* يسأل صالح أبو المعاطي من الدقهلية: هل يجوز للمتدين أن يفتي غيره ممن ليس علي ثقافة دينية؟ ** يجيب الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية قائلاً: هناك فارق بين الدين وهو علم وبين التدين وهو سلوك ومجال يطبق فيه هذا العلم. كما أن هناك فارقاً بين العلم المتخصص والثقافة العامة» والدين الذي هو علم له مصادره ومنهجه وقواعده. ويحتاج إلي تخصص وتفرغ. شأنه شأن سائر العلوم. أما المجال فهو قابل لمناقشة والأخذ والرد كالفنون والرياضة والحربية والصحافة ونحوها من المجالات المهمة. أما جانب العلم من هذه المجالات فليس محله المناقشة والأخذ والرد والرأي الآخر. بل هذا مكانه الأكاديميات التي تتخصص فيه. الجهل أو عدم الاعتراف بهذا الفارق بين العلم والمجال هو ما جعل بعض الناس ممن يتكلمون فيما لا يعلمون يظنون أن تغير بعض الأحكام المرتبطة بالعُرف أو تغير بعض وسائل الحياة المرتبطة بالزمن.. يقتضي تغير جميع أحكام الدين لمجرد أن الزمان قد اختلف.. وربما يأتي اليوم الذي يخرج علينا من يقول إن الأمر أيام النبي صلي الله عليه وسلم بعبادة الله وحده. والزمن قد اختلف فينبغي علينا أن نشرك بالله مسايرة للعصر!! وما ذاك إلا أنهم اعتبروا الدين مجالاً يتكلمون فيه بجهلهم. ولم يفطنوا إلي أن الدين علم. والتدين العملي هو سلوك. وهناك فرق بين علم الدين وبين التدين العملي. وأن علم الدين هو علم كسائر العلوم. له مباديء وقواعد ومصطلحات ومناهج وكتب وترتيب ومدارس وأسس وتاريخ و.......إلخ. وهو يحتاج أيضاً إلي أركان العملية التعليمية.. التي لا يتم العمل إلا بها.. وهي: الطالب. والأستاذ. والكتاب. والمنهج. والجو العلمي.. وأن طريق التعلم له درجات مختلفة كدرجات التعليم العام ثم التعليم الجامعي ثم الدراسات العليا بدرجاتها المختلفة. وله أيضاً أساليبه المختلفة للتمكن منه. بعضها نظري. وبعضها تطبيقي. وبعضها حياتي وعملي.