في رصد بديع لسير رواة السُنَّة النبوية المطهرة قدم الكاتب الصحفي الدكتور أحمد المنزولاي نائب رئيس تحرير الجمهورية في كتابه أمناء السُنَّة.. أعلام المحدثين عن خاتم المرسلين..إذا بدأ الكاتب الذي رصد سير نحو 20 أميناً من أمناء السُنَّة رصده بسيرة صاحب السيرة العطرة خير البشر صلي الله عليه وسلم الذي خصَّه الله عز وجل بجوامع الكلم وعلَّمه ما لم يكن يعلم وسقاه اللبن في الرؤيا فكان من أهل العلم. ورضي عنه فكان من أهل الحكم والحلم. وأرسله بالحق إلي سائر الأمم.. الصادق الأمين إمام النبيين. وخاتم المرسلين ورحمة الله للناس أجمعين. أشار الكاتب إلي أن البعثة النبوية المشرفة أشرقت بخمس آيات وبدأت الرسالة المحمدية بخمس أخريات وكان لنبوته علامات ومقدمات.. عارضاً لما دار بين النبي صلي الله عليه وسلم وورقة بن نوفل الذي كان أول من بشره بالنبوة من البشر الذي قال له: "لم يأت رجل بمثل ما جئت به إلا عودي. وأن يدركني يومك سأنصرك نصراً مؤزراً. ومات ورقة بعد ذلك بقليل ثم غاب الوحي عن رسول الله صلي الله عليه وسلم إلي أن عاد بالخمس آيات الأول من سورة المدثر التي أعلنت بداية التكليف بالدعوة وتبليغ الرسالة. وقبلها نزلت الآيات الخمس من سورة المزمل التي تمثل منهج العبادة والاستعداد للمسئولية الكبري. وكيف أن علامات النبوة لم تقتصر علي ما قبل البعثة أو شبابه وفتوته بل امتدت أيضاً إلي ما قب ذلك من حمله وولادته ونموه ورضاعته.. مواصلاً سرد المواقف المختلفة من حياة وسيرة النبي صلي الله عليه وسلم العطرة وما حدث مع طليعة المؤمنين ثم البعثة النبوية وقصة الفتح وطريق الهجرة وشهادة النجاشي وشهادة هرقل. معدداً شهادات معاصرة حول السيرة العطرة منها شهادة مايكل هارت الذي النبي صلي الله عليه وسلم علي رأس قائمة أعظم مائة شخصية أثرت بقوة في تاريخ البشرية ومسيرتها الإنسانية. وبدأ المنزلاوي رصده لأمناء السُنَّة بسيرة أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها وكيف كانت رضي الله عنها مرجعاً لما يشكل عليه بين الصحابة والتابعين. وروت عن رسول الله صلي الله عليه وسلم أكثر من 2210 أحاديث عن النبي صلي الله عليه وسلم كما روت عن أبيها أبي بكر وعن عمر بن الخطاب وعن فاطمة وسعد وروي عنها عمر وابنه عبدالله وأبو هريرة وأبو موسي وزيد وخالد وابن عباس رضي الله عنهم أجمعين.. وفضل عائشة علي المسلمين عميق وكبير وممتد يبدو كنهر عذب طيب الفيضان دائم الجريان يروي ظمأ الباحثين عن العلم والحكمة والهداية والطريق القويم والسلوك المستقيم. وانتقل المنزلاوي إلي الحديث عن بقية رواة السُنَّة وبدأهم بعميد المحدثين أبي هريرة رضي الله عنه الذي أدرك الحقيقة بذكائه وفطنته ونقاء سريرته وسلامة فطرته ونور بصيرته وحكمته.. هذه الحقيقة تمثلت في مكانة وأهمية السُنَّة النبوية الشريفة فانشغل بها وبحفظها وروايتها وتدوينها. يصبح عميد المحدثين وموسوعة الحديث وسيد الحفاظ وأمين السُنَّة وحافظ الإسلام وأكثر وأشهر من روي عن الصادق الأمين وشارك في الغزوات ورفع الرايات وحارب المرتدين. وانتقل المنزلاوي من عميد المحدثين إلي صاحب الصحيفة الصادقة عبدالله بن عمرو بن العاص الذي سبق أباه إلي الإسلام وكان من كتاب الوحي وأول من كتب سُنَّة خير الأنام إمام العابدين وقدوة الزاهدين وطليعة المجاهدين وصاحب العلم والدين الذي بدا وكأنه ملاك يمشي علي الأرض ينقطع في العبادة ويجتهد فيها ويشق علي نفسه يصوم النهار ويقوم الليل. حفظ السُنَّة النبوية عن ظهر قلب بعد تتبع النبي صلي الله عليه وسلم ثم استأذنه صلي الله عليه وسلم في أن يكتبه فأذن له فكتب "الصحيفة الصادقة" وهي أول كتاب بين دفتيه الأحاديث النبوية الشريفة ليفتح بذلك الباب للأئمة والحُفَّاظ والمحدِّثين. وانتقل المنزلاوي إلي عبدالله بن عمر بن الخطاب المثال الأعلي الذي باع دنياه بآخرته رصد تحركات النبي صلي الله عليه وسلم وحاكاه حتي قالت عنه عائشة رضي الله عنها : "ما رأيت أحداً يتتبع آثار النبي صلي الله عليه وسلم في منازله كما كان يتتبعه ابن عمر". ومع رواة السُنَّة ننتقل إلي صاحب الموطأ الإمام مالك إمام المدينة الذي كانت له مع الخلفاء والأمراء صولات وجولات فهو أحد الأئمة الأعلام الأربعة من أصاب الفضل والاجتهاد في الفقه والرواية وصاحب الموطأ أشهر كتب السُنَّة وأكثرها إجلالاً وتقديراً من العلماء علي مدار الأيام والأعوام كانت تشد إليه الرحال من جميع الأقطار والأمصار طلباً للعلم. وهكذا عدد بقية أمناء السُنَّة أمثال إسحاق بن راهويه صاحب المدرسة والإمام البخاري صاحب الجامع الصحيح . والإمام مسلم صاحب الصحيح والإمام أبو داود صاحب السنن والإمام الترمذي صاحب الجامع المختصر . والإمام النسائي صاحب السنن الكبيرة. والإمام ابن ماجه الحافظ الكبير. والإمام الدارقطني المحدث الفقيه. والإمام الدارمي صاحب المسند العالي. والإمام البيهقي صاحب السنن الكبري. والإمام ابن المبارك عالم خراسان. والحافظ العراقي صاحب ألفية الحديث. الإمام ابن حجر العسقلاني صاحب فتح الباري. والحافظ بن عساكر محدث الديار الشامية. الإمام الكرماني صاحب الكواكب الدراري.. مقدماً بذلك رصداً وتذكيراً بكبار رواة السُنَّة وأمنائها تخليداً لذكرهم بما خلَّدوا ذكر أحاديث وسيرة النبي الكريم صلي الله عليه وسلم.