* يسأل محمد سالم عبدالحليم من الزرقا دمياط : هل يجوز بناء المسجد أو المدرسة من النقود الحرام : مثل القمار أو السرقة؟ ** يقول د. عبدالله الصبان استاذ الحديث بجامعة الأزهر : إن بناء المساجد والمدارس وما شابهها طاعة من الطاعات وقربة من القربات الصالحة من الصالحات الطيبات ولكن اللائق بالمسلم المنتظر منه هو أن يقوم بهذه الطاعات والقربات عن طريق مال حلال طيب لا بمال حرام خبيث وإلا قيل له المثل المشهور "ليتها لم تزن ولم تتصدق". والرسول صلي الله عليه وسلم قد قال في الحث عن الطيب إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً وقال في التخويف والتحذير والابعاد عن الحرام كل لحم نبت من سحت فالنار أولي به .. وليسأل الإنسان نفسه طويلاً في هذا المجال كيف يثيب الله إنساناً سرق ونهب واغتصب وانتهب أو قامر وياسر ثم جاء ليبني مسجداً أو مدرسة أو مستشفي من ذلك المال الذي لصه أو كسبه عن طريق الميسر أو القمار أو أي طريق خبيث آخر من طرق الكسب الحرام؟ إن الفقهاء قد قرروا أن الواجب علي الإنسان إذا أراد الحج أن يكون المال الذي يحج به مالاً حلالاً طيباً وقالوا إنه لو أدي الحج بمال حرام لا يقبل الله حجه ولا يثيبه عليه وإن صح منه الحج بأن يسقط بها الفرض ولكن الإنسان يكون اثماً ويمكن أن يقال مثل هذا في حالة بناء المستشفي أو المدرسة بمال مكسوب بطريق حرام فلقد يمكن للناس أن ينتفعوا بمثل المنشآت ولكن صاحبها لا يثاب عليها كما يثاب ذلك الإنسان الذي يكسب المال الطيب وينفق منه علي القربات والطاعات علي أن اللائق بالإنسان الذي يحوز مالاً حراماً ولا يجد له صاحباً يستحقه لا يستطيع أن يعيده إلي مصادره. أن يتوب إلي الله توبة نصوحاً.