نظمت كلية الهندسة بنين جامعة الأزهر بالقاهرة مؤتمراً تحت عنوان " نحو استكشاف الطاقات الجدية في الشرق الأوسط " برعاية شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب ، والدكتور أسامة العبد رئيس الجامعة، طالب فيه المشاركون بضروره الإهتمام بالبحث العلمي الجاد وزيادة الإنفاق عليه، وطالبوا بأن يتم ربط الأبحاث بمواقع الإنتاج على أرض الواقع كي تلبي حاجات المجتمع. كما طالب الحضور بضرورة الاهتمام بالجانب العملي خلال مراحل الدراسة بكليات الهندسة لصقل الخبرات وتنمية المهارات لدى الخريجين؛ كي يناسبوا سوق العمل سواء كان ذلك في الداخل أو الخارج. من جانبه، قال الدكتور عبد الله وهدان عميد الكلية ورئيس المؤتمر في كلمته التي ألقاها خلال الجلسة الافتتاحيه للمؤتمر: "إن المولى عز وجلَّ قد جعل مصر منارة لدين الإسلام السمح المعتدل، وأنبت فيها الأزهر الشريف برجالاته وعلمائه؛ فعم النور حتى ملأ آفاق المشرق والمغرب، ثم كان دور حكماء مصر وعلمائها بأن رفعوا راية التطوير التي بدأ بإضافة كليات عملية داخل جامعة الأزهر، ثم ظهرت كليات حديثة المنهج في جميع نواحي العلوم والمعرفة، تضمُّ بين جنباتها المعامل الحديثة المتطورة، والتي طبقت واستخدمت الطرق الحديثة المتقدمة في شتى صنوف العلم والمعرفة". وأكد وهدان على أن لكلية هندسة الأزهر دورٌ بارزٌ في نهضة المجتمع في الداخل والخارج من خلال علماء لديهم مهارات ابتكارية وإبداعية متنوعة، ساهمت في تطوير منظومات النقل والمدن الجديدة، إضافة للسعي الجاد في بناء نهضة قوية قوامها العنصر البشري خلال المرحلة القادمة. وفي نفس السياق، أكد الدكتور عبد الواحد جبر أمين عام المؤتمر اعلن في كلمته حرص كلية الهندسة جامعة الأزهر على المشاركة الفعالة في تقدم المجتمع من خلال هذه المؤتمرات، والتي تعدُّ قيمة مضافة للبحث العلمي في مختلف المجالات. وأوضح جبر أن الأبحاث التي قدمت لأمانة المؤتمر قد بلغت 400 بحث، تم تحكيمها وأجيز منها 300 بحث، مشيرًا إلى أن المشاركين في المؤتمر من جميع أنحاء العالم، إضافة لباحثين من مختلف الجامعات المصرية، يتحاورون ويتناقشون من خلال 60 جلسة علمية تغطي جميع التخصصات الهندسية، وأثر ذلك على أهمية اكتشاف الطاقات الجديدة، والتي مازالت كامنة لم يتم اكتشافها بعد، خاصة وأن هذا هو دور العلماء. وأضاف جبر أن للازهر الشريف - جامعًا وجامعة- دورًا كبيرًا في الاهتمام بالبحث العلمي وفروع المعرفة، وذلك بعد إرساء أصول القيم والأخلاق الإيمانيه الكريمة. وأشار الدكتور هشام الهدار مساعد وزير التعليم العالي على أن العلم ضرورة وأن أهميته لا تقل عن الماء والهواء، كما أن العلم أساس للنهضة والتقدم، وأكبر دليل على ذلك الآيه الكريمة التي نزلت على المصطفى صلى الله عليه وسلم (اقرأ). ولفت مساعد الوزير إلى تأخر حال التعليم في مصر والعلم العربي موضحًا أننا نحتل المرتبة رقم 139 على مستوى العالم. وتمنى الهدار أن يكون هناك رؤى مستقبلية وخطط وتعاون فى شتى المجالات التعليمية بهدف تحويل المعرفة إلى قيمة مضافة. من ناحية أخرى، ذكر المهندس محمد ماجد خلوصي نقيب المهندسين في كلمته أن المادة (4) في دستور مصر الثورة قد أكدت على استقلال الأزهر الشريف مؤكدًا على أن هذه تعد خطوة جيدة نحو استعاده الأزهر لمكانته التنويرية في العالمين العربي والإسلامي. وطالب خلوصي بضرورة إعادة تأهيل وتدريب خريجي المعاهد والجامعات الخاصة مشيرًا إلى تدني المستوى التعليمي لهم، لافتًا إلى أنه لن يتم قبول أي خريج بنقابة المهندسين دون أن يكون مؤهلاً وصالحًا لسوق العمل، كما طالب كليات الهندسة بإعادة تدريب وتأهيل هؤلاء الخريجين من جديد من خلال برامج يتم وضعها لهم، بالتعاون مع أساتذة كلية الهندسة جامعة الأزهر بهدف الاستفادة من الكوادر البشرية الهائلة التي تذخر بها الجامعة.