أكدت الدكتورة سامية منيسي - أستاذ التاريخ الإسلامي المساعد بكلية التربية للبنات بالسعودية - أن الرسول - صلي الله عليه وسلم - ظل رمزا للوفاء المطلق لكل شيء خاص بالمرأة فرغم حرمانه من أمه السيدة آمنة بنت وهب قبل أن يبلغ السادسة إلا أنه ظل طيلة حياته وهو يذكرها ويطلب لها الرحمة والمغفرة. وأكرم أمه من الرضاعة السيدة حليمة السعدية - رضي الله عنها - وكذلك فعل مع ثويبة جارية عمه أبي لهب التي أرضعته - صلي الله عليه وسلم - عدة أيام حتي أخذته السيدة حليمة حتي أنه كان يصل ابنها بعد وفاتها. وكذا فعل مع حاضنته أم أيمن التي ظلت ترعاه حتي إذا كبرت زوجها رسول الله - صلي الله عليه وسلم - زيد بن حارثة وكان يقول عنها هذه بقية أهل بيتي. كما كان وفيا لامرأة عمه فاطمة بنت أسد زوج عمه أبي طالب والتي كان يقدرها ويعتز بها حتي أنه نزل في قبرها وألبسها قميصه واضطجع في كبرها لتكسي من حلل الجنة وليهون عليها عذاب القبر وفاء لها لأنها كانت بارة به. أضافت في كتابها - محمد صلي الله وسلم والمرأة - كان الرسول - صلي الله عليه وسلم - بارا بأخته من الرضاعة السيدة الشيماء - رضي الله عنها - والتي كانت تحمله في طفولته فكان - صلي الله عليه وسلم - يبسط لها رداءه ويبرها ويحسن إليها. كما كان كذلك بارا بجميع محارمه عماته وخالاته ونساء أهل بيته.. مشيرة إلي تلك العلاقة شديدة الخصوصية التي جمعته - صلي الله عليه وسلم - ببناته - رضي الله عنهن أجمعين - إذ كان - صلي الله عليه وسلم -رفيقا بهن كريما معهن فأرادهن مثلا يحتذي لآل البيت في الزهد والتقشف والورع. خاصة السيدة فاطمة الزهراء - رضي الله عنها - التي كنيت ب "أم أبيها" لشدة حبها له - صلي الله عليه وسلم - وكانت أحب بناته إليه - صلي الله عليه وسلم - وكان يغضب لغضبها. ويقول لها "يا فاطمة إن الله يغضب لغضبك". وقد كان موقفه من علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - حينما أراد خطبة جويرية بنت أبي جهل ما يؤكد انتصاره لفاطمة وحبه لها - رضي الله عنهما. أشارت الكاتبة إلي أن النبي الكريم - صلي الله عليه وسلم - ارتبط بحفيداته فكان يدللهن ويحملهن علي عاتقه حين يصلي ليضعهن إذا ركع ثم يحملهن مرة أخري حبا لهن وتدليلا.. مبينة أن محمد - صلي الله عليه وسلم - الزوج كان مثلا يحتذي رائعا في مواقفه معهن إذ ظل مع زوجته السيدة خديجة - رضي الله عنها - وفيا طيلة حياته معها فلم يتزوج عليها امرأة في حياتها رغم كبر سنها كما ظل وفيا لها أيضا بعد وفاتها فكان يحب حبيبها ويكرم صديقها ويرحب بكل ما له صلة بها. وعرضت الكاتبة إلي أن علاقته - صلي الله عليه وسلم - مع سائر نسائه كانت مثلا أعلي للزوج الوفي العادل. عرف المرأة بعمق وأعطي لأزواجه لأزواجه حقوقهن كاملة. كان عظيما في كل مواقفه مع أزواجه - رضي الله عنهن - خاصة في المواقف التي اقتضت من الرجل أن يقرر أمورا خطيرة تغير من مسار حياته أو تهدد أمان أسرته. فقد كان موقفه عظيما حكيما صامتا في حادثة الإفك التي اتهمت فيها السيدة عائشة - رضي الله عنها - في شرفها ظلما وبهتانا حتي برأها الله - تعالي - من فوق سبع سماوات لتكون مثلا في الطهارة والشرف.. مشيرة إلي أنه - صلي الله عليه وسلم - لم يتخل عن هذه العظمة وتلك المعاني حتي حينما حاولت نساؤه أن يتكتلن عليه مطالبات بزيادة النفقة حتي أنه اعتزلهن شهرا. ولم يقبح فيهن ولم يتطاول عليهن. لكنه اعتزلهن شهرا صامتا متجنبا معاملتهن حتي نزل القرآن الكريم يخيرهن بين الحياة الدنيا ومتاعها الزائل. وبين اتباع نهج رسول الله - صلي الله عليه وسلم - في الزهد والتقشف وترك الدنيا وزينتها وراء ظهورهن فاخترن جميعا الله ورسوله - صلي الله عليه وسلم. بينت الكاتبة علاقته - صلي الله عليه وسلم - بالمرأة بصفة عامة من حيث رفقه بهن. وحديثه المشهور لبلال بن رباح - رضي الله عنه - "رفقا بالقوارير" وهو ما ينم عن ذلك كمثل أعلي للمؤمنين كمعلم وهاديا للبشرية كلها.. مقررة أنه بذلك تكون المرأة قد نالت حقها نم الرعاية والعناية من جانب رسول الله - صلي الله عليه وسلم - أما وأختام وابنة وزوجة وكذا كل محارمه. وكذلك نالت المرأة حقوقها في المجتمع الإسلامي بتشريعات الإسلام التي نزلت تباعا في آيات القرآن الكريم تعطي المرأة حقوقها وكذا السنة النبوية الشريفة. ومن خلال بناء شخصية المسلم سواء أكان رجلا أم امرأة في مدرسة رسول الله - صلي الله عليه وسلم - فلما أتيحت للمرأة الفرصة الذهبية كانت لها القيادة الرائدة في كل مجال خاضته مع رسول الله أو بعد وفاته - صلي الله عليه وسلم. ودعت الكاتبة المرأة المسلمة إلي أن تتباهي بأن كرمها نبيه ورسوله - صلي الله عليه وسلم - في جميع أحوالها أمام من ادعوا أنها مهيضة الجناح في الإسلام.. مشيرة إلي أنه يجب علي الرجل المسلم أن يحافظ علي المرأة مقتديا في ذلك بنبي الرحمة - صلي الله عليه وسلم - ليظل المجتمع الإسلامي قوة لكل البشر.