* يسأل إبراهيم أبو وردة من بورسعيد: عمن يجوز له أن يصعد المنبر؟ وهل هناك قانون يعاقب من يصعد المنبر من غير ترخيص له من المسئولين؟ وكيفية تقنين هذا الأمر؟ * أجاب د.علي جمعة مفتي مصر: هذا الموضوع مهم للغاية» لأن من يصعد المنبر يسمي بالإمام. وإنما الإمام ليؤتم به.. وخطيب الجمعة يجمع بين الإمامة والتأثير المباشر في الناس عن طريق الموعظة وعن طريق خطبة الجمعة.. وخطبة الجمعة لها دور فعَّال وقوي. كان من الممكن أن يستفاد منه في تكوين العقلية التي تواجه العصر الذي نعيش فيه. والذي يعيش بموجبها المسلم وهو ليس متنافراً مع عصره. ولا مع مصره. ولا منقطعاً عن أصله أيضاً.. يعيش حياة ينال بها سعادة الدارين» الدنيا والاخرة معاً. وليس يبيع دنياه أو يشتري آخرته فقط. بل يعيش الحياتين معيشة سعيدة. الخريطة التي عندنا في مصر تبين أن هناك أكثر من 90 ألف مسجد وزاوية في مصر كلها.. وهناك قوانين منظمة لمسألة الخطابة منذ سنة 1959م. وهناك قانون لتنظيم مهام وزارة الأوقاف. ويحتم علي وزارة الأوقاف الإشراف المباشر والدائم علي كل هذه المساجد.. وأضيف إلي هذا القانون قوانين أخري متتالية. وصل الحال ببعضها إلي أنها عاقبت من يصعد المنبر دون تأهل. فهناك مثلاً قانون 238 لسنة 1996م يعاقب من يصعد إلي المنبر دون تأهل. وبالنسبة إلي التأهل فقد فتحت وزارة الأوقاف ومديريات الأوقاف في مصر كلها أبوابها لتعليم من يري نفسه قادراً علي الأداء. تعليم من يري في نفسه كفاءة ويستطيع أن يخطب. ويؤدي هذه المهمة.. فتحت ما يسمي بتدريب الدعاة. للرجال والنساء. فهناك نساء يأخذن تصريحاً بالتدريس. والرجال يأخذون تصريحاً بالخطابة. فالقانون موجود منذ نحو عشر سنوات . منذ عام 1996م. بل وقبل ذلك أيضاً ولكن نحن لا نريد تطبيق مثل هذا القانون. نريد للناس أن تؤدي مهامهم وشعائرهم الدينية أداء حسناً.. فنحن نخاطب ذلك الخطيب الذي قبل أن يتأهل و يصعد المنبر. هذا الخطيب نقول له تنبه. إن الأمر خطير. من الناحية الواقعية. بل ومن الناحية القانونية أيضاً. فقد بلغت الخطورة في هذا إلي أن هناك قانوناً قد وضع عقوبة لمن يفعل هذا. وهي الحبس شهراً والغرامة من 100 إلي 300 جنيه.. هذا معناه أن الأمر في منتهي الخطورة.. وقديماً كان لا يسمح أبداً لغير المتأهل دينياً أن يصعد المنبر. ولو فعل فإنه يقبض عليه. ويوضع فيه ما يسمي ب "التجريس". يمسكون جرساً ويطوفون في البلد. ويقولون: هذا الذي اعتدي علي دين الله. نحن لا نريد أن تصل القضية إلي القانون أو الحبس أو الغرامة أو التجريس.. نحن نريد أن نتأهل.. إذا شعر أحدنا في نفسه أنه قادر علي الخطابة. وأنه يملك الطاقة والكفاءة والموهبة.. فعليه أو يستوفي هذا التأهل.. التأهل أنه يتعلم» فكيف أعلم الناس وأنا أفتقد العلم؟! كيف أخطاب الناس وأنا أفتقد هذا العلم؟!