تعددت المنظمات النسائية والجمعيات التي تدافع عن حقوق المرأة وتدعي اضطهادها.. من الأنظمة الوضعية.. وتعالت أصوات هذه المنظمات بسن القوانين والتشريعات التي تضمن لها حقوقها في غيبة العمل بسنة النبي صلي الله عليه وسلم وبالتشريعات السماوية. تري.. كيف كانت حياةرسول الله صلي الله عليه وسلم مع المرأة.. كيف تعامل معها.. وكيف أنصفها.. وهل وضع لها من التشريعات التي تضمن حقوقها.. وكيف كانت حياته صلي الله عليه وسلم مع زوجاته. عقيدتي ناقشت القضية مع عدد من العلماء فماذا قالوا: في البداية تقول دكتورة إلهام فتحي شاهين الأستاذ المساعد بكلية أصول الدين جامعة الأزهر إن الرسول صلي الله عليه وسلم كان يكرم الانثي في تعامله معها ويبحث أي قصور في الحياة التي كانت تعيشها المرأة في الجاهلية واذا كان فيه ضرر للمرأة أو أن المرأة متضررة من ذلك الوضع فإن الإسلام وضع لها تشريعا والرسول وقف الي جانبها يساندها لتطالب بحقها وتعيش في عز وكرامة ومن ذلك وقوفه الي جانب المرأة التي هضم حقها هي وبناتها في الميراث واراد اخو زوجها وابناء عمه وان يستولوا علي الميراث كله بل أراد ان تكون هي وبناتها جزءاً من الميراث إلا أن الرسول صلي الله عليه وسلم لم يقبل بهذا الأمر وقال لهم انتظروا حتي أري وأنزل الله سبحانه وتعالي بسبب هذه المرأة وما تعرضت له قرآنا يتلي الي يوم القيامة فوضع آيات الميراث وجعل حق المرأة فريضة في الإسلام لا يستطيع أحد ان يخصم منه ثم وجد ان المرأة تتضرر من معاملة الزوج لها سواء كان بالتهديد في الحياة الزوجية بالطلاق او بتركها معلقة أو بعدم الانفاق عليها أو بضربها وإهانتها فما كان إلا ان وضع تشريعا إليها أنزل علي نبينا الكريم وعلمه للرجال والنساء ليعملوا به. الحقوق والواجبات كان الرسول صلي الله عليه وسلم يعلم المرأة كل ما لها من حقوق وما عليها من واجبات وذلك بتخصيص يوم خاص للنساء يلتقي بهن في المسجد لا يكون معهن الرجال هذا فضلا عن أن المرأة جعل لها الحق في أن تحضر دروس الرجال أيضا وتسأل كما تشاء في أمور دينها ودنياها وفتح لها أبواب حجراته وبيته تدخل علي نسائه في أي وقت من ليل أو نهار لتسأل وتستفسر وتعرض مشاكلها وتجد الحلول عنده فان لم يكن موجوداً استضافتها نساؤه وأكرمن السيدات اللائي يسألن ثم يبلغن الرسالة للرسول صلي الله عليه وسلم. أما الرجال فلم يكن مسموحاً لهم بالسؤال والدخول في أي وقت فيكون هذا من باب تكريم المرأة وحرص الرسول علي كرامتها وحرص علي حسن معاملة الرجال للنساء فقال الرسول: "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي" وقد كان رسول الله أبوالبنات فما عاش له من الأولاد إلا البنات وما بقي الي ما بعد مماته إلا ابن واحدة هي فاطمة الزهراء ولم يكن له أخوه اشقاء وانما اشتهرت الشيماء اخته في الرضاعة بأنه كان يكرمها ويعاملها كأخت من النسب. ونجد كثيرا من النساء حول الرسول اشتهرن وعرفن وسجلن في التاريخ وسجلت مظاهر تكريم الرسول لهن وللمرأة عموما ومنهن حليمة السعدية وأم أيمن الحبشية وزوجاته صلي الله عليه وسلم وعماته وبنات عماته وما كن ليذكرن إلا لصلتهن برسول الله وتكريمه لهن وقد أوصي رسول الله بالنساء خيرا فقال: "من كان له ثلاث بنات أو ثلاث أخوات أو ابنتان أو اختان فأحسن صحبتهم واتقي الله فيهن فله الجنة" كما قال رسول الله: "من كانت له انثي فلم يثبها ولم يهنها ولم يؤثر ولده عليها أدخله الله الجنة" وحينما كان الرجال يأنفون من مجرد ولادة الأنثي ويتوارون من القوم خزيا وخجلا كان يحمل بناته ويحمل بنات بناته ويخرج بهن علي الناس بل ويصلي إماما بالناس وهو حامل لابنة ابنته إمامة بنت أبي العاص وأمها زينب بنت رسول الله. أما في زوجاته فكان رجلا محبا متعاونا يتقي الله في زوجاته ويمرح معهن وليس أدل علي ذلك ما قالته السيدة عائشة رضي الله عنها حينما سألت عن الرسول في بيته فقالت كان في مهنة أهل بيته أي انه حينما يدخل بيته يكون مثله مثل أي فرد من أفراد البيت ويقوم بالأعمال التي يقوم بها جميع أفراد البيت وكل ما كان يخصه من أعمال كان يقوم بها بنفسه ولا يكلف بها أي واحدة من زوجاته فقالت رضي الله عنها "كان يحلب شاته ويرقع ثوبه ويخصف نعله ويكم البيت" أي يكنس المكان الذي ينام فيه. الرحمة والتسامح أشار دكتور عبدالحكم الصعيدي الأستاذ بجامعة الأزهر إلي انه بالنظر الي حياة النبي صلي الله عليه وسلم نجدها حياة متزنة تفيض بالرحمة والسماحة وكان يخص المرأة بكبير عنايته وعظيم رعايته منذ طفولتها نجد ذلك واضحا تمام الوضوح يوم ان بشر بالسيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها وكانت رابع بناته وكان من عاداته ان يدخل علي زوجته بعد ان تلد ويقول: "أروني ابني" فتحرجت القابلة ان تخبره انها انثي ظنا منها ان هذا سيؤلمه كما هي عادة أهل الجاهلية فأصر علي ذلك فقالوا انها انثي فقال: "نعم واخذها وقبلها وقال: ريحانة اشتمها" وكان هذا طبعه مع الأنثي ومع الرجل في كل دور من ادوار حياتها وورا من أطوارها حتي انه ليضرب المثل مع نسائه ومع زوجاته أمهات المؤمنين فكان يكرمهن وينزلهن أعظم المنازل ولا يكلف أيا منهن شططا بل انه يكون في خدمة أهله ولا ينسي جميلا أو معروفا أسدته اليه أنثي فضلا عن انه لاينسي ذلك لأحد من الناس فحينما كانت تأتيه السيدة حليمة السعدية وهي مرضعتة يقوم من مجلسه ويستقبلها ماشيا وسلم عليها ويأخذها ويجلسها في مكانه ويقول: "مرحي مرحي انت أمي بعد أمي" والنماذج كثيرة ووفيرة بالنسبة لإكرام النبي للمرأة حتي انه ليترك لامته هذا النهج الطيب ممثلا في احاديثه التي يوصي فيها بالمرأة فيقول: "ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم" ويقول: "اتقوا الله في الضغيفين المرأة واليتيم" أيضا من النماذج المشرفة التي تدلنا علي وفائه صلي الله عليه وسلم للمرأة حينما توفيت فاطمة بنت أسد زوج عمه أبي طالب وأم الإمام علي كرم الله وجهه وقد كانت تحسن اليه وهو طفل في كفالة عمه أبي طالب لم ينس لها هذا الجميل لكنها بعد ان هاجرت للمدينة واسلمت وافتها منيتها ما كان منه الا أن نزل قبرها بعد ان حفروه وقبل ان توضع فيه واخذ يسوي الحصي منه ويمهده ثم لما فرغ من ذلك رفع يديه الي السماء وقال: "اللهم ارحم أمي فاطمة بنت أسد وهون عليها ضغطة القبر" الي غير ذلك من النماذج الطيبة كمعاملته للأسيرات حينما مروا عليه بأساري إحدي المراقع ومن بينها ستانه بنت عدي ابن حاتم الطائي فوقفت وقالت أين محمد فدلوها عليه فقالت انني بنت سيد قومه كان أبي يفك العاني ويطعم الجائع وما أتاه صاحب حاجة إلا قضاها له فقال: ومن أبوك فقالت: حاتم الطائي فقال: ان أباك كان يحب مكارم الأخلاق لو كان أبوك مؤمنا لترحمنا عليه. ثم اطلقها من الأسر وجهزها بما يليق بها وبمكانة أهلها. هذه كلها نماذج تدلنا علي ان النبي كان يحترم المرأة ويقدرها ويحنو عليها حتي يمحو بذلك الآثار السيئة التي لحقت بالمرأة ومكانتها أيام الجاهلية والتي بلغت حد الوأد علي نحو ما بينه لنا القرآن الكريم. نفسية المرأة من جانبه اشار فضيلة الشيخ عادل أبوالعباس عضو لجنة الفتوي بالأزهر الشريف إلي ان الرسول صلي الله عليه وسلم عاش في بيت حمل بنات مختلفة من النساء ففيهن العربية والتي كان أصلها يهودية والتي كان أصلها نصرانية من بنات مختلفة وقد عايشها رسول الله كزوج دارس لنفسيات زوجاته يعرف أوصافهن وما يغلب علي نفسياتهن من رضا وغضب فإذا اردنا ان نتحدث عنه كزوج مثالي بدأ بأم المؤمنين خديجة التي ذكرها في الصباح والمساء واعترف بفضلها عليه حيث كان يتعبد في غار حراء فترقبه بعينيها وتطمئن عليه بفؤادها حتي أنه عندما نزل عليه الوحي هدأت من روعه وقالت له والله لا يخزيك الله أبدا فأراد ان يرد هذا الجميل قائلا لكل نسائه "ومن منكن مثل خديجة لقد اعطتني حين حرمني الناس وآمنت بي حين كفر الناس وكان لي منها الولد" ثم زاد حبه لزوجته خديجة حتي بعد وفاتها فكانت كلما دخلت عليه هالة بنت خويلد أخت خديجة كان صوتها يشبه صوت أم المؤمنين فكلما سمع صوتها بكي وتذكر خديجة وهذا يؤكد جانب الوفاء له بالنسبة للزوج الذي لا يتنكر لفضائل زوجته فهذه أول صفة من صفات رسول الله الوفاء لمن اسدي اليع جميلا" فإذا انتقلنا الي عائشة رأينا انه كان خبيرا بنفسيتها عطوفا عليها محبا لها فكان يقول لعا "اني لا علم متي تكونين علي راضية ومتي تكونين غضب فقالت له وكيف ذلك؟ قال: إذا كنت علي غضب قلت لا ورب ابراهيم ونعم ورب ابراهيم. وإذا كنت علي راضية قلت لا ورب محمد ونعم ورب محمد. فقالت له صدقت انما اهجر اسمك فكان رسول الله نوذجا لكل الأزواج في معرفة الناحية النفسية ونحن نري اليوم من يعاقب زوجته لأتفه الأسباب ومن يعنفها دون مبرر مما يؤكد عدم حسن العشرة. في حين اذا حدثت مشكلة في بيت رسول الله كان يعالجها يحنكة وحكمة فلم يؤثر عنه انه ضرب زوجة من زوجاته أو أخرج لها كلمة نابية أو لفظة قبيحة حت عندما تكلمت سيدتنا عائشة واصفة السيدة صفية امام النبي بأنها قصيرة فغضب رسول الله قائلا: "يا عائشة لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته ولكنه لم يشتم ولم يسب فحاشاه ان يفعل ذلك وهو الزوج المثالي الذي تعمر البيوت اذا طار الأزواج علي منهجه أضاف حينما تظاهرت عليه زوجاته ونزلت الآية القرآنية "يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن" ثم نزلت الأية: "ان تظاهرا عليه فان الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير" لم يبد الرسول امتعاضا من هذه المظاهرة وانما اراد ان يعالج المشكلة بالتخيير فخيرهن بين المكث معه علي عيشته التي رضيها لنفسه وبين ان تذهب من تختار لسبيلها بنص الآية: "ان كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا وان كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكم أجرا عظيما" ودعا أبوالعباس الي ضرورة ان يعود المسلمون الي الزوج الوفي المنفق المحب المتسامح العالم بالنفسيات وكل ما سبق من صفات تتمثل في محمد الزوج الرسول صلي الله عليه وسلم. ويري دكتور جمال الدين حسين أستاذ العقيدة والتربية الإسلامية بكلية أصول الدين جامعة الأزهر ان صلي الله عليه وسلم كان أسوة في كل ما يتعلق بأمور الحياة والتي يمكن ان تذكر منها علي سبيل المثال أسلوبه في معاملة المرأة فقد جاء من يسأله "من أحق الناس بحسن صحابتي قال أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك" وكان يقبل عائشة واذا شربت من الإناء أخذه فوضع فمه في موضع فمها وشرب وكان يتكيء في حجرها. عندما غضبت من قال لها هل ترضين ان يحكم بيننا أبوعبيده بن الجراح فقالت: لا هذا رجل لن يحكم عليك لي قال: هل ترضين بعمر قالت: لا أنا أخاف عمر. قال: هل ترضين بأبي بكر قالت نعم. فجاء أبوبكر فطلب منه رسول الله ان يحكم بينهما ودهش أبوبكر قال: انا يا رسول الله؟ ثم بدأ رسول الله يحكي فقاطعته عائشة قائلة اقصد يا رسول الله "أي قل الحق" فضربها أبوبكر علي وجهها فنزل الدم من أنفها وقال فمن يقصد اذا لم يقصد رسول الله فاستاء الرسول وقال ما هذا أردنا وقام فغسل لها الدم من وجهها وثوبها بيده. وكانت عائشة تتكئ علي كتفه تتفرج عي لعب الجثة بالحراب في مسجد رسول الله.. وكان يقول الدنيا متاع وخير متاعها الزوجة الصالحة. يقول الشيخ الشحات العزازي إمام وخطيب مسجد السيدة نفيسة لقد ضرب لنا رسول الله صلي الله عليه وسلم أروع المثل في تقديره وتكريمه للمرأة في تعامله مع زيجاته وفي زواجه منهن.. فليس زواج شهوه أو متعة كما يدعي البعض ولكنه زواج رعاية وتكريم منه صلي الله عليه وسلم.. ولو كان زواج متعة كما يدعي البعض لما تزوج الأرملة والمطلقة والعجوز والأيم وإنما كان أحري ان يخطب بنات الملوك والأبكر وكلهن كن يحلمن بذلك.. لكن النبي كان يزوجه ربه وليس تعدد زوجات النبي بدعا في ذلك.. فقد عدد سيدنا ابراهيم إسحاق ويعقوب وداود وسليمان وما عيب عليهم.. لذلك فليس عارا أو عيبا أن يعدد الزواج بل هو شرف لكل امرأة تزوجها النبي صلي الله عليه وسلم.