ينبغي علينا ألا نتجاهل العقلاء من البشر في كل زمان ومكان. فتجاهلهم يعمل ضد التيار. وضد أهدافنا في الصلاح والإصلاح. بل إن تجاهلهم يخالف الفطرة السليمة. كما قلنا والنهج القويم. ودعوة الأنبياء والمرسلين. والغاية من رسالة النبي الخاتم سيد الأولين والآخرين الذي أرسله ربه سبحانه وتعالي للناس كافة رحمة للعالمين! ولعلك أيها العاقل الفطن قد تنبهت وعرفت الآن علة اسراف الميديا الصهيونية العالمية في نشر الفوضي والرذيلة والشذوذ الجنسي والاخلاقي. واشاعة الفاحشة بين الناس. بطريق مباشر وغير مباشر. فقد استحدثت من وسائل المعلومات وتكنولوجيا الاتصالات والمستجدات ما ييسر عليها المهمة الخبيثة. ومن هنا أيضاً نفهم علة الفساد الخلقي والتطرف الديني بين شعوب أوروبا والولايات المتحدةالأمريكية فقد وضعوا القوانين لحماية الرذيلة ومحاربة الفضائل ومكارم الأخلاق. بل وحاربوا كل من يدعو للعدالة. ويطالب بحقوق الإنسان وكرامته. واستقلال ارادته وحريته الشخصية والوطنية. إنهم يعملون ضد العقل. ويخاصمون الفضائل. ويعادون مكارم الاخلاق. ولا يعرفون إلا مصالحهم الذاتية وحبهم الأناني واستغلالهم الشعوب ونهب ثرواتها. وهم بهذا المسلك المشين واقعون في تناقض خطير. فقد اهتز ميزان العدالة بأيديهم. فيراهم العقلاء يكيلون بمكيالين. والحق أنهم يكيلون بمكيال واحد. هو مكيال الظالم وميزان المطففين. فويل لهم! وما حربهم الزائفة ضد الارهاب إلا حربا علي العلم والعلماء. وتخويفا للعقل والعقلاء وشاهدنا محاكمة روجيه جارودي علي يقظته العلمية .. وقتلهم الناشطة الأوروبية الشقراء زرقاء العينين في غزة تحت جنازير الدبابات! مع أنهم يجاهرون ويتظاهرون بالدعوة والمطالبة والدفاع عن حقوق الإنسان. وحرية العقيدة. وحرية الرأي والتعبير. فلو صدقوا لكان انتصارهم لدين الإسلام ونبي الإسلام أولي من انتصارهم لانفسهم. ومطامعهم ونزواتهم الشخصية. وحبهم الطاغي للمادة واحتكار الثروة. إنهم يجندون المرتزقة من هنا وهناك ويغرونهم بالمال والمناصب. والجوائز. ويجيشون الجيوش. ويرهبون العقلاء. ويخوفون الحكام من المستبدين والظلمة من الطواغيت. ويجاهرون بالليل والنهار باشاعة الفاحشة والفسق ونشر الرذائل والفجور بمختلف الوسائل. بل يعادون الدين ومكام الاخلاق. ويسخرون من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وينقصونهم ويسبونهمويسئون إليهم ويكذبونهم. ولا شك أن إساءتهم لسيدنا محمد صلي الله عليه وسلم والطعن في عفته وأمهات المؤمنين. والتشكيك في نبوته ودعوته ورسالته. ورحمته العامة. واتهامهم لأصحابه وسبهم أنكي وأشد. وليست تلك العداوة الغبية والسافرة لسيدنا محمد صلي الله عليه وسلم. إلا امتداداً لمعاداتهم اخوانه من الانبياء عليهم السلام. فهو في حربهم له وبغضهم له. إنما يحاربون الانبياء جميعاً. بل يحاربون الله سبحانه وتعالي فهم يحاربون دعوة التوحيد الخاص فهي عداوة للحق والحقيقة ومحاربة لله ورسوله. قاتلهم الله أني يؤفكون! وليس ذلك كما نفهم إلا لأنه صلي الله عليه وسلم يخاطب العقلاء . ويدعو إلي البرهان العقلي مكارم الاخلاق والتدثر بزي الفضائل والمحاسن الخلقية. بل ويعفو عن امرأة أسيرة لأن اباها كان محباً لمكارم الاخلاق. لقد غف الحاقدون الحاسدون وتغافلوا عن عظمة النور الساري في نهر الحياة الدافق وقوته. فالعقلاء والحكماء من ذوي الآحلام والنهي. سرجاً منيرة تستقي نورها من سراجه وهديها من هدية صلي الله عليه وآله وصحبه وسلم. فتدعو الناس علي بصيرة. لتظهر دعوته علي كل دعوة. وليظهر الله دينه علي الدين كله. فهم منابر نور. وجسور تواصل ومحبة. فإذا جد الجد. كانوا حوائط صد. ومتاريس دفاع. وقلاعا صامدة. لا تهادن ولا تناور. بل في رباط إلي يوم القيامة. إنهم لا يخشون إلا اليقظة. ولا يرهبون إلا سيادة العلم ودعوة العلماء من ورثة النور المحمدي المتقادم. أولئك المرابطون علي الثغور. فهم لهم في كل مرصد ذاكرون العهد وميثاق النصرة. أوفياء أوصياء لا يفترون ولا تفت في عضدهم صعاب الجهاد وبطش الطاغون. والاحقاد. عاملون ليل نهار علي احياء المنهج النوراني. تلك وظيفتهم ودينهم الذي لا يشاركم فيه أحد. فسلامة العقل الإنساني وصلاحه. وتنقيته من الضلال والانحراف. وارشاده الي جادة الطريق. وتعريفه بميزان العدل والاستقامة. سنتهم التي من نور نبيهم تستفاد. فتتنور بها حواسهم وأبدانهم كما تنورت بها نفوسهم وقلوبهم وأرواحهم وسرائرهم وأسرارهم!