدكتور مصطفي مراد الاستاذ بكلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر: إن اختيار شيخ الأزهر ضرورة من ضرورات الإسلام
مضيفاً أن الإسلام يعد القادة الشرعيين على أعلى مستوى من الفكر والعلم والمروءة ، ومكارم الأخلاق ولذلك هذا الأمر ليس خاصا بشيخ الأزهر، ولكن يضم أيضا الداعية والإمام .. ويدخل فيه اختيار الدعاة والعلماء وسائر المجالات الشرعية .
وأضاف مراد أنه بذلك لن يوضع أحد في موضع لا يستحقه ولا ينال منصبا دينيا بأمر سلطان أو بحكم حاكم ، بل الحكم في هذه المسألة راجع إلى الكفاءة العلمية الشرعية والخلقية ، ولذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الأمر عندما قال " يؤم القوم أقرأهم لكتاب الله ..." الحديث
وقال النبي " لا تبكوا على الدين إذا وليه اهله... " الحديث
ومن علامات الساعة حسب الدكتور مراد جلوس الجهلاء على المنابر ، فكيف إذا وضع على المناصب من لا يبلغ الكفاءة المؤهلة له ذلك ، ومن هنا نقرر مبدأ الاسلام في اختيار كبار العلماء .
وأكد على أن اختيار مجمع الإسلام يجب أن يكون مبنيًا على هذه القواعد ويستطيع أن يحددها علماء كل من الشئون الشرعية وعلماء الأمة ، أساتذة جامعة الأزهر ومن هؤلاء نختار منهم الأفاضل ويكونوا في عضوية مجمع البحوث أو هيئة كبار العلماء ولا يكون الأمر راجعا إلى المحسوبية أو التعيين أو الوساطة .
من جانبه يؤكد الداعية الإسلامي الشيخ يوسف البدري على ضرورة اختيار شيخ الأزهر بالانتخاب، مطالباً بتعميم ذلك على جميع المناصب
وأضاف البدري: لابد أن يتم انتخاب شيخ الأزهر وتكون جميع المناصب الدينية الأخرى بالانتخاب، ولابد ألا تكون للحكومات أي سيطرة على علماء الدين في جميع الدول العربية والإسلامية.
وشدد الداعية الإسلامي على أنه طالب أكثر من مرة بأن يكون اختيار شيخ الأزهر بالانتخاب، وأن يتم ذلك وفقا لهيئة كبار العلماء، عبر انتخابات بالقرعة، ويراعى فيها السن والكفاءة والتقوى وما إلى ذلك.
ومن جانبه قال الدكتور محمد مختار المهدي أستاذ الدراسات العليا بكلية الدراسات الإسلامية والعربية جامعة الازهر ، عضو مجمع البحوث الاسلامية إن الحديث حول اختيار شيخ الأزهر والدعوات لإقالته تؤكد أن كل ذلك يدل على أن العيار في مصر قد انفلت ولا يصح إثارة تلك القضايا الآن ،قائلا: أما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض .
وأضاف المهدي عندما ندعو لإزالة الدولة كلها فهذا شئ غريب ، وبخصوص تلك المطالب لابد أن يكون هناك تحقق للشروط ولابد من العقل ، فمن يريد أن يهدم الدولة عليه أن يقترح كيف يبني من جديد.
يقول الدكتور ابراهيم حسن استاذ الكيمياء الصيدلية بكلية العلوم جامعة الأزهرإن شيخ الأزهر لابد أن يتمتع بقبول شعبي وأن يكون متبحراً في العلم ، وعالما موسوعيا وله رؤية في الإصلاح سواء السياسي أو الإداري ، والجرأة في الحق.
وأضاف إبراهيم أنه يجب اختيار شيخ الأزهر بالانتخاب من هيئة كبار العلماء ، فمثلا يمكن أن تكون الهيئة من عمداء كليات الشريعة في الأزهر أو مجمع البحوث الإسلامية ، وطالب بتجاهل مصطلح الفلول ،لأننا لو بحثنا في المجتمع سنجد غالبيته من الفلول ، أو على الأقل كان ينتمي لمؤسسة أو يعمل لدى مؤسسات النظام القديم وبالتالي ، كيف يمكننا تغيير كل ذلك ؟.
من جانبه يقول المستشار أحمد الفضالى، الرئيس العام لجمعيات الشبان المسلمين: أربأ بالأزهر أن يتناوله بعض الآراء التي تهدف في النهاية إلى الاساءة بهذا الصرح العظيم ، وهذا الصرح الذي يعد رمزا كبيرا ، وهدمه يؤدي إلى هدم الإسلام ، مضيفاً أن الإساءة إليه هي إساءة إلى كل المسلمين في العالم وطالب بقدر من الحرص عند الحديث عن الأزهر نظرا لموقعه العريق ، وتمثيله لجزء من تاريخ مصر .
وتابع الرئيس العام لجمعيات الشبان المسلمين قائلا أما اختيار شيخ الأزهر فأمر بديهي أن يكون بالانتخاب بعد الثورة ، والاختيار يجب أن يكون من داخل مؤسسة الأزهر الشريف ، مشيراً إلى أن أحمد الطيب هو من بادر بضرورة أن يعتلي شيخ الأزهر منصبه بالانتخاب .